حجم النص
بقلم:هادي جلو مرعي عندما يكون الوطن مهددا بالإنكسار الداخلي والذهاب الى الهاوية فإن الجميع تقع على عاتقه مسؤولية العمل على وقف التدهور الحاصل والمساعدة في ذلك قدر الممكن من خلال إتباع أساليب ناجعة في إيجاد الحلول وعبور المشكلات والتخلص من التبعات والتخفيف من الأعباء. مايجري في العراق مؤلم للغاية فليس من عراقي لديه الرغبة في التضحية بإمتيازاته التي يحصل عليها نتيجة عمله في البرلمان والحكومة أوفي الدوائر والمؤسسات المتعددة في الدولة والجميع يرى في نفسه مستحقا لمايتقاضاه، فليس من نائب في البرلمان يرى إن الرواتب التي يحصل عليها النواب هي أكبر بكثير من إستحقاقهم خاصة وإنهم لايؤدون دورا مهما في بناء الدولة بل هم عالة على الدولة، وليس من مدير عام، أو مستشار، أو وكيل وزير، أو من أصحاب الدرجات الخاصة لديه الإستعداد ليتنازل عن قسم من راتبه في إطار سلم الرواتب الجديد ولايهمه أن تكون الحلول متوفرة، أم لا لأنه يريد أن تتحمل الدولة ذلك والحكومة طبعا هي المسؤولة وعليها أن تأتي بالأموال فليس ذلك من مسؤولية من يتقاضى الراتب برغم أن شرائح مجتمعية تتعذب وتعاني من رواتب تافهة. أساتذة الجامعات العراقية يعترضون وبشدة على الإجراءات التي إتخذها رئيس الوزراء حيدر العبادي وسلم الرواتب الذي يجري الإعداد له ليكون حاسما في تحديد حجم مايصرف من أموال، فهناك شرائح إجتماعية معذبة تعاني كثيرا وتحصل على مداخيل عادية جدا. ويرى أكاديميون يحصلون على رواتب جيدة جدا إن العبادي قد فتح النار على نفسه بهذا الإجراء لأنه إستهدف الكفاءات وعماد الدولة العراقية، بينما يتحدث منصفون عن المعلمين والمدرسين الذين يحصلون على رواتب متدنية بوصفهم أساس بناء تلك الدولة حيث يعول عليهم أن يقوموا بواجب إعداد الأجيال القادمة وهم بحاجة الى رواتب جيدة تتلائم وطبيعة الحاجات الضرورية لحفظ الكرامة الإنسانية. نحن بحاجة الى تضحيات من شرائح المجتمع كافة وبخلاف ذلك لن ننجز شيئا أبدا.
أقرأ ايضاً
- مسؤولية الأديب في زمن الاحتضار.
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب