- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نظرية المد الاسلامي المتصاعد .... التشيع انموذجاً ?!
حجم النص
بقلم: محمد حسن الساعدي لا يخفى بعد احداث سبتمبر، اتخذت الولايات المتحدة خطة جديدة في الوقوف ضد الاستهداف الارهابي لها وذلك من خلال احداث تغيير في منطقة الشرق الأوسط وخارطة جديدة أطلقت عليه اسم "الشرق الأوسط الجديد "، وتحركت في هذا الاتجاه من خلال دعم الجماعات الأسلامية في المنطقة، ونقل المعركة الى الشرق الأوسط نفسه، من خلال دعم الثورات العربية والتي سميت فيما بعد باسم "ثورة الربيع العربي"، والذي كان بمثابة الإعلان الرسمي لبدء سقوط الأنظمة العربية واحداً تلو الاخر. هذا التحرك اللافت ساعد كثيراً بعض التيارات الأسلامية من النهوض والوقوف بوجه التحديات عموماً ويعود الحالة التصاعدية لهذه التيارات الى اسباب أهمها: ١) انتصار الثورة الاسلامية في ايران، والنهج الذي انتهجته في الوقوف بوجه القوى العالمية، والثورة الصناعية والثقافية والسياسية التي جعلتها في مقدمة دول المنطقة، وما تلاه من السعي لامتلاك الطاقة النووية والذي يعد بحد ذاته انتصاراً تحقق في هذا المجال. ٢) الانتصارات المهمة والنوعية التي حققها حزب الله في لبنان، على الكيان الصهيوني الغاصب، والتي استطاع فيها من قلب الموازين في المنطقة، وجعل الأميركان وحلفائهم من الصهاينة يعيدوا حساباتهم مرارا وتكراراً في اي حرباً قادمة، خصوصاً مع القدرة القتالية النوعية والأسلحة التي يمتلكها الحزب، والخطط العسكرية المهمة والفعالة التي يضعها في ضربه لتجمعات الاسرائليين على طول خط التماس مع لبنان. ٣) الانتصار الكبير للشعب العراقي في سقوط الطاغية، وما تحقق لاحقاً من وضع اللبنة الاولى للدولة، ومنها الدستور الذي صوت عليه أغلبية الشعب العراقي، وما تلاه من تشكيل للحكومات ومنذ عام ٢٠٠٥، وبغض النظر عن السلبيات والتحديات التي تعرضت لها الحالة السياسية في العراق، لكنها كانت تجربة جديدة من حكم الحزب الواحد والشخص الواحد الى التعددية والديمقراطية وممارسة التبادل السلمي للسلطة، وما تتعرض له البلاد اليوم من هجمة شرسة من الارهاب الداعشي الأسود، والذي مارست فيه القوى الأسلامية دورها وتكليفها في الوقوف ومواجهة مخاطر داعش في تمزيق العراق، وتشتيت لحمته الوطنية، كما ان المرجعية الدينية العليا للشيعة هي الاخرى كان لها الدور الابرز تصاعد المنظومة الاسلامية في المنطقة من خلال الفتوى التاريخية "الجهاد الكفائي" والذي كان بحق مفاجاة للقوى العالمية والإقليمية والتي كانت تراهن على دخول داعش الى بغداد بسهولة. ٤) الأحداث المهمة في اليمن، والتي كانت سبباً في تصاعد القوى الأسلامية "الحوثيون " الذين كانوا رجال السياسية والمقاومة، وكانوا الصد المنيع من تنفيذ سياسات السعودية الرامية الى تمزيق اليمن، وجعله مقاطعة تابعة الى مملكة ال سعود، ورغم عمليات الإبادة التي تمارسها طائرات عاصفة الحزم ضد الشعب اليمني، الا ان الواقع يتحدث عن السيطرة الفعلية للحوثيين على اكثر من ٨٠٪ من اليمن، ومسكهم لمفاصل الدولة جميعها، وهذا ما جعل المعادلة في اليمن تنقلب وتسقط حكم الوصاية على اليمن. هذه الأسباب وأسباب اخرى جعلت من المنظومة الاسلامية "التشيع" حالة تصاعدية في المنطقة، الامر الذي يجعل القوى الغربية تعيد كافة حساباتها فيها، وهذا مت حصل بالفعل من تغيير استراتيجية الولايات المتحدة من سوريا، اذ كان الموقف هو اسقاط الأسد، واليوم يتحدث قادة البيت الأبيض عن تسوية سياسية في سوريا، كما ان الاتفاقية النووية الاخيرة مع ايران كانت سبباً مهماً في تغيير سياسية أميركا في المنطقة ً ومحاولة ايجاد التوازن المطلوب في منطقة الشرق الأوسط مع حفظ ماء الوجه، الامر الذي يجعل عموم المنطقة تسير نحو التهدئة، مع ايجاد التسويات اللازمة في اليمن، اذا علمنا ان دول الخليج وحلفاء عاصفة الحزم تراجعوا جميعهم عن موقفهم ضد اليمن، كما ان القوى الغربية هي الاخرى شعرت ان السعودية استعجلت وأخطأت كثيرا في ضربها لليمن، الامر الذي يجعل الصورة بدأت تتضح، والمواقف بدأت تتغير باتجاه ايجاد حالة من التسوية والتوازن في المنطقة عموماً، مع وجود فرصة تاريخية للقوى الأسلامية الشيعية من إنجاح تجربتها سواء في العراق او البلدان الاخرى، كما يجب على القادة الشيعة في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً من إبراز مفهوم التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي، والوقوف بوجه المخططات الرامية لزرع الفتنة الطائفية التي تريد تقسيم البلاد وزرع بذرة الحرب الأهلية التي لا تنتهي الا بنهاية العراق وشعبه.
أقرأ ايضاً
- المسؤولية المدنية المترتبة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
- متى .......نتعلم ؟
- معارضة مذهب التشيع.. نافذة على التاريخ