- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عادت مقدسة عند العرب في العراق
حجم النص
بقلم |مجاهد منعثر منشد بعض العادات العربية التي سنذكرها انقرضت تماما في وقتنا المعاصر مع العلم هي من المحاسن التي يحتاجها المجتمع في الوقت الحاضر , لاسيما ان غالبية الفئات المجتمعية تعيش حاليا في ظل عقلية البداوة القاسية حيث تجعل من المشكلة الصغيرة التافهة مشكلة كبيرة ينجم عنها ما يسمى بالكوامة والتي تؤدي في اغلب الاحيان الى تقاتل ابناء الجلدة الواحدة فتذهب ضحايا من الابرياء او تأخذ اموال طائلة يعد اخذها من وجهة الشرع من المحرمات ماعدا فدية المقتول. ولاشك بأن العادات السيئة المستحدثة ناتجة عن اهواء وافكار غير اصيلة وبعيده كل البعد عن الثقافة العربية الاصيلة التي ازدادت جمالا بعد الرسالة الاسلامية . ولهذا نطلع القارئ الكريم على بعض العادات الاصيلة المنقرضة ,والتي منها: اولا: مسالة الوجه الوجه اذا قال عربي لآخر أني في وجهك فقد أمن كل عقوبة مهما كانت الجناية عظيمة والجرم كبيرا , فأذا هين او جرح او قتل مادام في الوجه ,فقد نزل البلاء على أولئك المعتدين ,وان كان اعتداؤهم بحق ,فمسألة الوجه عند العرب من العادات المقدسة التي لا يجوز خرقها أو هتك حرمتها. ثانيا:مسالة الدخالة (حماية المستجير) سابقا كانت القبيلة او العشيرة الملاذ الامن لكل طريد وشريد يستجير بأحدهم وقت الشدائد وخاصة عند فقدان أمنه ,فكان التقصير عن حمايته والمحافظة عليه وان كان مذنبا يعد أمر يجلب العار والشقاء للعشيرة كلها. وكما ان شيخ العشيرة أو الوجيه يحب ان يكون مشهورا بالكرم والضيافة فهو كذلك في حماية الجار والدخيل واللاجىء. والدخيل هو الذي يرتكب ذنبا او جرما ,فيلجأ الى من دخل عليه يطلب حمايته فيسمى دخيلا. وليس بالضرورة ان يدخل الدخيل على رئيس العشيرة او الشيخ ,انما ربما ان يطلب من كل قادر على حمايته و مناصرته ,فيقول (انا دخيلك) او (انا دخيل على الله وعليك) ,فهنا هو عند العرب نجى الى مدة ثلاثة ايام حتى يبلغ مأمنه ,وعند نهاية المدة يجب على طالب الدخالة ان يبحث عن دخاله في مكان اخر. وللدخالة قواعد معروفة عند العشائر العربية ليس ذلك فحسب ,بل يتباهى العرب بعضهم ببعض بحماية الدخيل , فتعتبر من الشهامة العربية التي من مقتضياتها ان يحمي الدخيل مهما كلفت حمايته من بذل أموال والانفس ,فلو التجأ مذنب الى بيت احد طلب حمايته فان صاحب البيت يحميه بكل ما أوتي من قوة ,فاذا حاول احد اقتحام حرمة البيت للقبض على المذنب فان مجرد ظهور اي فرد من سكان ذلك البيت (ولو كان أمرأة) ورمت وتدا من اوتاده عند الباب ,يكفي في ايقاف من يحاول اقتحام البيت في مكانه لايتعداه. وان مجرد اجتياز البقعة التي سقط فيها الوتد يعد خرقا لحرمة بيت المجير وله الحق في هذه الحالة ان يتصرف بأملاك المتجاوزين المغيرين. واحيانا يلجأ المذنب الى نفس ذوي خصمه او العشيرة ,فيدخل خيمة ممن يخشى ان يقتله ويطلب دخاله اي امرأة او حتى الطفل ,واذا ما استطاع الحصول على هذه الدخالة فلا احد يستطيع ان يمسه بسوء ,وفي هذه الحالة يجرد من سلاحه وعتاده وفرسه ويعطى عهدا بأنه في حماية الجماعة ولن يناله احدا بأذى. ثالثا: مسالة حق القصير القاف تنطق في لفظ القصير كأنها جيم مصرية. والقصير مقامه مقام الاجنبي في العشيرة , ولكن له حق لا يقل اهمية عن افراد العشيرة. ولذلك السنن الاجتماعية لدى العشائر العراقية تدعو الى مناصرته كمناصرة افراد العشيرة. وأما اذا كان القصير فقيرا فانه يعطى ارضا يقوم بزراعتها ويقدم له العون من أجل تشيد بيتا له. ويعد الاعتداء عليه جريمة خطيرة عليها عقوبة صارمة يصدرها العوارف والفرضة حسب شخصية الجار والمجير. ويعتبر جريمة لان الاعتداء عليه يدل على عدم احترام الجماعة في العشيرة ويمس كرامتهم ومكانتهم مساسا شديدا حيث تكون سمعتهم بين العشائر الاخرى خسيسة.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب