- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
دموع جرّاح ... وحسرة عزيز !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي الرياضة عودتنا دائما أنها قادرة على أن تعطينا دروسا بالغة الحكمة للحياة ,دروسا يمكن أن تكون منهاجا للعمل في كل مفاصل الحياة , الرياضة لا تقبل الكذب , الرياضة لا تقبل الخيانة , الرياضة تعشق الهواء الطلق , الرياضة تعشق التحدي والإصرار والعزيمة والإيثار , الرياضة هي شاشة الوطن الناصعة البياض , الرياضة تركل السياسة والسياسيين بعيدا عن أجوائها , الرياضة هدفها الإنسان ووسيلتها الإنسان وغايتها الإنسان هكذا هي الرياضة , منْ يتأمل مشاهد دورة الألعاب الاولمبية للمعاقين في ريو دي جانيرو في البرازيل يلاحظ حجم القيمة الإنسانية للرياضة في حياة الشعوب ولذلك لا حظنا ومن خلال الدورة الاهتمام الكبير من الحكومات والدول برياضة شعوبها والتي جعلت هذه الشعوب تفتخر بان لها حكومات تعمل من اجل الإنسان بعد أن جعلت الإنسان غاية قبل أن تجعله مجرد وسيلة لتحقيق مأربها ,وبعيدا عن دورة الألعاب الاولمبية للأصحاء في ريو البرازيلية والتي شارك فيها بلدنا العراق بمشاركة بائسة جدا كشفت عورات الجميع بعدما اتضح حجم التخلف والفشل والجهل الذي يلازم عقول وضمائر قادة الرياضة في عراقنا الجديد ,ذهب الأصحاء والأسوياء إلى ريو بعد أن عسكروا وصيفوا وتمتعوا في سواحل برشلونة والنمسا والسويد غيرها من الدول والعواصم ,ذهبوا وهم مدججون بالمستشارين (الكلك) والذين تعاقدوا معهم بأموال الرياضة العراقية أموال حرمت الرياضيين في داخل الوطن من مزاولة نشاطاتهم وبطولاتهم كل ذلك لسواد عيون الفطحل السهلاني أعلى الله مقامه الذي صدع رؤوسنا بالنجاح الإداري الزائف لوفد البعثة الاولمبية العراقية وهذا ما أفصحت عنه أوراق الزميل المبدع عدنان لفتة المرافق الصحفي الوحيد للبعثة الاولمبية العراقية في دورة ريو الاولمبية , من يقرأ أوراق عدنان لفتة يشاهد العجب العجاب من هذا النجاح الإداري الذي يتغنى به السهلاني , ففي البعثة أكثر من رأس يقرر وكل رأس يقيم في مدينة فسرمد عبد الإله رئيس البعثة في مدينة والسهلاني المدير الإداري في مدينة ورئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي في مدينة ولسان حال الرياضيون العراقيون المشاركون في الدورة يقول (قومي رؤوس كلهم ,,,,, فأين مزرعة البصل) ,ومن يريد أن يعرف المزيد عن حجم الفشل والتخبط والعشوائية التي عاشتها البعثة الاولمبية في ريو عليه أن يقرأ أوراق الزميل المبدع عدنان لفتة بكل دقة , وأنني هنا ادعوا كل وسائل الإعلام وبالأخص الإعلام المرئي منها إلى استضافة الزميل عدنان لفتة لمعرفة المزيد عن المسكوت عنه في رحلة ريو ,واليوم ونحن نعيش انتصارات رياضيينا الأبطال من اللجنة البارا اولمبية دعونا نتساءل بكل صدق وأمانة كيف استعد هؤلاء الأبطال لهذه الدورة ؟ أين عسكروا ؟, وما لذي توفر لهم ؟ وما هي الإمكانيات المتوفرة لهؤلاء الأبطال ؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير نحتاج إلى من يجيبنا عليها فهؤلاء الأبطال اتخذوا شعار الاعتماد على النفس شعارا لهم لتحقيق الانجاز فقد كانت قيم الإيثار والتحدي والعناد العراقي الأصيل حاضرة في نفوسهم وهم يقهرون الظروف الصعبة والتي عاشوها على المستوى الشخصي أو الفني , لا وجود للمقارنة إطلاقا بين أبطالنا في البارا اولمبية ونظرائهم من دول العالم وكلنا شاهدنا الفوارق في كل شيء ابتداء بالتجهيزات ومرورا بالرعاية والاهتمام من قبل الدول وحكوماتها بهذه الشريحة من المجتمع التي انتصرت على ذاتها أولا وعلى قدرات الأصحاء ثانيا ,ولذلك نرى إن الذهب والفضة والبرونز قد زين صدور هؤلاء الأبطال , وشاهدنا دموع البطل جرّاح تتساقط على خديه وهو يشاهد العلم العراقي يرتفع في سماء ريو بينما راحت أذنيه تستمع للنشيد الوطني الذي نساه وتناساه قادة البيت الاولمبي العراقي المنشغلون بالسفر واللهو والتفلسف والتنظير واختلاق التبرير للفشل المدقع الذي يعيشونه ,لذلك علينا اليوم أن نعطي لهؤلاء الأبطال رفاق جراح استحقاقهم من الوطن بعدما أعطوا للوطن استحقاقه منهم لقد كان للوطن العراق حصة كبرى في عقول وضمائر جراح ورفاقه فكان الذهب عراقيا وكانت الفضة عراقية وكان البرونز عراقي وكان النصر عراقي بامتياز بعدما امتزج بدموع جراح وحسرة عبد الواحد عزيز الذي خذله مرة اخرى للأسف القادة الاولمبيون!!!! مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!