- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلى أنظار شعبنا العراقي الحبيب
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي عاش العراق وشعبه فترة ليست بالقليلة فترة حرجة بدعوى الإصلاحات والتغيير ومحاسبة المفسدين وكان كل الشعب يطالب بذلك وخصوصاً مرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الوارف) وفي فترة الأسبوعين الماضيين كان البلد والشعب قد عاشوا أدق الحالات حرجة بعد دعوة السيد مقتدى الصدر للتظاهرات ثم الاعتصام أمام المنطقة الخضراء(سيئة الصيت) والتهديد بدخولها وكان يعيش العراق على صفيح ساخن والكل كان مابين مستبشر بالخير من هذه الخطوات الجريئة للسيد مقتدى الصدر ممثلة به بالتيار الصدري ومابين متشائم. وقد كان من الذين يريدون الشر بالعراق ومن المتشائمين وحتى من يحسبون على الصف الشيعي ومن أدعياء أنهم من أبناء العراق والديمقراطية والداعين بها كانوا يراهنون على فشل تلك التظاهرات والتي سرعان ماسوف يخبو بريقها لتنتقل المظاهرات ونجاحها إلى خطوة الاعتصامات والتي كان المراهنين الخاسرين يعولون على فض الاعتصامات وحدوث مواجهات بين القوات الأمنية والمتظاهرين ولكن كل حساباتهم الخاسرة قد فشلت وأضحت صورة براقة للعلاقة بين الشعب وقواته الأمنية والتي ترجمت وبشكل واقعي العلاقة الحميمة بين الشعب والقوات الأمنية لتصبح وبالفعل أنها قوات الشعب والتي يفخر بها كل عراقي والتي أعطت للعالم درس فريد في كيفية بناء هذه العلاقة الصميمة بين الجماهير وقواتهم الأمنية والتي لا نجد مثل هذه الصورة الرائعة في أغلب بلدان العالم أن لم نقل كلها وكان انضباط المعتصمين والتزامهم بتعليمات المشرفين على الاعتصام واضح للعيان ويشار له بالبنان وكل الفخر بهذا الالتزام العالي للمتظاهرين وعلاقتهم مع قواتنا الأمينة والتي كان من المفروض على النشطاء وحتى المشرفين من التيار الصدري وقادتهم إبراز هذه الصورة الجميلة والزاهية والمشرقة في كيفية ممارسة جماهيرنا للتظاهر والاعتصام للعالم اجمع ونشرها على أوسع نطاق لبيان مدى رقي شعبنا وثقافته ومن قبل أبسط مواطن عندنا والتي لا يدانيها أي شعب من شعوب المنطقة وحتى في الكثير من دول العالم. فتحية من الأعماق للمتظاهرين والمعتصمين لما قاموا من فعاليات حضارية وراقية تستحق كل الإشادة والتقدير وللمشرفين عليهم ونخص بالإشادة كذلك قواتنا الأمنية من جيش وشرطة وقوات أمنية والذين يستحقون كل الثناء والتقدير والشكر لما قاموا من جهود أمنية في حماية المعتصمين والمتظاهرين وسهرهم الليالي من أجل حفظ أمن العراق والعراقيين. وبعد هذه المقدمة وبعد فض الاعتصام وتقديم العبادي الكابينة الوزارية الخاصة به في دعوته التي كانت تطالب بالتغيير والإصلاح والتي أخذت من الوقت الكثير والتي لم ترتقي إلى مستوى طموح وتطلعات الشعب والمعتصمين لكنها بالمقابل خطوة موفقة في مسيرة الألف ميل. وقد لاحظنا رضوخ أغلب الأحزاب والكتل والسياسيين لمطالب المعتصمين الواقفين على أبواب المنطقة الخضراء وبقيادة السيد مقتدى الصدر والتي كانت تمثل لهم كابوس يقض مضاجعهم ويؤرق نومهم لتخرج جلسة البرلمان في يوم الخميس بالقبول على هذه الكابينة الوزارية وعلى مضض خوفاً من الإعصار الموجود على أبواب المنطقة الخضراء مع العلم أن الكل قد أدعو أنهم لم يطلعوا على أسماء الكابينة الوزارية وإنها في ظرف مختوم سلّم من قبل العبادي إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري وإنهم اطلعوا عليها من خلال قنوات الأعلام وفي الحقيقة أن هذا الأمر يثير السخرية لأنه كيف لم يطلعوا عليها وقد أخذ كل نائب من جهة ومن قبل جميع الكتل والأحزاب بإدلاء دلوه وإبداء رأيه في هذه الكابينة الوزارية سواء منها المعارض أو الموافق والتي أطلع من خلال القنوات الفضائية الإعلامية وهذه مصيبة المصائب وكارثة الكوارث في أن نوابنا وكل الساسة يطلقون التصريحات شرق غرب بدون أي علم ودراية وهذا ما تعوده الشارع العراقي من سياسيينا من سياسي الصدفة والذي ينم عن جهل مطبق بالسياسة والعمل السياسي ككل. وهنا أحب أن أنوه إلى أمور مهمة جرت بعد انتهاء الاعتصام ورجوعهم إلى بيوتهم وهي يجب الإشارة إليها والتطرق إليها ضمن حقائق ثابتة ومهمة وهي: الحقيقة الأولى: أن سكوت مجلس النواب في جلسته تلك مع العبادي وتقديم كابينته الوزارية هو تم فيه توطئة رؤوس هؤلاء البرلمانيين لكي تمر عاصفة الاعتصامات بسلام وبعدها يكون لكل حادث حديث ولهذا تم السكوت في بادئ الأمر عن كابينة الوزراء للعبادي والتي باعتقادي المتواضع سوف لن تمرر بعد فض الاعتصام والتي كانت السكوت وخفض الرؤوس لحين مرور إعصار الاعتصامات والخلاص من هذا الكابوس المزعج ليتم بعدها العمل بشكل منسق وممنهج من اجل إفشال هذا التغيير والذي كانت الأحزاب والكتل يديرون أمورهم في الغرف المظلمة من تخطيط وإطلاق التصريحات المبررة لعملهم المدمر والممنهج للعراق وشعبه والعمل على وضع العراقيل في حركة التغيير ووضع العقدة في المنشار كما يقال وسنرى قريباً نتيجة أفعالهم ومخططاتهم التي لا تأخذ في حسبانهم مصلحة الوطن والشعب وانسحاب المرشح الجديد وزير النفط خير دليل على ما نقول والتي كل هذه الأمور كما يقال أنها أمور دبرت بليل. والله يستر. الحقيقة الثانية: وهي إن تحالف القوى سوف لن يرضى بهذه الكابينة الوزارية وهذا ما شاهدناه وسمعناه من خلال قناة الشرقية المنافقة في استضافة أحمد المساري رئيس كتلة تحالف القوى في البرلمان حيث قال بالحرف الواحد إنهم سوف لن يصوتوا على هذه المحاصصة لأنها لا تشكل لهم نسبة(33%) من حصة الحكومة ولهذا فهي لا تمثلهم ولهذا فهذا الإصلاح والتغيير فاشل منذ المهد وهو ترقيعي ولا يصلح لأي شيء وسوف لن يتم تمرير هذه الكابينة الوزارية المرشحة من قبل العبادي وهذا ما صرح العديد من أعضاء تحالف القوى في باقي القنوات الفضائية. الحقيقة الثالثة: أما الأكراد فقد صرحوا علانية بأنهم لن يوافقوا على هذه الترشيحات وعدم حصولهم على نسبة (20%) من تمثيلهم في الحكومة ولهذا فأن أي ترشيح لا يخرج من التحالف الكردستاني سوف يكون مرفوضاً جملة وتفصيلاً وهذا ما صرح به وزير الخارجية الكردستاني هوشيار زيباري والعديد من العديد من أعضاء التحالف الكردستاني مما حدا بوزير النفط المرشح من الكرد إعلان انسحابه من هذه الكابينة الوزارية نتيجة وجود هذا التهديد المبطن. الحقيقة الرابعة: أما المكون الشيعي الممثل بالتحالف فقد أعلن رفضه لهذه الكابينة الوزارية جملة وتفصيلاً ممثلة بتصريح السيد عمار الحكيم وبالحرف الواحد وبعد تسع ساعات من جلسة البرلمان في يوم السبت إذ يقول "هناك ملاحظات كثيرة على التغيير الجديد», مشيرا الى ان “التغيير كان مفاجئاً, وان سحب الثقة عن رئيس مجلس الوزراء لازال مطروحاً». وأضاف, “سنتشاور مع جميع القوى السياسية لإعادة العقلانية والتوازن للعملية السياسية, وسندعم الإصلاحات من خلال وجود خطوات جدية وصحيحة", مبيناً انه “في حال فشل رئيس الوزراء حيدر العبادي بالإصلاحات فان القوى السياسية ستبحث عن بديل". وكذلك باقي مكونات التحالف الوطني من مستقلون بقيادة الشهرستاني وحزب الفضيلة قد صرحوا بتصريحات مماثلة لهذا الأمر الخطير والحساس للغاية. وهذا يعني انه يتم تكريس المحاصصة من قبل المجلس الأعلى ومن قبل الأكراد والمكون السني وباقي الساسة والذين يصرون عليها لأن إلغائها تعني نهايتهم.ولهذا بدأ التنسيق على هذا الأمر ضاربين عرض الحائط مطالب المعتصمين والجماهير في المطالبة في إلغاء مفهوم المحاصصة ونبذها للأبد لأنها سبب دمار العراق وشعبه وما يمر به من محن وويلات هو بسبب هذه المحاصصة ومفهوم التوافقية والذي يصر الأحزاب والكتل وجميع الكتل على تكرسيه والعمل به في نظام الدولة العراقية ولأصغر مرفق فيها وهذا يعني أمر واحد لا غير وهو أن هذه المحاصصة المقيتة هي سبب بقاء الأحزاب والكتل وجميع السياسيين في مناصبهم وكراسيهم وما يحصلون عليه من مكاسب وامتيازات ومن مال سحت وحرام هو بسبب هذين المفهومين والتي أدت وكما ذكرنا سابقاً إلى تكوين إمبراطوريات ضخمة للأحزاب وحتى السياسيين بواسطة المكاتب الاقتصادية الموجودة في كل وترتبط مع كل وزارة ينتمي إليها الوزير ويوجد نفس هذا المكتب في مكتب هذا الوزير المنتمي للحزب أو الكتلة المعينة. وباعتقادي المتواضع أنه لن يتم الموافقة على الكابينة الوزارية للعبادي وسوف تبدأ الصراعات وحتى الانسحابات وكذلك التهديدات للمرشحين وكل ما صرح قبل ذلك كان ذلك فقط لامتصاص غضب المعتصمين وفض اعتصامهم ثم يبدأ بعد ذلك الرفض والاعتراضات والقيام بكل ماهو شنيع ومجرم ومنها التهديد ليصل الأمر حتى تغيير رئيس الوزراء وإفشال الحكومة الحالية بالرغم من مطالبات الجماهير ومرجعيتنا الرشيدة(دام الله ظلها الوارف) بالتغيير والإصلاح ولكن لا حياة لمن تنادي وهذا يؤدي إلى وقوع البلد في منزلق خطير جداً وهو منزلق الانقلاب ودخول الوطن والشعب في مهاوي الاحتراب والدماء والتي لا يعلم لها متى تكون نهاية هذا مسلسل الدم الجديد والذي يعصف بالعراق وشعبه وهذا ما حذر عادل عبد المهدي وزير النفط المستقيل والقيادي في المجلس الأعلى من انقلاب على نظام الحكم في البلاد، مشيراً إلى أن "الانقلاب سيبدأ أبيض وينتهي أخيرا بالأحمر"، في إشارة إلى الخيار العسكري ولهذا فكل الاحتمالات واردة وقد حذرنا مراراً وتكراراً من خطورة سير العراق ودخوله النفق المظلم والذي لا يعلم إلا نهايته أحد إلا الله ولكن من مجريات الأحداث تشير إلى أن العراق سائر في هذا النفق ليصبح العراق ساحة للاحتراب الداخلي وعلى أوسع نطاق ومن قبل الأجندات الداخلية والخارجية ويصبح ساحة للتصفيات السياسية وهذا ما يخطط له المحتل الأمريكي والصهاينة واغلب دول الجوار ومن له مصلحة في تدمير العراق فالوضع الحالي والمستقبل لا يبشر بخير والقادم أسوا وهذه ليست نظرة تشاؤمية بل هو الواقع ومعطيات الأحداث تقول بذلك والتي ندعو من الله أن يحفظ العراق والعراقيين من كل شر ومكروه وأن يبعد عنا شرور ومكائد كل عدو يريد النيل من وطننا الحبيب سواء في الداخل أو في الخارج. والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي