- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"العشق الممنوع" بين العبادي والمحمود
حجم النص
بقلم: سيف اكثم المظفر أخذت الدراما التركية، تغزو العائلة العراقية بأيادي خفية، وخطة مدروسة، حاملة معها ثقافة جديدة، كثيرة المساوئ والانحطاط الأخلاقي، أثرت على الأسرة، وأحدثت فيها خلل، أدت إلى الانفصال والتفكك الأخلاقي والديني، في البيت الواحد، اشتهرت منها عدة عناوين، مثل"سنوات الضياع" و"العشق الممنوع "، كثير من العراقيين يربطون عناوين وأفكار تلك المسلسلات, بما يحصل في العراق، ثمان سنوات من الضياع والدمار، أفقدت العراق ثلث مساحته بيد داعش، والثلث الأخر، يفتقد لأبسط الخدمات والحياة الكريمة، ناهيك عن الحالة الاقتصادية المزرية، أصبح العراق فيها على شفا حفرة. بعد فتوى الجهاد الكفائي العظيمة، التي غيرت مسار العراق، والولادة العسيرة التي أنجبت حكومة "محاصصه" طائفية بامتياز، بدأت تظهر التصدعات, في الدولة بين الحين والأخر، بسبب كثرة الفاسدين والمفسدين في السلطة، كان أبرزها بل أكثرها فسادا(وأخطرها) هي السلطة القضائية، لانها السلطة العليا في البلد، وهي المسئولة الأولى عن (مكافحة) ملفات الفساد. جاءت دعوى المرجعية الرشيدة لإصلاح القضاء بشكل صريح لا يقبل التأويل أو التسويف، إلا إن الحكومة عاجزة لحد ألان، أن تحدث إصلاح حقيقي يلمسه المواطن، فأخذت كما يقال بالعراقي (تخوط بصف الاستكان)، ترتجل القرارات، وتدير دفة الحكم بعشوائية، تخبط هنا وتسرع هناك، كانت الدراما التركية حاضرةً، بوجوه جديدة، بعدما كان نور ومهند الثنائي الأبرز في هذا المسلسل عاطفيا، أما سياسيا، ظهر "العشق الممنوع" بين العبادي ومدحت المحمود، في الحلقات الأولى لم يتصور احد بوجود هذه العلاقة، بعد تتبع الأحداث، تراهم إمام الناس يخفون تلك العلاقة الحميمة، وبنظرات خاطفة يطلب مهند من نور عفواً" العبادي من المحمود" بإصلاح بيته الفاسد! كيف يحدث هذا؟ إذا كانت نور هي الفاسدة الأولى، اخذ المحمود طريقة نور في اللعب على الحبلين، من جهة إبعاد شبهة الخيانة عنه، ومن جهة التمتع بالسلطة البيضاء صاحبة العيون الخضراء، وضل العبادي يناور على الجبهتين، أما أن يفتضح تلك العلاقة المشبوهة، أو يترك نور تلعب كما يحلوا لها. ما نخشاه أكثر هو عدد حلقات هذا المسلسل، التي اجتازت المائة، في الدراما التركية، أما في الدراما السياسية العراقية نأمل أن تكون الحلقة الأخير قرية جداَ.
أقرأ ايضاً
- كيف ادار العبادي الازمة المالية ؟!
- السلوك المالي بين العبادي وعبد المهدي
- العبادي تغريد خارج سرب الكتل الكبرى