- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أمريكا رأس الجاهلية العالمية!
حجم النص
بقلم: أمل الياسري الجاهلية ليست كلمة مشتقة من الجهل, الذي هو ضد العلم, وإنما هي بمعنى السفه والنزق, والغضب والطيش والحمق والخديعة, وهي تقابل كلمة الإسلام, وقد ورد ذكر الكلمة في محكم التنزيل في قوله تعالى: (قال أعوذ ب.....أن أكون من الجاهلين), وكذلك في الآية (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)(صدق العلي العظيم), كما وردت الكلمة في قول الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار),(إنك أمرؤ فيك جاهلية), عندما سمع رجلا يشتم آخاه المسلم. التخلف والوثنية ميراث العصر الحجري, رغم وجود علامات التوحيد, لأن الأنبياء بعثوا منذ بدء الخليقة, وأولهم آدم (عليه السلام), وإستطاعوا بالإسلام خلع ثوب الإلحاد والحماقة والرذيلة, التي كان يعرف بها العرب أيام البداوة المتوحشة, لكننا نشاهد اليوم واقعاً, هو أغرب من الخيال, فالإتفاق العالمي حول العولمة الأمريكية, يُظهر أن الحقيقة في نظر أمريكا, هي الشيء الذي يمكنك إختراعه بذكاء, حسبما يناسب متلقيك, من أكاذيب وأباطيل, فتراهم يمعنوا النظر ليصدقوا, ويؤمنوا بالحقيقة إيماناً راسخاً. مازال هذا التراث الجاهلي حاضراً, بل وأكثر من ذي قبل, فإذا الصحف نشرت, نلحظ أن الأمة التي تقبل بإعلام مثل (ام بي سي), فإنها أمة تربي أجيالها, على النزول بدلاً من الصعود, خاصة مع وجود مسوخ الإعلام, بإستخدمهم للتسميم الثقافي والديني, وما نعيشه اليوم ينطبق عليه المثل القائل, (ما يوم حليمة بسر) والمثل من الجاهلية, وندرك أن أمريكا تمارس دور (حليمة), لتوزيع الرذائل كيفما تريد, والعرب كالبومة العمياء, بين الطبيعة الأم وحبائل الشيطان. إختيار الألفاظ الجاهلية في حياتنا, يجب أن يأخذ منحى آخر, لإطلاق التسميات على بعض من لديه تشوه أو داء, كأن تستخدم لفظة (كفيف) بدلاً من (أعمى), و(متلازمة داون) بدلاً من (منغولي), و(أصم) بدلاًمن (أطرش), فالجاهلية أن تتصرف بطيش وحماقة في لفظ المدلول دون أن تشعر, فما من مجتمع إنحدر الى الهاوية, إلا لفقدان الإيمان والتقوى, وسيادة حياة الهمجية, فلا إرتقاء بالروح, ولا إرتفاع بالعقل ولا سمو بالنفس, فإرضاء الناس غاية لا تدرك أبداً. عندما يكون الطائش في غيبوبة, لا يسعى الإنسان العاقل لنفيه على وجه السرعة, بل يُمكن أن يحاول إستفاقته, وأن يهيأ العلاج المناسب, لعودته الى الحياة, والإنخراط في أصواتها وضجيجها, ليشعر بأن الجاهلية الغربية, هي من جعلته يعيش الإنحراف, بدعوى التحضر والتقدم, وأن ركام الأمل وتفاؤل الألم, سينتفض من جديد, ويخلد الجاهلون في مقابع التاريخ, فلا تكونوا كقريش الجاهلية, تأكل ألهتها من التمر, في المناسبات السعيدة, فيحس الجميع بالشبع, ويهرع السكارى لعبادتها, والقناعة بربوبيتها. الجاهلية بين التحريم والتجريم, مفهوم يستحق التأمل كثيراً, بقدر غفلتنا وجهلنا, بأن أمريكا تلعب لعبتها المفضلة, للقضاء على معاقل العلم والحضارة, بأرض الأنبياء والأولياء والأوصياء, في ضوء معادلة تافهة, وأكذوبة زائفة مفادها, أن الإسلام بني بالدم والسيف ووأد الإناث, وهذا في مبدأ التحريم, كما أن تضييق حرية الإنسان, بنص ملزم, هو جريمة في نظرهم, وهذا يقع ضمن مبدأ التجريم, فأي جاهلية عظيمة, يعيشها العرب, وأمريكا هي من تدير شؤونهم, بأغلب مفاصل حلالها وحرامها.
أقرأ ايضاً
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- لدى بوتين زوج أحذية وللغرب رأس واحد
- أين سيضع رأسه من طبّع ؟!