- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المستشفيات وعشرات القتلى "استشفائياً"
حجم النص
بقلم:حيدر عاشور العبيدي ثلاثة عشر سنة مرت والعراق يعيش أحلك أيامه.. في جميع ميادين الحياة، وسط مصاصو دماء الشعب ما فتئوا يستنزفون كل بصيص أمل يتطلع اليه المواطن.. فتسلطت عليه سيوف الغلاء مع كل حدب وصوب، وتشهر عليه رماح التسلط فيحارب فكراً واجتماعياً ونفسياً.. الى ان قرر المصاصون اخيراً محاربته صحياً..قلناً صحياً لأن وزارة الصحة اعلنت الحرب على الانسان العراقي في ظل الاجواء الامنية القلقة وسط صمت رهيب من الشعب والمسؤولين البرلمانيين الذين نصبوا انفسهم ممثلين واوصياء لا يعجبن احد مما نطرحه فمئات المرضى يئنون وهم ملقون في غرف الطوارئ او ممرات المستشفيات يتوسلون الدخول للمعالجة وانقاذ حياتهم.. ولا يسمع آلامهم ولا يرى قلوب ذويهم المحترقة وهيجان ارواحهم ولو ادى الى موتهم.. لماذا ؟ لأنهم لا يملكون اجور الاستشفاء بهذا المبرر تقتل المستشفيات المرضى بكل وقاحة ودونما النظر الى وضعهم الانساني والاجتماعي.. والحالات كثيرة.. والموت مشاع على ابواب المستشفيات.. السؤال المطروح اين ضمير الاطباء والقيمين على الطب ؟ اين الدولة وضمائر المسؤولين هل غلفت بطين المادية الزائلة والاستغلالية المقيتة؟ اين اليمين الذي اقسمه الكثير من الاطباء والممرضين؟ نعم كان يميناً كاذباً لأنهم اجحفوا في حق مرضاهم مما افرز يومياً عشرات القتلى "استشفائياً" ومئات المرضى بالحالات النفسية والعصبية بسبب المماطلة وسوء المعاملة.. ايها الاطباء.. ايها الحكومة.. كونوا مع المستضعفين في الارض! كونوا مع الشعب فأنتم تستغلون خيراته، دول العالم اجمعها حتى الفقيرة هناك مستشفيات حكومية مجانية لمواطنيها.. واخرى لديها بطاقات ائتمان صحي لتحافظ على مواطنيها.. ما بالكم تنهشون الجسم العراقي نهشاً ومصلحتكم المادية تطغى على قيمكم الانسانية والاخلاقية.. حتى اصبحتوا لصوص ومافيات وقتلة.. لا أعلم أي وصف يليق ان اصفهم به، في جنوب العراق يموت شخص بلدغة حية بسبب المماطلة والمعاملة اللانسانية، في كربلاء تبتر يد طفلة بريئة بخطأ طبي وجهل لا يمكن السكوت عليه.. وفي بغداد حدث فلا حرج عن الانتهاكات الطبية.. الشعب لن يرحم مبتزيه وسيعاقبهم عقاباً عسيراً.. اتمنى ان تصحى الحكومة على انسانيتها وترجع مجانية العلاج والاستشفاء في مستشفياتها..