- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
آية الله محمد باقر الصدر (رض) .... سيد شهداء العراق
حجم النص
عباس الصباغ* اعتاد العراقيون في كل عام ومنذ ان تهاوى الطاغية في قمامة التاريخ، اعتادوا ان يحتفوا ويحتفلوا بمناسبتين مزدوجتين تصادفَ حصولهما في يوم واحد في التاسع من نيسان، الاولى هي اكثر من أليمة وتؤرشف سجل المواجع والفواجع العراقية التي اهلكت النسل والحرث وصيرت حاضر الوطن كعصف مأكول تذروه الرياح في يوم عاصف وطمست الماضي الذي كان زاهرا ولمستقبل كتيه بني اسرائيل وهي ذكرى اغتيال المفكر والفيلسوف العملاق آية الله محمد باقر الصدر (رض)وهو التاريخ نفسه الذي اندحر فيه الطاغية. احتفاء العراقيين العفوي بذكرى اغتيال هذا الاقنوم العملاق والثروة الوطنية التي لاتعوض هو احتفاء تذكر وعرفان واعتزاز لشخص لم يجد الزمن بمثله وكان قتله خسارة حضارية كبيرة جدا لمستها الاجيال التي توالت في عصر الرماد والمحنة وليس كثيرا على من رسم بدمه خارطة طريق لتحرير العراق من الرق البعثي ان يبلغ هذا الاحتفاء الى درجة تسمية اكثر من مدينة باسمه ومئات الشوارع والساحات والشواخص المعمارية وما لايعد ولا يحصى من المدارس والمؤسسات والتنظيمات والتجمعات والمنظمات والمنتديات وليس كثيرا على ابي جعفر ان تسمى العراق كله باسمه جمهورية اية الله الشهيد محمد باقر الصدر (رض). ولكن لم نلمس او نجد ان قامت الحكومة العراقية ـ او الحكومات المحليةـ في الداخل او الخارج بفتح اي مركز للدراسات والبحوث التي تعنى بتراث وفكر اية الله الصدر (رض) ولم نر اية جامعة عراقية قامت بهكذا نشاط يؤرشف ويحفظ للاجيال ماتركه اية الله الصدر (رض) من علوم ومعارف ولكي لاتتحول ذكرى شهادة هذا العراقي العظيم الذي هو بمثابة سيد شهداء الوطن الى مجرد ذكرى سنوية تُحيا بالقاء القصائد والخطب الرنانة والاناشيد الحماسية وفي يوم واحد فقط هو التاسع من نيسان وما هو دور وزارة التربية بهذا الاحتفاء فهل قامت بتعريف الاجيال التي اتت بعد عام 80 بهذا الشهيد العملاق ؟ والاحتفاء ليس باطلاق اسم اية الله الصدر (رض) على الساحات العامة او الجسور او المدارس او المدن فقط بل هو احتفاء بالفكر الدافق الذي تركه لنا الصدر (رض) فهل نحن كدولة وشعب في هذا المستوى ؟؟ اعلامي وكاتب.