اشتكى مواطنون في كربلاء من أداء فضائيات عربية قالوا إنها لا تتناول الأحداث في العراق بحيادية بل تسعى لخلق الأزمات بين العراقيين،ودعا المواطنون إلى وضع ضوابط حول أداء هذه الفضائيات في العراق.
قال مواطنون في كربلاء إن فضائيات عربية ما زالت تتعاط بشكل غير منصف مع الشأن العراقي، ووصف هؤلاء المواطنون موقف هذه الفضائيات بأنه يسعى دوما لإثارة النزاعات وتأجيج الخلافات بين مكونات الشعب العراقي، وقال أحدهم إن\" أكثر القنوات الفضائية موجهة ولها أجندة سياسية وتسعى لتخريب الوضع في العراق وهي غير منصفة\".
المتحدث السابق هو قاسم حسن وهو صاحب مكتبة في شارع العباس وسط كربلاء، يضيف قاسم أيضا أن وراء الفضائيات العربية التي قال إنها \"ليست حيادية\" بشأن الأوضاع في العراق تقف وراءها مواقف رسمية عربية، ويرى أنها تعكس جانبا من موقف رسمي سلبي لبعض الدول العربية إزاء العراق، وهي بحسب رأيه لم تتعاطف مع ضحايا الإرهاب في العراق كما تتعاطف مع أحداث في دول أخرى ويقول\" قبل أيام تعرض مساعد وزير الداخلية السعودي لجرح بسيط فانهالت عليه برقيات التضامن والمؤازرة في حين مئات المواطنين العراقيين يقتلون باستمرار دون أدنى تعاطف عربي وإسلامي، لذا أعتقد أن الشعب العراقي بدأ يكفر بقيم مثل العروبة\".
مسؤولون وسياسيون عراقيون اشتكوا مرارا خلال الأعوام الماضية من أداء وسائل إعلام عربية، وكانت الحكومة العراقية قد عاقبت بعض القنوات الفضائية مرة بإغلاق مكاتبها وأخرى بمقاضاتها. المواطن حسين إسماعيل يعتقد أن ما أسماه \"الموقف السلبي\" لبعض الفضائيات ووسائل الإعلام ليس بجديد إنما هو قد سبق 2003 ويقول إن\" موقف الفضائيات العربية السلبي من العراق بدأ قبل سقوط صدام ويتساءل عن الأسباب التي تقف وراء هذا الموقف الموجه تحديدا تجاه العراقيين\".
ما يسجله البعض على قنوات فضائية عربية أنها تسلط الضوء دائما على كل ما هو سلبي فقط وتتجاوز الإيجابيات، التي تحققت على صعد عديدة بعد 2003 وتشكك بقدرة العراقيين على تجاوز أزماتهم. ولكن يبقى السؤال عن مدى تأثير هذه الفضائيات التي يصفها مواطنون في كربلاء بأنها سلبية إزاء العراق، فهل هي مؤثرة ولها متلقون يؤمنون بما تطرحه؟.
المواطن حسين إسماعيل ألأسدي يقول إنه\" لا يتأثر بالأفكار السلبية التي تطرح من خلال هذه الفضائية إلا الأشخاص البسطاء جدا. ولكن العراقيين باتوا متيقظين ولن تنطلي عليهم الأفكار التخريبية التي تطرح من خلال بعض الفضائيات\".
ولكن في مواجهة الآراء الناقدة لأداء فضائيات عربية قيل أنها تسيء للعراق، يعتقد الصحفي محمد فاضل وهو يعمل في صحيفة الزمان انه \"لا توجد فضائيات تشنج الأوضاع في العراق وتغذي أزماته\" ويضيف القول \"لا توجد فضائيات عربية أو عراقية تسيء للشعب العراقي وتسهم بإثارة العنف بين العراقيين بل كل الفضائيات تميل لنشر المعلومة وإشاعة روح المرح\".
طالب مسؤولون حكوميون في وقت سابق بفرض رقابة أو بعض القيود على عمل وسائل الإعلام، التي نشطت في العراق بعد 2003 . ولكن هذه الدعوات قوبلت برفض من أوساط إعلامية وثقافية، الكاتب الصحفي محمد العيسى يرى أنه وفي كل دول العالم هناك ضوابط تؤطر عمل وسائل الإعلام ولابد أن تكون هناك معالم واضحة لعمل وسائل الإعلام في العراق غير أن المواطن أحمد النصراوي لا يرى إمكانية فرض رقابة حكومية على وسائل الإعلام ويقول\" لا يمكن فرض رقابة عراقية على عمل وأداء وسائل الإعلام العربية بل يجب أن تنبع هذه الرقابة من ضمير القائمين على هذه القنوات\".
يذكر أن وسائل الإعلام الدولية تعمل بشكل واسع في العراق منذ 2003 بعد أن كانت حركتها مقيدة قبل هذا التاريخ، وبينما يدعو مسؤولون لفرض ضوابط على وسائل الإعلام يرى آخرون أن حرية التعبير وحرية وسائل الإعلام من أهم ركائز الديمقراطية التي لابد أن يحرص عليها العراقيون وهم يسعون لتركيز نظامهم الديمقراطي.
تقرير/ مصطفی عبد الواحد
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- المالكي يدفع باتجاه انتخابات مبكرة في العراق
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق