على تردد 107.9 ميكاهارتز موجة الـ(اف ام ) يستمع المواطنون يوميا وعلى مدى أربع وعشرين ساعة لآيات قرآنية بصوت أكابر القراء فضلا عن برامج قرآنية ودينية الهدف منها نشر آداب القرآن الكريم وعلومه بين الناس.
ذلك هو أثير إذاعة القرآن الكريم من العتبة الحسينية المقدسة التي كان لها وخلال سنة ونصف من عمرها حضور كبير بين أهالي كربلاء المقدسة باعتبارها إذاعة محلية في الوقت الراهن على أمل أن يمتد أثيرها في المستقبل الى عدة محافظات ضمن مشروع تطوير البرج الرئيسي الذي يقام حاليا في منطقة الإبراهيمية والذي تولي له إدارة العتبة الحسينية المقدسة اهتماما كبيرا الى جانب المشاريع الإعلامية والخدمية الأخرى التي تصب في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ومذهب أهل البيت(عليهم السلام) وزوار الإمام الحسين عليه السلام.
ولتبيان عمل إذاعة القرآن الكريم بشكل مفصل التقى موقع نون بمديرها السابق الذي يتولى مهمة إدارة فضائية كربلاء في الوقت الحاضر السيد حيدر جلوخان والذي أوضح قائلا: تتبع هذه الإذاعة إدارياً إلى إذاعة الروضة الحسينية وقد بدأ العمل بها بشكل فعلي ومستمر في الأول من شهر محرم الحرام عام 1426هـ وبالاعتماد على أجهزة وأدوات بسيطة تركزت على مرسلة بطاقة محدودة لا تتجاوز الـ (65) واط (استخدمت في أول الأمر في بث إذاعة الروضة الحسينية ) وحاسبة الكترونية ومكسر صوت؛ لإمكانية بث بعض المواد القرآنية والأذان على الإذاعتين.
واضاف: وقد كلفنا السيد ضرغام الحسيني الذي يعمل مهندس صوت في وحدة المونتاج الصوتي في الإذاعة للبداية بتهيئة التلاوات والقراءات القرآنية المختلفة لتبث على مدار اليوم، بالاعتماد على أرشيف سبق أن جُمع من قبل السيد إحسان الموسوي والأقراص ومواقع الإنترنت التي تُعنى بهذا المجال، كما تم توجيه دعوة إلى جميع من يمتلك تلاوات نادرة أو متميزة تساعد في دعم هذه الإذاعة، وكان من ضمن الإخوة الذين كان لهم الدور المتميز الحاج (عادل الشيخ كريم).
وتابع جلوخان: جُمع في تلك الفترة حوالي 140 ساعة تم توزيعها على ساعات اليوم بشكل منوع بين تجويد وترتيل ومحافل وتسجيلات أستوديو، بالإضافة إلى تلاوات لقراء معروفين بالطريقة العراقية وهي قيد المراجعة.
مشيرا الى: إن الإذاعة وبعد أن نالت استحسان الكثير من مستمعيها ولغرض تطوير أجهزة البث فيها وكأول مرحلة، تم استبدال حاسبة البث بحاسبتين بمواصفات متطورة تتلاءم مع عدد ساعات البث، بالإضافة إلى ربط الإذاعة على مرسلة بطاقة 200واط، لكي تصل إلى مديات أبعد لتغطي مناطق متفرقة من مدينة كربلاء المقدسة..
وأشار مدير الإذاعة السابق\"أن ما يميز إذاعة القرآن الكريم هو رصيدها الثر من التلاوات النادرة في الوقت الحاضر بعدما تم تحسين طبيعة التلاوات وفرزها وتنويعها على مدار أوقات البث، بالإضافة إلى البرامج القرآنية التسجيلية والمباشرة التي تتناول معارف وعلوم القرآن الكريم بجهود ثلة خيرة مكلفة بهذا العمل، كما لا ننسى الجهود المتميزة لوحدة المونتاج السمعي في الإذاعة، أما المرحلة الثانية من التطوير فقد كانت عبر بث الإذاعة على الموقع الرسمي لإذاعة الروضة الحسينية المقدسة (www.imamhussain-fm.com) والذي يبدأ من الساعة العاشرة مساءً وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم التالي، كما تم توجيه الدعوة إلى بعض المقرئين المتميزين في مدينة كربلاء المقدسة وباقي المحافظات لتسجيل ختمات كاملة لهم أو قراءات متفرقة لغرض البث والتوثيق لهم، ومنهم المقرئ عامر الكاظمي، والمقرئ أسامة عبد الحمزة، والمقرئ عادل عباس الكربلائي.
[img]pictures/2009/11_09/more1257846608_1.jpg[/img][br]
وفيما يخص الخطط المستقبلية للإذاعة -والكلام لجلوخان- فبعد أن تم استكمال نصب البرج الرئيسي للبث في الموقع الجديد للإذاعة والكائن في منطقة الإبراهيمية والذي يبلغ ارتفاعه 60 مترا ووصول مرسلة بطاقة 1000 واط، وسيتم استكمال عمليات الربط والفحص خلال وقت قريب ، ليتم ايصال بث هذه الإذاعة الى مناطق بعيدة كمحافظتي النجف وبابل، عبر هذا الموقع لحرصنا على إيصال كلام الله تعالى إلى أسماع أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا العزيز...
بعد ذلك التقى موقع نون بمسؤول وحدة إعداد البرامج القرآنية في إذاعة القرآن الكريم (علي الخفاجي) ليوضح لنا المزيد عن عمل هذه الإذاعة الفتية والبرامج التي تقدمها فأجاب: إن النشاط الإعلامي في العتبة الحسينية كان يحتم تأسيس إذاعة للقرآن الكريم تستجيب لتوجهات الإدارة الطموحة وتحقق آمال المؤمنين وتتناغم مع أذواق المجودين وتعكس جهود العاملين في المجال القرآني، وقد ارتقت الإذاعة في الفترة الأخيرة بفضل العاملين فيها وجهود المهتمين بها من خلال مقترحاتهم وتقديمهم التلاوات- المسجلة- النادرة والمنوعة، وبثها في أوقات مختلفة بعد أن كانت التلاوات تسير في خط بياني مستقيم.
وتابع الخفاجي: بما أن التلاوة فن والتنوع فيها يفرضه اختلاف أذواق المستمعين واختلاف الأذواق وتنوعها أمر طبيعي فالإنسان في حقيقته فنان يهوى الفن ويحسن الاستماع وتستجيب كوامنه للنصوص المنغّمة خصوصا للنص القرآني لأنه كلام خالق الإنسان والفن والحياة، بالإضافة الى تنويع البرامج القرآنية التسجيلية التي تتناول شتى العلوم والمعارف القرآنية، وبما أن الإذاعة عاكسة لجهود المهتمين وإبداع القرآنيين فإن المجال مفتوح لكل الأخوة والأخوات ذوي الطاقات والإمكانيات المتميزة في الكتابة والتسجيل والتقديم على أن تكون نتاجاتهم مفهومة لدى المستمع تتسم بالجدية والنوعية وبالقيمة العلمية، كما هو شأن كتاب الله تعالى وان لا تكون جامدة عند النص بل متحركة بحركة الموضوع وإيحاءاته ونأمل أن تكون البرامج القرآنية متميزة في المستقبل إن شاء الله تعالى، لذلك ندعو جميع الأخوة المقرئين المعروفين الى تسجيل ختمات مرتلة أو مجودة كما ندعو الناهضين منهم بتسجيل مقاطع من تلاواتهم مع متابعة تلك التلاوات وتنقيحها قبل إخراجها من مسؤول وحدة الإعداد والأخوة في كادر التسجيل..
بعد هذين اللقاءين ارتأى موقع نون أن يستشف من خلال عدد من المواطنين مدى تأثير إذاعة القرآن الكريم على الشارع الكربلائي، فقال هاشم محمد شمس الدين: نبارك لكم هذا المشروع الإيماني ونرجو دعمه بكل الوسائل المتاحة لغرض تطويره وتعميمه على جميع محافظات البلاد خصوصا وإننا نتعرض لهجمة إعلامية من خلال القنوات الفضائية.
أما افتخار كاظم فقد أكدت أنها تتابع بشغف إذاعة القرآن الكريم وقد استطاعت من خلال برامجها أن تحفظ أجزاء عديدة وبلغة سليمة من آيات الذكر الحكيم ..
وهكذا أضحى مشروع إذاعة القرآن الكريم من المشاريع المهمة والفاعلة في إشاعة وتثقيف علوم كتاب الله العزيز بين مجتمعاتنا خصوصا أننا نتعرض الى ذلك السيل الجارف من البرامج التي تبث عن طريق الشاشة الصغيرة والتي تحاول الكثير منها تهديم المعاني الحقيقة لديننا الإسلامي الحنيف، والقضاء على أخلاق المجتمع الإسلامي الرفيعة- بحسب أساتذة اجتماعيين-.
تحقيق/ حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق