حجم النص
بقلم:سمانا السامرائي الأخبار هنا وهناك تتناقل خبر المشروع الجديد، يا لها من سعادة! إعمار في هذا البلد! أنجز المشروع وكان حديقة عامة، ذهبنا لنرى ونستمتع بالإنجاز، وبالفعل كان مشروعاً يسبب الذهول والإنبهار، ما عدد الإجازات التي أخذها فريق التخطيط لينجز مشروع بهذا الضياع!؟ إختيار الموقع غير صائب، إختيار الأشجار كان غير ملائم لجو المدينة المتطرف بين الحر الشديد والبرد الشديد، وقلة الأمطار، والعواصف الترابية، كما إنها أشجار بحاجة لعناية دائمة وهذا يجعل تكلفتها عالية على المدى الطويل ("مدى طويل" ماذا؟ أعوذ بالله من غضب الله من يدري إن كنا سنبقى أحياءاً غداً أم لا؟ في الواقع أنت لن تحيا على مدى طويل سأقتلك بنفسي مؤكد... ولكن أطفالك وأحفادك سيحيون)، تصميم وألوان والمواد التي تم تصنيع المقاعد والإستراحات منها، نعم كما حزرتم لا تلائم حقيقة إن الشمس ستلفحها ثلاثمائة يوم من السنة، ولم يراعى ان جو المدينة مغبر طوال العام تقريباً، عدا إنها غير ملائمة للمستخدمين، وطبعاً لا يخفى عليكم التشتت وضياع المساحات ولا أعلم ما السبب. ألا يوجد عاقل هنا؟ من صرف المال على هذا؟ من قام بإنجاز هذا؟ ولكن إنه مشروع وقد أنجر لماذا تتذمرون إلى هذا الحد يا رفاق؟ يستحسن بكم أن تستمتعوا وتقضوا وقتاً لطيفاً عوض عن تشغيل عقولكم إلى هذا الحد المزعج، ألا ترون كم إنه جميل؟، شعب ناكر للجميل فعلاً! مر عام وقد أدى هذا المشروع هدفه فليحيا المشروع!!! لكن المشروع بدا غريباً بعض الشيء، هناك مقاعد تكسرت وأشجار أصفرت وكأن لا عناية ولا متابعة هناك... أعني لم يكن هناك أصلا من ضمن الخطط في قائمة المنشئون العظماء أن يفكروا بأعمال الصيانة ومتابعة هذا المشروع الذي أنجزوه بعظمة سابقاً. هل تحتاج الأعمال العظيمة لمتابعة وصيانة أصلاً؟ الذهب يبقى كذلك على مر العصور... لحظة! هل كان المشروع أصلاً بهذه الجودة؟... هل يجب أن نتعامل مع المشروع بنفس عقلية الصائغ؟ حتى الصائغ يقوم بتنظيف وتلميع الذهب من حين إلى آخر. شيئاً فشيئاً أصبح أقرب ما يكون إلى خربة، واليوم هو مساحة كبيرة تعمل كدار للحيوانات الضالة ومكب للنفايات أحياناً. ما هي المساحة القادمة التي ستستحيل خراباً يا ترى؟ كم من الوظائف ستهدر؟ كم من الأموال سنصرف في خربتنا الرائعة الجديدة؟ أنا متفائلة هناك العديد من المشاريع الجميلة، هناك ملعب وهناك مؤسسة ترفيه وهناك مطار، يا لسعادتي!