- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
محمد هو محمد وإن تلسق منبره البغاة
حجم النص
بقلم:مرتضى آل مكي يروى إن يوما إستيقظ الرسول الكريم، من رؤيا له في منامه، وكاد قلبه يذوب من الحسرة، وعيناه تتفجر بالدموع، وما أدرك الرسول ضاحكا بعدها، وكان علي(ع) الى جنبه فسأله ما الذي أهمك يا أخي؟ قال(ص) باكيا: لقد رأيت في منامي أن رجالا ممسوخة بهيئة القرود، تصعد وتنزل منبري هذا، فقال علي(ع): وما تأويلها؟ قال(ص): إن الإسلام سيحرف وستلعب القرود بمقدرات الأمة ومن منبري هذا. في خضم الأحداث والصراعات أبان الحكم العفلقي البائد، تولدت تنظيمات المجلس الاعلى، لتنجب فيلق بدر، الذي نشأ وترعرع في كنف شهيد المحراب، وتعلم الدروس في مدرسة الشهادة والتضحيةـ التي قادها السيد محمد باقر الحكيم، في وقت لم يكن منافسا للسلطات البعثية تغشاه، غير معارضة المجلس الاعلى والحكيم. قاد الحكيم بدراً لسنوات، علمهم فيها فنون القتال وآدابه، ودرب رجاله على معاني الوطنية، فنشأ ذلك الفيلق وسقي من الدماء الزاكية، لأبناء المراجع، ليحلق في سماء التضحية والفداء والذود عن حمى الوطن والدين. إنتهى الحكم البعثي المجرم، وعادت الرجالات لوطنها، وبدأت المعركة السياسية لتحقق ما بدأوا به، وبدأت الأيادي الآثمة بالعمل على تفريق الولد عن أبيه، بعدما رأوا تكاتف أبناء الوطن معهم، والسير خلفهم، لانهم لا يعرفون معارضة غير معارضة الحكيم ورجالاته، التي أذاقت البعث ويلات وويلات. إستمرت الصفقات السياسية، للإطاحة بهذا الحب الجماهيري، وسهام البعث الخفية أصابت الهدف، لتشق عصا تيار شهيد المحراب، فتكاتفت بدر مع من تكاتف مع البعثيين وأدخلهم سلطته، ليرسموا لنا كيف تكاتف إبن رفاعة مع من قتل إبن بنت الرسول، بعدما كان مطالبا بالدماء التي سالت في كربلاء. المنصة التي كانت يعتليها شهيد المحراب، ويتلوا البيانات والتوصيات الجهادية لرجال بدر، تسلقها غيره بل من لا يستحق أن ينظر لها، لكن القلوب حرا والعجب كل العجب لترك أبناء الشهداء، والالتحاق بمن كانوا يلعقون أحذية الدول الكبرى للتدخل بحل الأزمة. ما أود قوله: محمد هو محمد ولم يتغير، وإن تركن أبو بكر البغدادي ونادى بأنه على منبر رسول الله، فالجميع يعرف الرسول(ص) ويعرف البغدادي، وكذلك الحكيم هو الحكيم، وإن سرق منصة البغاة والسارقين والفاسقين، والسلام.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط