- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قصة قصيرة :العجوز صاحبة (العلك) الأخضر
حجم النص
بقلم:عدي الحاج توقّف في أحد الأحياء رتل عسكري مكوّن من ثلاث ناقلات أشخاص تابعة للحشد الشعبي... نزل منها شباب بعمر الورد لكي يشتروا مواد غذائية وقناني ماء وبعض الحاجيّات... سأل صاحب الدكان أحد الشباب: (ها خويه وين متوجهين إن شاء الله)... أجابه الشاب بكل حماسة وفخر: (رايحين للأنبار)... إستبشر صاحب الدكان وقال له: (إشتردون إخذوا من الدكان على حسابي)... تجمّع أهل الحي يلقون التحية عليهم ويأخذون معهم الصور التذكارية... أحد أهالي الحي جلب 10 صناديق ماء شرب ووضعهّن في الناقلة الأخيرة... آخر جلب لهم 200 كيس معجنات متنوعة... وآخر أعطاهم صندوقان من الفاكهه الطازجة... وجلب آخر كيس رز وكيس سكر... وبدأ أهالي الحي يهدون للشباب مايحتاجونه في حربهم من مؤونة وغذاء وشراب... أمتلأت الناقلة الأخيرة بكل ما لذّ وطاب... وقبل مغادرتهم الحي... جاءت عجوز قضت ثمانون سنة من عمرها وهي تجر بخطاها قائلةً: (أوكفوا يمّه إنتظروا بقيت بس آنه ما إنطيتكم شي)... وصلت العجوز وهي تلهث من شدّة التعب... أخرجت من جيبها شيئاً وقالت: (يمّه والله ما عندي شي إنطيه إلكم غير هذا (العلك) مال الحسين فدوه نروح لأسمه)... وربطته في المرآة الجانبية للناقلة... (بتصرف)