- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المرجعية الدينية العليا مُلمّحةً لحيتان الفساد: لا تنسوا مصير قارون المفاجئ ومن هلك بسبب الظلم قبلكم!!!
حجم النص
بقلم: جسام محمد السعيدي بعد توقف المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني عن الادلاء برأيه في الشأن العام اسبوعياً إلا ان استوجبت الضرورة، وذلك في خطبة جمعة 5/2/2016. نراه قد استبدلها بكلام أمير المؤمنين عليهم السلام من الخطب الموجهة في الشأن العام، لعماله على البلدان آنذاك، لتكون الحجة هذه المرة أكبر على ساسة البلد، حين ضربوا عرض جدار أغلب كلام نائب الإمام عجل الله فرجه طوال 13 عاماً، ولو اتبعوه لكـُنّا نتكلم الآن عن عدد الصناعات المنتجات الزراعية والبنى التحتية التي اكتفينا منها، وما لم نكتفي منه حتى الآن!!! وفي آخر خطبتين لسماحته، نلاحظ الأمرين التالييين: 1. تطرق ممثله في كربلاء المقدسة العلامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في جمعة (29ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(2أيلول 2016م)إلى قصة قارون الذي كنز الأموال ويمثّل الرمز لكلّ فاسدٍ ومكتنز للأموال أصابه الزهو والغرور وظن أن ما فيه من غنى هو باستحقاقه، ناسياً لقدرة الله. ولسنا بصدد تكملة الخطبة والقصة فيمكن للقارئ مراجعتها لكن ما يهمنا منها، الإشارات التي نعتقد أن المرجعية أرادت ايصالها للمواطنين: أ. هي إشارة لبعض حيتان الساسة ممن كنزوا الأموال بالباطل على حساب الشعب والموازنات الانفجارية والمقاولات وغيرها. ب. وإشارة لهؤلاء الساسة أن لا يغرنكم ما أنتم فيه، فهو إلى زوال، وقد يكون بنفس المفاجأة التي أزال الله بها مُلك قارون. ت. مسألة شراء الولاءات من قبل قارون لمن امتدحوه، شبيهة بشراء الولاءات لأولئك الحيتان بغية منصب أو تسلط جديد، أو تكرار القديم، وهي قرينة للإشارتين أعلاه. 2. تناول ممثله العلامة السيد أحمد الصافي في جمعة (22ذي القعدة 1437هـ) الموافق لـ(26آب 2016م)إلى حديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (إنّما أهلك الذين قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحدّ)، وهو فيه اشارة إلى الأمور التالية، بما يُشابه شأننا العراقي العام: أ. قول سماحته "أنّ خطّ العدل يجب أن لا يعرف ضعيفاً أو قويّاً ولا شريفاً أو حقيراً، وفي أيّامنا هذه يجب أن لا يعرف حزبيّاً وغير حزبيّ ولا منتمياً لجماعة مسلّحة وغير منتمٍ اليها ولا محسوباً على تيّار أو حزبٍ سياسيّ ولا غير محسوبٍ عليهما" يؤشر بوضوح إلى التمييز الحاصل في القضاء المنخور بالفساد والذي طالبت المرجعية مراراً باصلاحه لأنه أساس اصلاح كل شيء، هذا التمييز الذي جعل المفسد المنتمي لتيار او فصيل أو جماعة مهابة، يفلت من العقاب لسرقته موازنات أو وزارات أو مديريات، في حين يُعاقب الضعيف الذي لا يملك قوت يومه!!! ب. نقل كلمةٌ لأمير المؤمنين(عليه السلام) قال فيها: (إنّما أهلك من كان قبلكم أنّهم منعوا الناس الحقّ فاشتروه وأخذوهم بالباطل فاقتدوه)، وبعد الاطلاع على شرح الحديث في الخطبة، فيها إشارة واضحة للساسة والمتنفذين اليوم الذين سرق أغلبهم حق الناس، وصاروا يدفعون الرشا لاستنقاذهم. وفي هاتين الإشارتين، رسالة واضحة تؤكد أن ما ذكرناه في تحليلاتنا السابقة حول قرب أجل المفسدين، أصبح قريباً...