حول شاب في العقد الثالث من عمره سيارته الى مطعم متنقل بعد ان عاد من دمشق منذ عامين الى بغداد التي غادرها مرغما بسبب تهجيره من منطقته الدورة قبل ان تعيد القوات الامنية بسط الاستقرار فيها وتطهيرها من الارهابيين.
وفشل الشاب\" سمير بريهي حسين\" في الحصول على فرصة عمل في دوائر الدولة على الرغم من مراجعاته المتكررة مادعاه الى الاعتماد على نفسه وافتتح اولا (بسطية) افترش بها الارض في احدى الاسواق الشعبية الا ان امانة بغداد منعته اسوة بغيره من المتجاوزين على ارصفة الشوارع.
يقول\"حسين\": حاولت الحصول على اية فرصة عمل لكني لم افلح، بسبب عدم امتلاكي المال الكافي لشراء مطعم او تأجيره لان مبالغ\" الايجار\" مرتفعة جداً،كما ان فكرة فتح مطعم في الشارع محفوفة بكثير من المصاعب والمشاكل، فخطرت ببالي فكرة بيع الطعام بطريقة متنقلة ودرست الاحتياجات فوجدتها تتطلب توفر سيارة نقل ومستلزمات المطعم . ويضيف: فاتحت شقيق زوجتي فوافق على مساعدتي ماديا بتنفيذ المشروع ،وبالفعل اشترى لي السيارة وقمت بتحويرها لتناسب العمل اذ ركبت فيها قنينة غاز صغيرة مثل تلك التي تستخدم في السفرات العائلية تعمل وكذلك طاولة لعرض المأكولات وحافظة للصمون واثنتين من مفرغات الهواء واحدة للدفع واخرى للسحب. وعن انواع الطعام الذي يقدمه لزبائنه في مطعمه المتنقل قال \"سمير بريهي\": أقدم لزبائني(سكالوب دجاج ودجاج مسحب وكبدة وبطاطا جاب وعرايس)اضافة الى المشروبات الغازية وقناني الماء المعدني، مشيرا الى ان زبائنه كثيرا ما يتصلون به عن طريق هاتف خصصه لعمل المطعم المتنقل فيطلبون ما يريدون من طعام اقوم بايصاله لهم، مبينا انه يعمل في الغالب في الاحياء الصناعية ومعارض السيارات في منطقة البياع..
ويطلق بريهي اسم \"وين ما عند الله كًاع\" اسما على مطعمه ردا على المنع الكثير الذي تعرض له من ملاكات البلدية والصحة وغيرها، وايمانا بالآية الكريمة تقول((فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقها)) فقررت ان أتنقل بين ارض الله الواسعة لبيع بضاعتي ووفقني الله في مسعاي وهي تطابق طريقتي في البيع.
ويؤكد انه حريص على أمرين مهمين هما النوعية الجيدة والنظافة لان العين تشتهي قبل المعدة، ويعد بريهي الطعام في بيته اذ تقوم زوجته باعداد الوجبات وهي متخصصة بصنع هذه الأنواع من الأكلات على اعتبار ان طريقة المرأة في إعداد الطعام تختلف اختلافاً كبيراً عن طريقة الرجل لان النكهة مختلفة،والمرأة العراقية ذواقة جداً.
واشار صاحب المطعم المتنقل الى ان دوريات النجدة والشرطة المحلية والشرطة الوطنية والجيش العراقي والسيطرات الامنية التي يمر بها اصبحوا زبائنه وأصدقاءه وكذلك بعض المواطنين في عدد من الشوارع التي يتجول بها.
وقال: كثيراً ما ساعدني رجال المرور على اجتياز الزخم المروري لكني اعاني من قطع الطرق او فرض حظر التجوال في بعض المناطق لأسباب امنية وبريهي متزوج من سيدة فقدت زوجها السابق في العمليات العسكرية التي وقعت في الدورة وترك لها ستة أيتام ،ويعمل على رعاية هؤلاء الايتام وبناء اسرة جديدة..
ويختتم \"حسين\" كلامه بقوله: أشعر باستهجان كبير وانا ارى عدداً من الشباب يلجؤون الى اعمال مخزية مثل السرقة او ارتكاب الجرائم او النصب والاحتيال او التسول بحجة البطالة او بداعي العوز المادي او الإعاقة وهي طرق تحرمها الشرائع السماوية ويحاسب عليها القانون العراقي، وأقول لهؤلاء ان العقل البشري لا يتقاطع مع البحث عن فرصة عمل قد يكون الله وضعها في مكان يحتاج الى قليل من البحث والسعي والاجتهاد.
أقرأ ايضاً
- التعليم تعلن إعادة فتح التقديم إلى الدراسة المسائية لهذه الفئة
- وزير لبناني يوجه رسالة إلى المرجعيات الدينية في العالم: اللبنانيون بحاجة اليكم (فيديو)
- مطالبة برلمانية بزيادة تمويل صندوق الإسكان إلى مليار دولار