حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم من خلال بيانات وخطابات سماحة السيد علي الحسيني السيستاني يظهر لنا دقة متابعته للوضع العراقي بكل تفاصيله وهذه المتابعة لها قنواتها الصادقة والدقيقة، وكما هو المعلوم الخطبة الثانية التي تلقى من على منبر جمعة الصحن الحسيني الشريف هي المعبرة عن وجهة نظر المرجعية السياسية. ومن بين القنوات التي تستقي المرجعية معلوماتها هم الضيوف الذين يتوافدون على العتبة الحسينية المقدسة للقاء ممثل السيد السيستاني الشيخ الكربلائي فهذا الرجل بابه مفتوحة اربعة وعشرين ساعة في اليوم وفي بعض الاحيان صحته لا تساعده ولكنه يستقبل ضيوفه. وفي بعض الاحيان يطرح الضيوف بعض المشاكل ومايجري حولهم، وتتاكد المرجعية من صحة ذلك عندما يتكرر الطرح من ضيوف اخرين، وبعض هذه الامور يكون لها حصة من خطبة الجمعة التي يلقيها سماحة الشيخ الكربلائي. الخطبة الاخيرة التي القاها الكربلائي يوم 23 تموز تختلف وبكل ما تحمله من الام وتاسف وتحذير عن كل خطاباته السابقة، اشار الى امور غاية في الخطورة ودلالتها نقطة واحدة " لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" هذه العبارة تاتي من الياس الذي قد ياخذ طريقه الى المرجعية من اداء الحكومة، قارن الكربلائي بين بطولة الحشد الشعبي واخفاق الحكومة في حماية عوائلهم، مقارنة حساسة ومؤلمة بمعنى الكلمة، يقول الشيخ الكربلائي للحكومة "انه ليس من المنطقي والمعقول ولا من المقبول أبداً لا شرعاً ولا اخلاقاً" انكم ياحكومتنا تجاوزتم على الشرع وخدشتم الاخلاق بوقوع هذه الاعمال الارهابية التي جاءت لتؤكد لكم ياحكومة لقد طفح الكيل بوعودكم الهشة. يقول الشيخ الكربلائي عن سبب التفجيرات هذه العبارة "(نتيجة لخيانة او اهمال او تسامح او قلة امكانات او نحو ذلك)..كلمة خيانة لم يسبق ان ذكرها الكربلائي لتفجيرات سابقة ادانها وبشدة مع التاكيد على الحكومة بكشف هوية المجرمين ومحاسبتهم، اما الان جاءت كلمة خيانة في اول الذين قد يكونون السبب فهذه تستحق وقفة، لاسيما ان وسائل الاعلام تحدثت عن خيانة احد العاملين في الاجهزة الامنية، وللاسف الشديد دائما يتم كشف المجرمين بعد قيامهم باعمال ارهابية فتاكة. واما مكافحة الفساد هو باختصار منع تدفق الاموال الى داعش من قبل الحكومة، وتاكد لدى الشارع العراقي والاعلام ان الحكومة حتى هذه الساعة ترسل رواتب الموظفين العاملين لدى داعش، فكيف علمت الحكومة بعدد الموظفين ؟ وكيف علمت الحكومة بوصول هذه الاموال الى الموظفين ؟ ومن تعتقده الحكومة بانه سيقوم بتوزيع الرواتب؟ وكيف تتاكد بان الموظفين يخدمون المواطنين لا يخدمون داعش؟ في لقطة لداعش عند تفجيرها مرقد النبي يونس ظهر مجموعة اشخاص يقومون بالهدم وفجاءة قفز احد الاشخاص النازحين من تلك المنطقة في كربلاء ليتعرف على بعضهم انهم معلمون لازالوا يستلمون رواتبهم من الحكومة!!!، تسرب هذه الاموال هو جزء من الفساد، فهنالك ما يندى له الجبين عندما قال الشيخ الكربلائي "اذ ما تزال الوقائع على الارض تحكي الكثير من حالات الفساد الكبيرة وفي مواقع مهمة في الاجهزة الحكومية" هذه العبارة لم تات عن فراغ بل عن يقين وشاهد وشواهد وانا شخصيا اعلم ان الشيخ الكربلائي لا ينطق معلومة ان لم يكن على يقين تام بصحتها، هذه المعلومة ليقف عندها الجميع فانها السبب الرئيسي الذي يستشهد شبابنا اليوم في ساحات الجهاد ختام الخطبة لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تدل على عميق الالم وعلى عدم التفات المسؤولين لنصائح المرجعية المتكررة بل حتى تشخيصها لمواطن الخلل وكيفية المعالجة الا ان المسؤولين لازالوا وللاسف الشديد شغلهم الشاغل مصالحهم.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة