حجم النص
بقلم هادي جلو مرعي تتحول الأجواء الى ضبابية أكثر يخرج الشيخ حميد الهايس ليصرح بأن دخول الحشد الشعبي الى الأنبار مهم جدا، وأن أبناء العشائر متفقون على دعمه والمشاركة في القتال جنبا الى جنب مع مقاتليه الذين قاتلوا في تكريت وديالى، في حين يعارضه الشيخ عبد القادر النايل ويرفض بشدة دخول الحشد الى المدينة، ويعده إحتلالا، وإن إيران هي من دفعت داعش للتوغل في الأنبار، ثم إنها تحرك الحشد ليطرد عناصر التنظيم، وتسيطر هي على الأوضاع والمساحات الجغرافية الممتدة الى سوريا وحدود السعودية. يشترك ويختلف مع هذين الشيخين العديد من رجالات السياسة والإعلام والدين وشيوخ العشائر، وهذا ماقد يمثل سببا موضوعيا في سقوط متكرر للمدن والقصبات بيد داعش حيث يحتدم الصراع، وينشغل الناس به عن غيره من إهتمامات جعلت جبهة الأنبار مفتوحة على الدوام لتكون متسعة لداعش ولغيرها لتسيطر وتفتح الطرق نحو أهداف متعددة هنا وهناك، وتحصل منها على ماتريد من إثارة ودعاية إعلامية، وتخويف للخصوم، ولتخفيف الضغط عن مقاتليها المنتشرين في بقية الجبهات. الصعقة التي تسبب بها التنظيم عندما إجتاح الرمادي جعلت من مواقف القيادات السياسية والدينية متضاربة أكثر لكن الأصوات الداعمة لدخول الحشد الشعبي بدأت تعلو وصار تحميل الذين تسببوا بتأخير هذا الدخول المسؤولية عن نكسة الأنبار أمرا عاديا عبر وسائل الإعلام حيث يرى مراقبون إن هناك سياسيين بالفعل هم من تسببوا بتصريحاتهم ومواقفهم في تعطيل حركة المقاومة ضد داعش، وهزيمتها، وصاروا جزءا من ماكينة الدعاية لداعش. هذا الأمر دفع برئيس الوزراء حيدر العبادي الى الطلب رسميا من قيادة الحشد المشاركة في معركة تحرير الأنبار، تبعته واشنطن بالموافقة رغم إشتراطها أن ينضوي تحت لواء الحكومة وهو ماأكدته تلك القيادة، لكنها عقبت بإنتقاد الموقف الأمريكي، وعدته تدخلا غير مبرر، ويفتقد الى اللياقة خاصة وإن السفير الأمريكي كرر تلك الاشتراطات دون تردد وعلى مسمع ومرأى من القيادات العراقية، بينما قررت قيادة الحشد عبر كريم النوري الناطق الرسمي بإسمها، أن التسرع وتحديد ساعة الصفر ليس أولوية، بل التحضير الواسع، وتهيئة عوامل النصر هي الراجحة على ماعداها. هناك من يرى إن دخول داعش الرمادي هو إستدراج خبيث لايران والحشد ليتم إستنزافهما وتوريطهما في حرب خاسرة لاضرورة عسكرية، أو سياسية لها في المرحلة الحالية. وبين تعدد المواقف وإضطراب الرؤى تضيع الصور التي يمكن إعتمادها للحل وإنهاء الأزمة، خاصة وإن معركة الأنبار هي حلقة من ضمن سلسلة كبيرة من المعارك والإضطرابات في المنطقة تنهار فيها القيم والسواتر، وتتعدد المواقف والأمنيات وأحلام المتبارين في الميدان.