- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تعدَّدت المُطالبات والوَضع واحد
حجم النص
بقلم:تحسين الفردوسي لمن فاتَتهُ الأبيات المشهورة(ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ** تعدَّدت الأسباب والموت واحد) فهي للشاعر(أبن نباته السعدي) المولود في بغداد عام 327هـ941م, والمتوفى عام 405هـ 1014م, وله أكثر من 297قصيدة. الشاهد هو الاستعارة الموجودة في عنوان المقال, من عجز البيت المشهور, وتحديداً في كلمة (الموت) حيث استعملتُ (الوضع) محلَّها بقصد, لوجود العلاقة المتشابهة بينهما, لأن الوضع الذي نعيشه, هو قرين لمفردة (الموت) الذي يلاحقنا في كِلتا حالتيه, الفعلية والوضعية, موتٌ فعليٌّ يطاردنا؛ ووضعٌ أشبَهُ بالموت مُتَلبِسٌ بنا. الوجوه نفس الوجوه؛ الأسماء نفس الأسماء؛ الكتل نفس الكتل؛ الشعارات نفس الشعارات؛ الصناديق نفس الصناديق؛ الأصوات نفس الأصوات؛ والناعور نفس الناعور, ونحن من نجعلُهُ يدور, والطاعون نفس الطاعون؛ (ونفس الطاسه ونفس الماعون) الأنفجارات نفس الأنفجارات؛ والتصريحات نفس التصريحات, والسرقة نفس السرقة, فقط اختلفت في وقتها, سابقاً في منتصف الليل, وحالياً في وضح النهار. الملفت أن الشعب من باب أنه فقد الثقة بكل من يتصدى للمسؤولية, ومن باب آخر أنهُ يمنح الثقة الكاملة لكل من يتصدى للإصلاح!, ومن باب يريد أن يحاسب السرُّاق, ولا يريد أن يُحاسب الذين أتوا بهم! (برأيِّ):ـ "أن الشعب فقدَ التركيز وسطَ ضبابية المواقف", أتمنى أن لا نكون كمثل الذي يشترى قدرهُ بنفسه, ذلك الذي اشترى سيارة يسترزق منها, فكانت سبباً لوفاته!. عندما نستوعب شجاعة التظاهر, كسلاح ندافع به عن حقوقنا التي سُلِبت؛ وأموالنا التي نُهِبت؛ وخيراتنا التي حُرِّمَت؛ فبالتأكيد أننا على الأقل أوصلنا رسالة (كسر حاجز الصمت) أمام من يتوهم أنَّهُ استغفلنا, أو من يريد أن يعتاش على لحمنا ويمتص دمائنا, ليسيطر على أكسير الحكم العقيم, الذي لا يعلم أنه أشبه بـ (كرسي الحلاق). أيضاً في المقابل هناك من استوعبَ, شجاعة الشهادة كسلاح يدافع به عن تربة وطننا, وأعراضنا ومقدساتنا, بالنيابةِ عن كل العراقيين وبدون استثناء, وأوصل رسالة واضحة لكل العالم أن (إما النصر وإما الشهادة), لولاه لم ولن يتظاهر أحد على الإطلاق, لأنَّهُ تظاهر بروحهُ من أجلنا, وفي أخطر الساحات وأشرسها, في حين لم نتظاهر نحن من أجلهِ عندما يُتَهَم من شذاذ الأفاق, الداخل والخارج منهم, ولم نرفع لهم علم نصرة واحد! كم كنت أتمنى أن تمتلئ شوارع بغداد بالمتظاهرين, لنصرة الحشد الشعبي المضحي. أختِمُ بما ابتدأت به, وأكمل قول أبن نباته السعدي عندما قال:ـ (فصبراً على ريب الزمان فإنما ******* لكم خلقت أحواله والشدائد)
أقرأ ايضاً
- كربلاء وغزَّة في سؤالٍ واحد
- في العراق.. تتعدد الأزمات والمأزق واحد
- لدى بوتين زوج أحذية وللغرب رأس واحد