حجم النص
ولد صالح مهدي عماش في بغداد عام ١٩١٤، وعاش في الأعظمية ,دخل الكلية العسكرية ليتخرج فيها ضابطا. انخرط في صفوف حزب البعث بالتنسيق مع أحمد حسن البكر، وساهم في الإعداد لانقلاب عام ١٩٦٣، وتولى حقيبة وزارة الدفاع، وبعد انقلاب عارف على البعث اختير عضوا في القيادة السرية للبعث، وكان له دور في التهيئة لانقلاب عام ١٩٦٨. استغراب جمال وبعد هذا الإنقلاب عين عماش بمنصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية برتبة فريق ركن. من ناحية الدور والقدم كان عماش هو الأحق بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، لكن البكر قام بتلك المناورة التي رواها صلاح عمر العلي وذلك باتهام عماش بالتآمر ليتم تمرير ترشيح وانتخاب قريبه صدام حسين لذلك المنصب. ذكر جواد هاشم في كتابه " مذكرات وزير عراقي مع البكر وصدام " أن جمال عبد الناصر كان مستغرباً لتعيين صدام في هذا المنصب بدلاً من عماش حيث ذكر: " سألني عن صدام حسين كثيراً، وعن صحة الإشاعة التي مفادها أن صداماً لم يكن مرشحاً لأن يكون نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وأن المرشح كان صالح مهدي عماش، فكيف حصل أمر اختيار صدام؟ وهل هذه بوادر خلافات في القيادة العراقية، أم مناورات جديدة لأحمد حسن البكر باعتباره قريباً لصدام؟. ذُهلت، كيف يعرف عبد الناصر هذه التفاصيل الدقيقة عن اختيار صدام لمنصب النائب دون عماش الذي كان مرشحاً لذلك المنصب فعلاً، في حين لم يعرف أن من سيقابله هو جواد هاشم وليس حازم جواد؟ قلت له إن معلوماتي هي أن اختيار صدام حسين لمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، كان قد تم في الأيام الأول للثورة، ولم يكن صالح عماش مرشحاً. قلت ذلك مع أنني كنت أعرف أن الحقيقة هي عكس ذلك". الحقيقة أن صالح مهدي عماش، كان قد رُشح لمنصب نائب الرئيس، وأن موضوع اختيار النائب كان مدرجاً على جدول أعمال القيادة، وكان يؤجَّل بحث الأمر في كل اجتماع منعاً لبعض الحساسيات التي قد يثيرها العسكريون من أعضاء القيادة، وخاصة حردان التكريتي. وقد أكد لي، في حينه، والكلام ما زال لجواد هاشم، أحد أعضاء القيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة، أن صالح مهدي عماش، قد أُوفد إلى الأردن لتفقد القطعات العسكرية العراقية هنالك. وقد استغل البكر وصدام غيابه، وبحثت القيادة أمر اختيار النائب، وتم التصويت «ديمقراطيا»، وفاز صدام حسين. كانت تلك الحقيقة التي أنكرتها لعبد الناصر، ولكن يبدو أن معلوماته كانت دقيقة حول هذا الموضوع إلى حد بعيد. وقد علق قائلاً: "إن اختيار نائب رئيس مجلس قيادة الثورة أمر يعود إلى الإخوة في العراق، ولكن الواد صدام، إحنا عارفينو، ده طايش، وبلطجي".
أقرأ ايضاً
- سروة عبد الواحد تعلن مقاطعة اجتماع أربيل وتهاجم حزبي بارزاني وطالباني
- السوداني يزور عبد المهدي ويبحث معه تطورات الأوضاع في المنطقة
- رئيس مجلس النواب العراقي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني