- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
رئيس التحالف الوطني والمسؤوليات الثلاث !
حجم النص
مهدي أبو النواعير.. من المعلوم أن التحالف الوطني كمؤسسة تم إنشائها لتكون بيتاً جامعا للمكون السياسي الشيعي, بإعتباره المكون السياسي الوجودي الأكبر في العراق, لذا إنبثقت أهميته وخطورة تكوينه, من كونه يُعتبر البناء الأساسي للدولة العراقية, فبحسب صلاح توجهاته يمكن للعملية السياسية أن تُصلح, ويُمكن لبقية الأطراف المكونة لنسيج البناء السياسي, أن تتوضح مساراتها , وتتفق رؤاها, بحسب وضوح مسارات مؤسسة التحالف, واتفاق رؤاها. ليس من السهولة بمكان التحدث عن مؤسسة تمثل مواصفات غريبة على الفكر السياسي العراقي المعاصر, وننتظر منها أن تكون ناجحة 100%! بل وننتظر منها أن تنجح منذ بداياتها في حل كل المشاكل وجمع كل الفرقاء وتوحيد كل الرؤى والأهداف, والقيام بإدارة دولة ومراقبة عملية سياسية وتنظيم عملية بناء وتقوية وجود سياسي شرعي لعملية سياسية حديثة؛ بل أن العقل السياسي يقودنا وبحسب منطقه التأريخي الصارم, إلى القول بوجود إخفاقات , وانتكاسات, وتعثرات, بل وحتى ألتفافات وشبه خيانات, تسعى بأجمعها لإضعاف دور هذه المؤسسة, أو تهديمها إذا صح التعبير. كان اختيار السيد عمار الحكيم لرئاسة التحالف الوطني يحمل وبحسب عدد من الخبراء والمحللين, مسؤولية ذات ثلاثة توجهات علائقية رئيسية: 1- كون السيد عمار الحكيم رئيسا للتحالف الوطني في نظر أتباعه ومحبيه, وهنا نجد أن اختياره لهذا المنصب, مع أهميته الاستراتيجية والسياسية والوظيفية والوطنية, إلا أنني أعتقد بأن ذلك سوف لن يضيف إليه شيئاً, إن لم يكن اختياره مصحوباً برؤية إدارية مؤسساتية عالية الإحترافية, فالسيد الحكيم يقول في أكثر من موقف بأن العملية السياسية في العراق " بحاجة إلى من يستحضر هموم الشعب ومشالكه ومعاناته, وإلى من يضع الخطط والتصورات لمعالجة هذه المشاكل. فلذلك نحن نقف بشكل واضح مع من ينتصر لاحتياجات الشعب العراقي, ومع من يستحضر معاناة هذا الشعب, نحن مع من يقف طويلاً لوضع الخطط والبرامج والسياقات التي تساعد على انتشال هذا البلد الكريم من الظروف الصعبة التي يمر بها" بهذا المنطق الواقعي يتعامل الحكيم مع مفهوم المنصب في إدارة الدولة, لذا إذا لم يكن أتباعه ومحبيه على وعي بأن تسنم الحكيم لهذا المنصب مشروط بنجاحه في إدارة ملفاته , وان يعي أتباعه ومحبيه أن دورهم سيكون ليس فقط التشجيع والتأييد والإفتخار, بل يجب أن يكون المشاركة الفاعلة والتشخيص المنطقي السليم, فإن النجاح في هذا المشروع قد لا يرى النور. 2-كون السيد عمار الحكيم رئيساً للتحالف الوطني في نظر الفرقاء السياسيين, يضفي على كاهله حملاً ثقيلاً جداً, فليس هناك بلد في العالم يحوي على اختلاف صارخ ونزاع مستديم, وبرغماتية سياسية مزمنة لدى أطرافه, كالموجودة في العملية السياسية في العراق بعد التغيير, وهنا سيكون لتعاطي الحكيم بمهنية تامة, وتجرد تام, وأخوية تامة مع ملفات التحالف الداخلية, وملفات التحالف مع بقية الأطراف السياسية, دورا مهما في تهدئة هيجان بحر السياسة في هذا البلد وتكسر أمواجه على أبسط صخور الاختلاف , وفي رأي بعض المحللين , فإن رؤية الحكيم المتجسدة في قولته الشهيرة " إن التمحور يجب أن لا يكون حول الشخص, بل حول البرنامج, لأن البرنامج هو المهم , فالتركيز لدينا ليس على الشخوص, إنما التركيز على الخطة والبرنامج"؛ ستمثل المنطلق الواقعي والمهني المحترف, الذي يجب أن يتعامل به الحكيم مع الأخوة والفرقاء, لتحصل حالة اطمئنان أكيدة لدى كل الأطراف بأنهم يتعاملون مع برنامج عمل محترف وليس مع شخص رئيس التحالف. 3-كون السيد عمار الحكيم رئيسا للتحالف في نظر أبناء الشعب, مع أن المواطن سوف لن يكون على تماس مباشر مع مهام وإنجازات رئيس التحالف الوطني, إلا أن طبيعة الأحداث المرتبكة والمتشنجة في العملية السياسية دوما, وتناحر الأطراف, وصراع المصالح, قد جعل المواطن ينظر بريبة ممزوجة دوما بخيبة أمل بأغلب الموجودين؛ لذا ستكون مهمة الحكيم هنا مهمة (مصيرية) ذات بعد غير مباشر, يجب أن يسعى فيها بحكمته ورجاحة عقله المعروفة, إلى خلق الأجواء السياسية المرنة بين كل الأطراف, سواء داخل التحالف أو خارجه, مما ينطبع على مجمل الظاهرة السياسية في العراق, على أن يستتبع ذلك خلق حالة مرونة في الخطاب الإعلامي السياسي, وكل ذلك سيساهم في خلق حالة استقرار نفسي ومزاجي وحالة اطمئنان لدى المواطن, فمهمة الحكيم هنا ستكون: (إعادة أواصر الثقة ما بين المواطن وما بين العملية السياسية).. ولا يمكن إنكار صعوبة هذه المهمة الغير سهلة بل البالغة الصعوبة.. ولكننا نتمنى من السيد الحكيم أن ينجح بها, ليحقق الأمل ببناء دولة عادلة , مزقتها فتن الحروب والإرهاب والصراعات..
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!