حجم النص
سامي جواد كاظم لربما يتعسر الفهم على بعضنا سبب وابعاد تناول قصص الانبياء واقوامهم قبل الاف السنين في القران الكريم، نعم احد الاسباب هو لبيان اعجاز القران وان ما جاء به رسول الله صلى الله عليه واله هو من الله عز وجل وليس منه بدليل اخباره عن اقوام عاشوا وماتوا قبل ان يولد رسول الله بالاف السنين، ولكن هل هذه الفائدة الوحيدة منها؟ عندما نتبحر في ثقافة اهل البيت عليهم السلام وكيفية تعاملهم مع هذه الايات وانهم المصداق لقول رسول الله صلى الله عليه واله بانهم الثقل الثاني بعد القران الثقل الاول وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض أي حتى يوم القيامة، وعدم الافتراق هو خصوصية اهل البيت عليهم السلام في تفسير وتاويل ابعاد كل حرف في القران وفق معطيات العصر الذي يعيشونه، وشاهدنا هنا رواية للامام السجاد عليه السلام ونصها:" كان صلوات الله عليه يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني إسرائيل ويحكي قصتهم فلما بلغ آخرها قال إن الله تعالى مسخ أولئك القوم لاصطيادهم السمك فكيف عند الله عز وجل حال من قتل أولاد رسول الله وهتك حريمه إن الله وإن لم يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف عذاب المسخ فقيل له يا بن رسول الله فإنا قد سمعنا هذا الحديث فقال لنا بعض النصاب إن كان قتل الحسين باطلاً فهو أعظم عند الله من صيد السمك أفلا غضب الله على قاتليه كما غضب على صائدي السمك فقال (عليه السلام): قل لهم معاصي إبليس أعظم من معاصي من كفر بإغوائه فاهلك الله من شاء منهم كقوم نوح وفرعون ولم يهلك إبليس وهو أولى بالهلاك فما باله سبحانه وتعالى أهلك الذين قصروا عن إبليس في عمل الموبقات وأمهل إبليس مع إيثاره لكشف المحرمات أما كان ربنا سبحانه حكيماً في تدبيره أهلك هؤلاء بحكمته واستبقى فكذلك هؤلاء الصائدون يوم السبت والقاتلون الحسين(عليه السلام) يفعل في الفريقين ما يعلم أنه أولى بالصواب والحكمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون". الدقة في المقارنة والتشبيه والربط بين ماضي التاريخ وما حصل في زمن الامام السجاد عليه السلام، فعملية المسخ لليهود ليس لاصطيادهم السمك بل لمخالفتهم امر الله عز وجل بعد تحذيرهم ومنعهم فجحدوا هذا التحذير فاستحقوا المسخ، بالرغم من انهم لن يقتلوا بشر، وبدا الامام السجاد عليه السلام بالمقارنة فاهل البيت الذين هم ذوي القربى الذين اوصى بهم رسول الله كاجر على رسالته واكد مرارا وتكرارا بان يحسنوا اليهم وانهم اوصيائه عليهم وكم من حديث وفعل اقدم عليه رسول الله صلى الله عليه واله ليبين منزلة الحسن والحسين عليهما السلام عنده وعند ربه، كل هذا فجحدوا بنو امية هذه التنبيهات والتحذيرات واقدموا على فعلة نكراء ظلت احزانها حتى هذه الساعة وستبقى حتى يوم القيامة الا وهي واقعة الطف عاشوراء، فالمقارنة هي جحود المخالفين لامر صدر عن الله عز وجل. وجاءت المقارنة الثانية التي هي اليوم يعتبرها الوهابية حقيقة ويدافعون عنها ويبررون ليزيد قتل الحسين عليه السلام عندما احتجوا على الامام السجاد عليه السلام قائلين إن كان قتل الحسين باطلاً فهو أعظم عند الله من صيد السمك أفلا غضب الله على قاتليه كما غضب على صائدي السمك، فجاءت مقارنة السجاد عليه السلام ومن القران لخطأ تفكيرهم بان الله عز وجل يعلم ان ابليس هو من اغوى قوم نوح وفرعون فاهلك الله عز وجل هذه الاقوام وترك ابليس فهل هذا ان ابليس لا ذنب له، بل ان الله عز وجل له الحكمة في ذلك ولا يسئل بل نحن من يسالنا الله عز وجل.
أقرأ ايضاً
- اعلامية مصرية تكتب: سماحة زين العابدين تتجلى بمهرجان تراتيل سجادية
- قناعات ومقارنات مغلوطة
- بالنسب والأهداف والمقارنات..تراجع الدوري العراقي مؤشّر سلبي أمام التحدي المونديالي