حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم زيارة الاربعين على الابواب وكل من يحمل شوقا وحبا للحسين عليه السلام بدا يعد العدة للانطلاق صوب كربلاء، هذه الزيارة التي بحد ذاتها تعتبر خارج المتعارف عليه من عادات وتقاليد واعراف بكل ما تحمله الكلمة، ولست بصدد البحث عن تاريخية وشرعية الزيارة فمهما تقوّل المتقولون فانها قائمة طالما القائم لم يظهر، نعم لربما يمنعها ظالم وهذا ما كان عليه العراق ايام الطاغية وهذا امر فيه حسنتين الاولى تثبت قوة تاثير الزيارة على الطغاة لدرجة منعها، والثانية تخزن في قلوب المحبين الشوق والمحبة اكثر ولربما يلجا البعض الى تعويض هذا الحب باقامة شعيرة جديدة ولو على المستوى الخفي لاحياء هذه الذكرى. من عجائب الزيارة اننا في الايام العادية نتاجر ونلغي الصفقة عندما يريد المشتري تخفيض الف دينار او لربما خمسة الاف دينار من سعر البضاعة، ولكننا يوم الاربعين نصرف اضعاف هذا المبلغ لحب الحسين عليه السلام، في الايام العادية كثيرا ما يساعد الغني الفقير الجائع، في الزيارة نرى كثير من الفقراء يطعمون الاغنياء، في الايام العادية لربما نتضجور من الضيف في اوقات معينة، في زيارة الاربعين ابوابنا مشرعة طوال اليوم بل حتى البعض يخرج لكي يتوسل بالزائرين للاستراحة في بيته، كربلاء التي تزدحم يوم الخميس بزائريها الذين لا يتجاوزون الثلاثة ملايين، الا انها في الاربعين كم من الملايين تستقبل، هناك من اذا لم يعمل يوم او يومين ينام من غير طعام تراه في الزيارة يسير ايام ليصل الامام ولا يفكر بالعمل، والشواهد كثيرة. عزيزي السائر انت زائر، وهل تعلم ما لكلمة زائر من قيمة عليا نعم انت زائر حتى في الدنيا وسترحل منها وتستقر في الاخرة حسب ما جنيت من الدنيا، نعم انت زائر امامك الحسين عليه السلام وفي كل الاحوال يجب ان تكون بافضل حال، تذكر عيون النواصب تترصد لك حتى يلتقطون ما يصدر منك من خطا ولو بشكل عفوي، فيؤولون ما يشتهون للطعن ليس بك او بالزيارة بل بالحسين عليه السلام. زيارة الاربعين يجب ان تستغل اقصى استغلال لانها فرصة حسينية رائعة نستطيع من خلالها ايصال اقوى رسالة وستبقى مدوية طوال السنة حتى الزيارة القادمةبل على مدى التاريخ، نحن بحاجة الى جهات على مستوى عال من الخبرة والثقافة والادارة لكي تجعل من زيارة الاربعين اكبر وارقى مهرجان ينهض بالبشرية فكريا وروحيا نحو العلا، على وسائل الاعلام ان تلتقط ما يؤثر في المتلقي، قبل سنتين اصدرت العتبة الحسينية المقدسة اصدار بعنوان عالمية زيارة الاربعين وقد رصد كادر شعبة النشر المواكب الاجنبية فانها تجاوزت الخمسين دولة وكان للاصدار وقع اعلامي وتوثيقي لدى المتلقي. نعم المواكب الاجنبية التي تاتي بثقافة بلدانها يجب ان ترى ما يضاهي تلك الثقافة من احترام الاخر والنظافة والتنسيق بالمسير وسلامة المنطق والتفاني في خدمة واحترام الاخرين حتى يعلمون كيف هو شعب الحسين عليه السلام. لا نكرر الواجبات لانها امور مسلم بها الصلاة، الحقوق الشرعية، عدم الاعتداء على الحق العام، تجنب الغيبة والتباهي وتبذير الطعام. الاربعين فرصة حسينية فقط ولاحظوا انها حسينية فلماذا كانت حسينية دون سائر الائمة المعصومين عليهم السلام، لان الحسين استشهد وضحى بالغالي والنفيس من اجل رسالة جده رسول الله صلى الله عليه واله فعلينا الالتزام بما جاء به نبينا ومن ثم المشاركة في مسيرة الاربعين.