- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أثر السيرة النبوية على الفرد والمجتمع
حجم النص
بقلم: مهدي الدهش السيرة النبوية كتعريف إجرائي هي:طريقة الرسول (ص) في الحياة أو تأريخ حياته. إن دراسة السيرة النبوية ومعرفة حياة الرسول (ص) وسلوكهُ وتعاملهُ مع أتباعه وأهل بيته وأعدائه وكيفية قيامه بالدعوة الإسلامية والأساليب والطرق التي أتبعها تُعلمنا معالم ديننا وتوضح لنا شريعتنا. إن سيرة الرسول تشكل مصدرا أساسياً من مصادر الأحكام والقوانين الإسلامية ,فمنها يستنبط الفقهاء الأحكام التي تنظم حياتنا الفردية والاجتماعية. إن دراسة السيرة تعني التعرّف على أهم جزء من تأريخ أمتنا بصورة خاصة والبشرية بصورة عامة لأنها تمثل صراع الأضداد. *ما الذي نتعلمه من دراسة السيرة:ـ 1/نتعرّف على عظمة الرسول (ص) من خلال أعماله ومواقفه وآثاره الخالدة. 2/إن السيرة هي مصدر من مصادر الأحكام ((ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنهُ فانتهوا)) وقوله تعالى ((وما ينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى)) 3/نطلع من خلالها على تأريخ الدعوة الإسلامية والمسلمين الأوائل. 4/نعرف من خلالها كيفية تطبيق الإسلام وبناء المجتمع الإسلامي في إطار الدولة المدنية الحديثة وبالاقتداء بأنموذج الرسول في دويلتهِ بالمدينة المنورة. 5/نتعلم من السيرة أساليب وطرق الدعوة إلى الإسلام وكيفية تبليغها وإيصالها للمجتمع. 6/استلهام الروح المعنوية لحديث وسيرة الرسول اليومي (الوجودي) واستخلاص المفاهيم الإنسانية من ذلك السلوك. إن دراسة وفهم حياة هذا الإنسان العظيم،والذي اتفق على عظمتهِ كُتاب الشرق والغرب،حيث جاء الرسول في مقدمة مجموعة المؤثرين في تأريخ الإنسانيه. فكان لزاماً على المسلم أن يستلهم ذلك الدستور، أي سيرة الرسول وسلوكهِ مع المسلمين وغيرهم وحسب الأمثلة التي ذكرها لنا المؤرخين ورجال السيرة والمحدثين،حيث على كل مسلم أن يعرف ما له وما عليه من الواجبات والحقوق ويعنى بتطبيق ذلك الدستور والسير على هداه كي يكون مثلا رفيعا في جمال السيرة وحسن السلوك. فالنبي الأعظم محمد (ص)هو المثل الأعلى في سائر نواحي الكمال اصطفاه الله من الخلق وحباه بأرفع الخصائص والمواهب التي لم يعطها لغيره من الأنبياء , وجمع فيه ما تفرق فيهم من صنوف العظمات والأمجاد ما جعله سيدهم وخاتمهم. وناهيك في عظمته أنه استطاع بجهوده الجبارة ومبادئه الخالدة أن يحقق في أقل من ربع قرن من الانتصارات الروحية والمكاسب الدينية ما لم يستطع تحقيقه سائر الأنبياء والشرائع في قرون. إن طاعة النبي فرض محتوم على الناس كطاعة الله تعالى ,إذ هو سفيره إلى العباد وأمينه على الوحي ومنار هدايته الوضاء. ومن يتتبع سيرة سيد المرسلين لوجده المثل الأعلى في حسن الخلق وغيره من كرائم الفضائل والخلال , وأستطاع الرسول العظيم بأخلاقه المثلى أن يملك القلوب والعقول وأستحق بذلك ثناء الله تعالى عليه بقوله عز وجل ((وإنكَ لعلى خُلقٍ عظيم)) وحدثت المعجزة بتغيير ذلك المجتمع ونقله من الضلالة إلى الهدى.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري