- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاستعمار الاموي والاستعمار العلماني
حجم النص
سامي جواد كاظم العلمانية لديها اسلوبين في نقد الخطاب الاسلامي الاول تفسيرهم لبعض الايات القرانية وفق مفاهيمهم السطحية وبناء افكار جديدة لا ترتقي الى النقاش العلمي، والاسلوب الاخر الاعتماد على الاحداث التاريخية والروايات الضعيفة، ومن بين الاحداث التاريخية هي الحروب التي شنها الخلفاء بعد الرسول تحت ذريعة نشر الدين الاسلامي ومنحها مصطلح الفتوحات الاسلامية، هذه الفتوحات هي اصلا موضع خلاف لدى المسلمين، وهي اقرب الى الاحتلال الاسلامي منه الى الفتوحات حيث جاءت اغلبها ان لم تكن كلها دون مسوغ شرعي مع ارتكابهم جرائم يندى لها الجبين وفق مفاهيمهم الجاعلية وليس القرانية وبالرغم من ذلك فانها الشماعة التي تعلق عليها العلمانية انتقاداتها للخطاب الاسلامي. في الجهة الاخرى لم يلتفت هذا العلماني الى الحروب الفتاكة والعصور المظلمة التي كانت تعيشها اوربا وامريكا، هذا ناهيك عن ان الحروب العالمية هي علمانية صرفة اقحمت معهم الدولة العثمانية التي دفعت ثمن جرائمهم بقتل الكثير من الابرياء المسلمين، والعودة الى تاريخ البلاد الاسلامية والبلاد الغربية ستتضح لنا ماهية الخطاب الاسلامي وماهية الثقافة العلمانية. بالنسبة للاستعمار الاموي الكل يعرف بعد طرده من قبل الدول الاوربية فان المسلمين انسحبوا بكل قواتهم ومعهم طابورهم الخامس، بينما الاستعمار العلماني فانه لا يترك الارض التي ينسحب منها مالم يزرع عملاء له بل ويعقد اتفاقيات اذلال البلد المستعمر، ظهرت للملا الان كثير من فضائح هذه الاتفاقيات، فالعلماني هو الاولى بانتقاد امثاله في قمة الجهل والتخلف. المسلمون في العصور الوسطى كانت حضارتهم زاخرة بشتى العلوم الطب والفلك والكيمياء والفقه (ابن سينا،ابن رشد، ابن الهيثم، ابن حيان وغيرهم ) وكانت اوربا ترضخ تحت خيمة الجهل والظلم وحكم الكنيسة، وبعد ان صحا الاوربيون من انتكاستهم بداوا باعمار ثقافتهم في شتى الجوانب ولكن ليس وفق مفاهيم كما يدعون بها ثقافية حقوقية ضمن رقعة جغرافية معينة بل امتدت لمد خيوط المؤامرات الى البلاد الاسلامية وبداوا باعادة صورة الاحتلال الاموي بصورة الاحتلال العلماني ومنحه صبغة التحرير وانهم جاءوا فاتحين وليسوا محتلين،وبدات خيوط مؤامراتهم تلتف حول من ينصبونه حاكما على البلاد المستعمرة من قبلهم، واستمرت هذه المؤامرات منذ ان انتهت الحرب العالمية الاولى وحتى الان. اليوم لو تنظر الى التخلف ستجده قابعا في الدول الاسلامية بينما مفاهيم الحياة الراقية تجدها في المجتمعات الغربية وبسبب هذا تجد ان العلماني ومن موقع قوة ينتقد المسلمين وخطابهم بينما المسلمين يتشبثون بتراثهم الحضاري الاسلامي الراقي، وهذا لا ينفع مع عقول تعتمد على ما موجود على ارض الواقع. وعلى ارض الواقع هنالك حكام عملاء، وهنالك عناصر من استخباراتهم في هذه الدول، وهنالك مؤامرات اجرامية تقوم بها منظمات تغذيهم الدول العلمانية بكل ادوات الجريمة. فلو اريد للعالم الاسلامي ان يتطور فما عليه الا ان يطرد عملاء الاستعمار العلماني، لربما ينكر هذا الامر من يدافع عن العلمانية، اذكركم بالانتفاضة الشعبانية في العراق فان المنتفضين كانوا قاب قوسين او ادنى من سقوط نظام الطاغية، فمن ساعده على قتل الابرياء ؟ انها امريكا، عودوا الى الوراء ماذا يعني لكم وعد بلفور ؟ ماذا تعني لكم معاهدة سايكس بيكو ؟ واليوم ماذا تعمل دول التحالف بحجة محاربة داعش؟ كلها اذرع للاخطبوط العلماني المتبجح بالحرية والديمقراطية. البلاد الاسلامية لها تاريخ حضاري مستمد مفاهيمه من رب السماء، بينما البلاد العلمانية خالية من هكذا حضارة، نعم الان هي الافضل بالحضارة المدنية ولكنها لو تركت البلاد الاسلامية تبني حضارتهافانها ستزهو اكثر منهم لان لدينا حضارة مدنية وروحية اما انتم فلديكم حضارة مدنية بنيت على خيرات البلاد الاسلامية بمؤازرة الحكام العملاء.
أقرأ ايضاً
- من مواقف النفاق السياسي العلماني
- اعترافات جان جاك روسو وثيقة التراث العلماني الفاضحة
- قواعد السطوة طبقا للارث العلماني