أصبحت أغلب أحياء محافظة كربلاء مصدر الخوف والهلع لمواطنيها نتيجة انتشار الحيوانات السائبة فيها وبشكل وصفه بعضهم بالاستيلاء الكامل على مناطقهم، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الحيوانات السائبة من القطط والكلاب في أحياء المدينة ومركزها مما أثر سلباً على راحة المواطنين وعوائلهم خاصة من النساء والأطفال وعلى جمالية مدينة كربلاء المقدسة، وأصبحت خطراً يقلق الجميع لما لهذه الحيوانات من مضار على صحة الإنسان وبيئته مع ما موجود من تفحّل للأمراض الجديدة، وبسبب أن أكثر أحياء كربلاء تتسم بالشعبية الكبيرة فنجد أن بعض الناس وللأسف يتعمد على رمي النفايات مكشوفة في الشوارع والتي تعد مصدراً لطعام الكلاب وكذلك تجمعها بصورة كبيرة إضافة إلى إن البعض منهم يمارس تربية هذه الحيوانات وجعلها حرة سائبة في شوارع المدينة تلاحق المارين ليلاً ونهاراً وتاركةً وراءها الفضلات والإزعاج الكبير وكذلك أكثر الأمراض فتكاً بالإنسان وتأتي في مقدّمتها مرض الأكياس المائية وحمى مالطا (البروسيلا) وداء الكلب (السعار) وكثير من الأمراض التي تتركها نتيجة تطفّلها على ممتلكات الإنسان خاصة القطط، ومع تزايد انتشارها في كربلاء إلا إن الجهات المعنية بالمكافحة لم تفلح في خطط القضاء عليها وأصبحت أعدادها تصل إلى العشرات في كل منطقة من مناطق المحافظة وكان لزاماً أن تتضافر جميع الجهود من الصحة والبيئة والمواطنين للقضاء عليها.
[img]pictures/2009/11_09/more1258273079_1.jpg[/img][br]
(محمد كاظم ونّاس) مدرس الأحياء في معهد المعلمين في كربلاء قال، \"أن ظاهرة انتشار الكلاب السائبة في أحياء كربلاء نتيجة لعدم قدرة الهيئات الصحية والبيئية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل منها بسبب قلة الوعي في هذا الموضوع خاصة مع الأمراض التي تسببها هذه الحيوانات وأبرزها فيروس داء الكلب الذي يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى وفاة المصاب، وأرى أن الجهات المختصة لا يعنيها ظاهراً هذا الانتشار وإلا لما رأيناها بهذه الصورة الكبيرة\".
وتابع، \"كانت تجرى سابقاً حملات من قبل وزارة الداخلية للقضاء على الحيوانات السائبة، وأما الحملات في الوقت الحاضر حتى وأن وجدت إلا أنها اقتصرت على أحياء محدودة في المحافظة مما أدى إلى انتشارها في مناطق أخرى وتجمعها حول النفايات المتجمعة وهذا ما سبب حرجاً للعوائل بسبب انتشارها قريباً من المنازل وفي مناطق سبيل المياه ولعب الأطفال الذين تعرض الكثير منهم إلى عضات الكلاب وإصابتهم بأمراض الأكياس المائية وغيرها\".
وأضاف، \"على الجهات المختصة من دائرة الزراعة والصحة والبيئة الالتفات إلى هذه الظاهرة وإبداء الاهتمام الوافر لتخليص المواطن من خطر هذه الكارثة البيئية، إضافة إلى ذلك فعلى المواطنين أن يقللوا من هذه الظاهرة خاصة الذين يربّون الكلاب في بيوتهم وأن يجعلوا نصب أعينهم أن هذه الحيوانات شرعاً ذات نجاسة واقعية ومن الناحية الطبية مصدراً للأمراض الفتاكة\".
[img]pictures/2009/11_09/more1258273079_2.jpg[/img][br]
فيما قال مصدر من المستشفى البيطري في كربلاء لـموقع نون رفض ذكر اسمه، \"وصلت إلينا العديد من شكاوى المواطنين الذين يعانون من مشكلة انتشار الكلاب السائبة ووفاة شخصين اثنين نتيجة لتعرضهما لعضة كلب قاتلة، والآن تواجهنا مشكلة أخرى وهو إقبالنا على سنة دراسية جديدة فسيكون هنالك معاناة من قبل التلاميذ وذويهم من خطر هذه الحيوانات\".
وتابع، \"بهدف تحقيق الواقع الصحي والبيئي في محافظة كربلاء ولما لوحظ من كثرة شكاوى المواطنين من ظاهرة انتشار الكلاب السائبة في أحياء مدينتهم وما تشكله من انتشار الأمراض الضارة على الصحة العامة، اتجهت المستشفى إلى وضع مجموعة آليات للقضاء والحد من انتشار الحيوانات السائبة في المحافظة، وقد وضعت عدة آليات سابقاً للحدّ منها وكان منها صرف مبالغ مالية وصلت إلى (50) مليون دينار من قبل مجلس المحافظة لشراء الكلاب من المواطنين ويتم تسليمها إلى لجنة شكلت لهذا الغرض متكونة من مدير المستشفى البيطري وممثلين عن دائرة الصحة ودائرة البلديات وشرطة محافظة كربلاء واستمرت هذه الحملة لمدة شهر من تاريخ 2-12-2008 وتم قتل (4090) كلب وكانت هنالك حملة ثانية تم فيها قتل (2871) كلباً\".
وأضاف، \"خلال الفترة الحالية كان لنا اجتماع مع عدد من ممثلي مجلس محافظة كربلاء والدوائر المعنية بهذا الخصوص وأصبحت لدينا خطة جديدة خلال الفترة القادمة لإبادة هذه الحيوانات التي انتشرت بصورة كبيرة وسريعة في المحافظة، وتتمثل هذه الخطة تشكيل لجنة من ستة دوائر مختصة للقضاء على الكلاب السائبة وسنستعمل فيها ثلاث أنواع من وسائل الإبادة وهي القتل عن طريق الأسلحة الكاتمة للصوت وأخرى عن طريق إعطاء المبالغ المالية للمواطنين مقابل كل حيوان وثالثة عن طريق المبيدات الكيميائية وسنعطي هذا العمل إلى الجهات الأمنية لاستخدام هذه الوسائل بصورة صحيحة وناجحة\".
وأوضح المصدر، \"لدينا خطة أخرى تتمثل بصناعة سم قاتل لهذه الحيوانات والذي نقوم بتطويره في مختبراتنا في الوقت الحاضر ليكون جاهزاً خلال الفترة القادمة، وسنبدأ بالإبادة من المناطق الأكثر انتشاراً للحيوانات السائبة خاصة في مناطق تجمع النفايات والمقابر والبساتين وصولاً إلى أقل المناطق خطراً وانتشاراً ويتم بعدها طمر هذه الحيوانات في أماكن خاصة من أطراف المدينة لإبعاد خطرها عن المواطنين\".
وبيّن المواطن (طالب الميالي) من سكنة حي العامل في كربلاء؛ أن الكلاب السائبة مصدر للإزعاج والأمراض القاتلة للإنسان خاصة لشريحة الأطفال، وقال \"حينما أعود إلى البيت ليلاً أجد جيشاً من الكلاب السائبة تلحق بالمارة وهذا ما يشكّل خطراً لهم، بالإضافة إلى إنها تشكل منظراً غير لائق لمدينة كربلاء وتزايدها في المناطق الملوثة بالنفايات\".
وتابع، \"لابدّ من وضع حلول مناسبة في أقرب وقت للقضاء عليها خاصة وإنها تتميز بالتوالد الكبير حيث تضع أنثى الكلب من (6-9) صغار في ثلاثة أشهر وهذا ما يضعنا أمام بيئة مليئة بالكلاب السائبة إذا ما كان هنالك وعي وإصرار من قبل المواطنين والدوائر المختصة بالمكافحة للحدّ من انتشارها\".
أما المواطن (مصطفى محمود) من سكنة حي النصر في كربلاء قال، \"أن ظاهرة الكلاب السائبة منتشرة في جميع أحياء كربلاء ما عدا المناطق القريبة من مركز المدينة، وهذه تشكل خطراً على الناس من خلال انتشار الأمراض التي تنقلها وتسببها هذه الحيوانات، وتعد هذه الظاهرة غير حضارية خاصة ونحن في مجتمع مسلم وعلى المسؤولين في الحكومة المحلية أن يلتفتوا إلى هذه الحالة المتردية في الوقت المناسب\".
وتابع، \"نلاحظ وجود من (5-6) كلاب في كل شارع من شوارع المدينة ويكون هنالك انتشار واسع لها في الليل لخروجها إلى جلب الطعام الذي تعد النفايات المصدر الرئيسي له، وبعض الكلاب تهاجم الناس ليلاً ونهاراً وقد تعرض أحد الأصدقاء إلى عضة كلب أدى به إلى دخول المستشفى لأن الكلب كان مسعوراً وشككنا أنه قد انتقل إليه المرض\".
علي الجبوري
أقرأ ايضاً
- طبيب اختصاص يتحدث عن خطورة اللحوم المستوردة على حياة المواطنين بالعراق (فيديو)
- كربلاء:مديرة اكاديمية السبطين للتوحد واضطرابات النمو تتحدث عن مرض التوحد وانتشاره واسبابه
- استاذ العلاقات الدولية: المرجعية العليا انقذت العالم الاسلامي من خطر داعش والعتبة الحسينية خط الصد الاول ضد المنحرفين