- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العمامة السياسية سر من إسرار العراق
حجم النص
بقلم:عمار العامري ربما يجد البعض استغراباً في العنوان, مما جعلنا نطرح تساؤل, لماذا العمامة مستهدفة في العراق؟ قبل عام 2003 محاربة, وبعد 2003 مبتذلة, والبعض تحاول حصر دورها في مجال الحلال والحرام فقط, بينما الحقيقة العمامة السياسية هي من أسقطت صدام, ومتصدية حالياً لبناء العراق الجديد سياسياً وتشريعياً, رغم الإساءات التي تعتريها. تابعنا في حقبة سلطة البعث, هناك حرب مكشوفة ضد العمامة بشكل رئيس, بين قتل وتغييب وتهجير, وبعد التغيير استهدفت أول عملية إرهابية العمامة السياسية, بالوقت الذي اخذ فيه الكثير يميل لقبول خطة الاحتلال الداعية لاستيراد دستورٍ ورئيسٍ بوصايا أمريكية, بينما وقف المعمم السياسي بوجه ذلك المخطط, وكتب دستور بأيادي عراقية, وفرض إرادة الشعب بانتخاب حكومة وطنية, تمهد لبناء دولة عصرية. وبعد يوم واحد من أجراء الانتخابات, تفاجئ الجميع بظهور تيار بأفكار دخيلة, يحاول تعبئة الشارع ضد الحكومة الفتية, والعملية السياسية المستحدثة, رافعاً شعار؛ "قشمرتنه المرجعية وانتخبنا السرسرية" بينما كان الشارع لم يلمس من خطوات الحكومة سوى الانتخاب, وإذا كانوا المُنتخبين سرسرية, فتحصيل حاصل إن من انتخبهم على نفس الشاكلة, ليتضح هناك أيادي خفية تريد سحب البساط من تحت إقدام الشيعة. كانت الإشارة واضحة؛ المستهدف هو التيار الشيعي, والمرجعية العليا تحديداً, لذا أخذت التيارات العلمانية تروج للفكرة القديمة الجديدة؛ "فصل الدين عن السياسة" ليس لان العمامة السياسية فشلت, ولكن سعياً من قبل المنادين بالشعار, للاستحواذ على عقول البعض, لضمهم لأصواتهم التي أخذت تتضاءل شيء فشيء, فزجت بعض الحركات الدينية المصطنعة بنفسها في العمل السياسي, حاملة أفكار عقائدية منحرفة لضرب العمامة بالعراق. بعدها اجتاحت عصابات داعش الأراضي العراقية, وأصبحت على أسوار بغداد, اختفت أصوات العلمانيين واللبراليين, ودعاة اللا دينية, وغابت مع فجر العاشر من حزيران أيضا أضواء الدينيين الأفندية, لاسيما من أراد للعمائم السياسية, أن تتحول إلى منظمات مجتمع مدني لتوزع الماء والغذاء على زوار الأربعينية, فيا لها من أيام كشفت حقائق المتلبسين بثوب الدين, والمغنين بنشيد الوطن, والعازفين على الحان العاشقين. لتهب العمائم السوداء والبيضاء, وكل تابع لهم على "طريق يا حسين", لتلقين الجماعات الإرهابية دروس من بطولات سيد الشهداء, ووفاء أبي الفضل, وصولات القاسم وعلي الأكبر, فتحققت الانتصارات تلو الانتصارات, وعادة الحياة من جديد, فرجعت معها الأصوات النشاز بشعاراتها الجديدة, لتكشف زيف دعاتها "باسم الدين باكونه الحرامية" لا نعرف ماذا يقصدون!!؟ ولكنهم قطعاً يستهدفون العمائم, التي حفظت الأرض والعرض والأهل. يقال إن رجل اشتكى معمماً لدى الإمام محسن الحكيم؛ فأجابه المرجع آنذاك: "لا تقل هكذا, فالحرامي لبس العمامة" ويدل على إن الفاسدين تلبسوا بلباس الدين, وعكسوا صورة سيئة للإسلاميين, الذين ضحوا بدمائهم وشبابهم من اجل الدين والوطن, ما جعل اغلب المواطنين تختلط عليها الأوراق, ويصعب عليهم تمييز الخبيث من الطيب.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟