- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
معركة تحرير الموصل ..قراءة موضوعية ؟!!
حجم النص
بقلم:محمد حسن الساعدي ما زالت الحقيقة على الارض في علمية تحرير الموصل، والتي تشير بوضوح أن هناك رؤيتين: 1) الرؤية التي تؤكد ان الاوضاع تسير نحو التصعيد، وأن المنطقة سائرة نحو التقسيم، والتي ستكون على أنقاض لوزان. 2) الرؤية التي تتحدث أن ما يجري الآن ما هو الا مخاض لوضع جديد سيسود في المنطقة، وان اللاعبين الاساسيين هم أنفسهم المدعوين الى مؤتمر لوزان، والذي كان قد عقد في 1923، واليوم بعد مرور 100 عام، يعقد مؤتمر لوزان من جديد لإعادة النظر، والتوافق على ما تم الاتفاق عليه في لوزان الماضي. كما ان اللاعبين الاساسيين (روسيا، أمريكا، ايران، تركيا) واضحين الرؤية والهدف، وهم يمثلون ابطال اللعبة الاساسية على الساحة العربية والاسلامية، واما من الجانب العربي فقد مثل دخول (السعودية، قطر، العراق، مصر) الى ساحة الصراع يمثل حلقة جديدة في الصراع الدائر. لهذا فان انعقاد مؤتمر لوزان في هذا الوقت يمثل الخطوط الاولى في ترسيم الحدود للمنقطة العربية عموماً، وسوريا خصوصاً، والذي يبدو ان الاخيرة ستكون البداية والنهاية، واذا ما تم تقسيم سوريا فأن المنطقة ستحذو حذوها في عملية الترسيم الجديد للحدود. أعتقد وكما يرى الكثير من المحللين أن الامور تسير نحو التهدئة، وأن المحصلة النهائية لهذا المخاض هو التهدئة، وأن التغييرات لن تطال الجغرافية، ولن يحصل فيها أي تغيير، وربما سيتم ترسيم حدود جديدة في داخل الترسيم السابق وليس تقسيم له. هناك من يعتقد لحد الآن ان ساعة الصفر ما زالت بعيدة، وانه ما يجرب من تحرك عسكري، ما هو الا تمويه وتسريب وذلك من اجل السماح بخروج عصابات داعش من داخل الموصل، وان سفر السيد العبادي الى كركوك ما هو الا وضع اللمسات الأخيرة لانطلاق عملية التحرير، وان ما يحصل الآن من انشقاقات وتمرد داخلي في الموصل، وهذا ما لاحظناه في الانبار هو اثبات ان معركة الموصل لن تكون طويلة، كما ان داعش تعمل على تصفية أفرادها المتذبذبين ومن عليه علامات استفهام، قبل هروبها من أي منطقة كانت تسيطر عليها، وان هناك دوراً تركياً واضحاً في دعم داعش لوجستياً، وان التحركات التركية مبنية على نظريتها التي تؤكد على ان المنطقة سائرة نحو التقسيم، وان يجب ان يكون لها دور في هذا التقسيم، وموطأ قدم ونفوذ على الارض، كما ان الموقف التركي يمثل موقفاً همجياً ومستفزاً، إذ كان من المفترض أن يكون للدبلوماسية دوراً في الحوار، لهذا تركيا الآن تعيش العزلة السياسية، وباتت سياسة أردوغان مرفوضة من المجتمع الدولي عموماً.