- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
منظومتنا السياسية (business is business) !!
حجم النص
بقلم:تيسير سعيد الاسدي الخلل الذي ينخر العراق غير متعلق بالاشخاص بقدر ما هو متعلق بالمنظومة السياسية الفاسدة التي تاسست على اساس المحاصصة بعد 2003،البناء السياسي المحاصصاتي هو بناء فاسد اشبه ببيت الدعارة الذي لايمكن تنظيفه الا بهدم البيت وبناء بيت جديد على نفس الارض,أي اخراج جميع المتحاصصين الذي مارسوا البغاء السياسي طيلة 13 عاما بوجوه جديده واحالة السابقين الى القضاء لينالوا الجزاء العادل وليكونوا عبرة للمتصدين الجدد. العواجيز الذين قادوا العراق الى ما هو عليه اثبتوا خرفهم وهم اليوم خائفون من قطع موارد الفساد عليهم من خلال سحب وزرائهم وما يتبع من احالات إلى المحاكم وفضائح، لذلك فان هذه الوجوه والعوائل السياسية من زاخو الى الفاو لن ترضى باي تغيير او تقليص بالحكومة سواء على المستوى الوزاري او على المستويات الاخرى كوكلاء الوزارات والمدراء العامين وغيرها لسبب بسيط ان هذه العوائل ومن تبعها باحسان كانت تعتبر العملية السياسية طيلة 13 عاما عملية business is business (بسنز از بسنز) وليس لها علاقة بالوطنية او الاستشعار بالمسؤولية!! فتصورا اننا امام هكذا اشخاص يقودون العراق؟! الاستشعار بالمسؤولية والقيام بمقتضياتها العملية مطلب وطني وضرورة حياتية. وخاصة بالعراق الذي ينهش به ابناء (السبتتنك) الذين حذر منهم المرحوم نوري السعيد عندما قالها للمرحوم محمد رضا الشبيبي اثناء مشادة كلامية بينهما داخل مجلس الامة..فقد قال السعيد وهو رئيس لوزراء العراق انذاك ((اسمع يا شيخنا كلامي سوف ياتي يوم على العراق يأخذون بنتك من بيتك وانت عاجز عن الاحتفاظ بها وينهبون موارد العراق وانت لاتستطيع فعل شيء وان كنت حريصا..اني يا شيخ ما كاعد على كرسي رئاسة مجلس الوزراء..انا كاعد على (سبتتنك)!! وهي كلمة عراقية معناها غطاء (بالوعة) ؟! اذا اننا اليوم نتعامل مع ابناء (السبتتنك) الذين حذر منهم السعيد ما بين سبي العراقيات ونهب الموازنات، وننتظر مرحلة جديدة خالية من السبتتنكيين المتحاصصين والارهابيين في ظل منظومة سياسية جديدة اساسها المواطنة والقانون..