- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إعلام آخر زمن .. ولاءات لا كفاءات
حجم النص
بقلم: حسن كاظم الفتال يبدو أن ما يقدم ويبث ويعرض ويذاع من برامج تسمى (رمضانية) خلال شهر رمضان المبارك في بعض القنوات الفضائية أو الإذاعات ـ والدينية منها على وجه الخصوص ـ مما يعد مجرد (حشو باهت ممل) ومحاولات بائسة لملء فراغات. لا جدوى من سماعها أو مشاهدتها لأنها لا تخرج عن دائرة السطحية فارغة المحتوى هذا ما جعلنا ندرك تمام الإدراك بأن التسطيح أصبح عاملا مشتركا بين الكثير من هذه المؤسسات بسبب الإدارات غير المتزنة. فقد أدى أن لا يحصد معظمها إلا الفشل الذريع لذلك ما أن يطرح أو يتداول أي حديث عن الإعلام ودوره ومدى تأثيره في الواقع الذي نعيشه حتى يبادر المتحدثون بالقول: إن الإعلام الكذائي والفلاني والعلاني قطع شوطا كبيرا في التطور واجتاز مراحل في التقدم وهو متفوق في إستراتيجياته ومهنيته وحرفيته على إعلامنا. وإعلامنا يحتاج إلى... وإلى... وإلى... وما أكثر ألـ (إلى). وحين يتساءل الجميع عن السبب يأتي الجواب: أن إدارة المؤسسات الإعلامية في هذا الزمن إدارة ما أنزل الله بها من سلطان.. حيث أنها تدار بصيغة المُلْكية بعيدا عن صيغ الإدارة الحكيمة الفنية الرصينة المهنية الحرفية.. ويديرها مُلّاك.. وليس مدراء أو رؤساء.. فهي ملكية لأشخاص (طابو صِرْف) إما للمؤسس نفسه أو لمن ينصبه المؤسس من الموالين له ليدير المؤسسة ويختار من يروق له أن يشاركه في ملكيتها من الموالين التابعين من الصم البكم العمي.. القناة الفضائية ملكيتها للسيد فلان.. وليس إدارتها... الإذاعة ملكيتها للأستاذ فلان.. المجلة ملكيتها للحاج فلان.. وهؤلاء (الفلانات) الإعلام براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف ولا علاقة لأي منهم أو أي دور في مسيرة الإعلام بل هم مجرد أفراد (ما ازدادوا إلا تملقا للمُلّاك الكبار) واستجابوا لهم عمياء ليسلطوهم ويجعلوهم مدراء لا لكي يديروا أعمالا بل ليديروا أشخاصا حسب ما تملي عليهم أمزجتهم. وليهمشوا من يرغبون تهميشه.. ويغيبوا من يتوقون لتغييبه.. ويقصوا من يعتقدون بأنه يزاحمهم أو يقف في طريقهم. فيصنعون كل ما يتاح لهم لإزاحته عن الطريق الذي يسلكونه.. يسعون لكل ذلك لتخلو لهم الساحة فيجولون ويصولون بها كيف ما يحلو لهم. فيكون النتاج الإعلامي بالشكل الذي نلاحظه في هذا الزمن صدق من قال: إعلام آخر زمن.. ولاءات لا كفاءات