- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مدينة البصرة الرياضية بين حيرة عبطان ... وتركة جعفر !!!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي من حقنا نحن معشر الشباب من الرياضيين في العراق الجديد أن نحلم كباقي خلق الله في أن تكون لدينا ملاعب رياضية وقاعات ومسابح وغير ذلك من المرافق الرياضية التي تحتاجها الرياضة لكي تعيش ,ولكي تواصل الحلم , كانت أنظارنا مشدودة صوب البصرة الفيحاء ,بعد أن وُضعَ الحجر الأساس لإنشاء اكبر مدينة رياضية متكاملة فيها ملاعب ومسابح وقاعات وفنادق ومساحات خضراء,وأصبح هذا المشروع هو الحلم الكبير لشباب عراقنا الحبيب بعد السنوات العجاف التي مرت خلال الحقبة الديكتاتورية البغيضة الماضية ,وهذا المشروع الكبير بمساحته وأهميته الستراتيجية وحجم الموارد المالية التي خصصت له ,تعطينا انطباعا إن الدولة والحكومة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة ,رمت بكل ثقلها وخبراتها وإمكانياتها بهذا المشروع العملاق ,فقد كنا نمني النفس أن يرى المشروع النور وضمن الفترة المحددة لانجازه من قبل الشركة المنفذة , وكنا نمي النفس أن ينفذ المهندس عبد الله عويز الجبوري وعده ويسلم المشروع بالموعد المحدد للانجاز ,وكنا نمني النفس أن يكون لوجود الحاج المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة ولثمان سنوات متتالية (دورتين حكوميتين) عاملا مساعدا لانجاز المشروع على اعتبار إن وزير الشباب والرياضة مهندس اختصاص فهو يعرف ما تحتاجه المشاريع الكبرى من هذا النوع, وكنا نمني النفس أن تكون الميزانيات الانفجارية والتي كانت في السنوات الثمان الماضية عامل مساعد آخر لانجاز المشروع,وكنا نمني النفس أن تكون خبرة المهندس عبد الله عويز وعلاقاته الوطيدة جداً بالشركات الأمريكية والغربية وبكل اختصاصاتها الدور الأكبر في انجاز المشروع ,كما صرح عبد الله عويز بذلك لأكثر من مرة ,وكنا نمني النفس أن نشاهد حفل افتتاح رسمي وشعبي كبير ومهيب يليق بافتتاح ملعب جذع النخلة في البصرة الفيحاء ,وان يكون نادي برشلونة الاسباني هو ضيف شرف الافتتاح خاصة بعد زيارة الحاج المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة لنادي برشلونة وتوقيعه برتوكول تعاون مع إدارة النادي في حفل كبير تم خلال إهداء قميص نادي برشلونة إلى الحاج جاسم محمد جعفر حيث ظهر السيد الوزير وهو يرتدي قميص برشلونة عليه اسمه,وكنا نمني النفس ونحن نسمع من هذا المسؤول أو ذاك في وزارة الشباب والرياضة عن جاهزية مدينة البصرة الرياضية واستعدادها لاستضافة خليجي أو المباريات الدولية ,وكنا نمني النفس أن يمضي حفل افتتاح ملعب جذع النخلة بسلام وبدون هرج ومرج وانقطاع للتيار الكهربائي ومن دون خسائر لكننا فوجئنا بسقوط احد المتفرجين من المدرج مما أدى إلى وفاته في الحال ,ذلك الاحتفال الذي أدخلنا في حيص بيص مع أشقائنا اللبنانيين الذين شاركونا في افتتاح الملعب ,إضافة إلى المشكلة الكبرى والتي حدثت بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة الذي منع الحكام الدوليين من تحكيم مباراة الافتتاح تطبيقا لتعليمات الحظر الكروي المفروض على العراق مما اضطر الوزارة أن تستعين بموظفيها لتحكيم المباراة , وكيف شاهدنا حالة الهرج والمرج والتي أحدثها الجمهور في الملعب مع العلم إن المباراة كانت منقولة تلفزيونيا ,كل ذلك كان مجرد أمنيات , كنا نحلم بتحقيقها نحن معشر الرياضيين على مدى أعوام ومرت الأعوام والسنين ونحن نترقب الحلم ,حتى كبر حلمنا وأصبح واقعا ملموساً على الأرض بعد أن شاهدنا ملعب جذع النخلة وملعب الميناء وبعض البنايات الأخرى ,ولكن وكم هي مؤلمة وقاسية هذه أل(لكن) ,فقد صحونا على صدمة كبيرة بعد أن أعلن لنا وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان قبل أيام وبمرارة كبيرة جدا عن تشاؤمه الكبير حينما قال وبالحرف الواحد (أنا لست متفائلا ,والأمور معقدة جدا) وهو يصف لنا حالة المدينة الرياضية في البصرة بعد زيارته الأخيرة لها ,تشاؤم عبطان يدخلنا في غابة موجعة من الأسئلة التي لا انقطاع لها ,ترى مَنْ كان يكذب علينا ؟؟ ومَنْ كان يوهمنا إن المدينة الرياضية أصبحت جاهزة؟؟ ومن كان يدير هذا الملف الذي جُلّ ما نخشاه أن يضيع على رفوف النسيان ؟؟ وتسجل القضية برمتها ضد مجهول!!! لذلك نحن اليوم نحتاج إلى القليل من الجرأة والشجاعة لكشف المستور في ملف المدينة الرياضية في البصرة ونحن بحاجة إلى مَنْ يتكلم عن المسكوت عنه في هذا الملف , كما نعرف إن ملف المدينة الرياضية قد تم رفعه إلى هيئة النزاهة لوجود شبهات فساد كبيرة فيه هذا ما أكده بعض أعضاء مجلس النواب ولكن دعونا نسأل وما ذا بعد؟؟؟ السيد عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة يعلن إن هناك (أكثر من 28 شركة في المشروع ,وان هناك أكثر من 4 شركات لتنفيذ سياج المدينة الرياضية) تصوروا إن 4 شركات لتنفيذ سياج مدينة البصرة الرياضية ,يبدو إن هذه الشركات هي من نوع الشركات الفضائية , ولا نعرف كيف يتسنى لقيادي وهو مهندس وصاحب خبرة ويعمل بصفة وزير ولثمان سنوات متتالية أن يقبل بهذه الفوضى ؟؟؟ أين هي الرقابة؟؟؟ وأين دور دائرة المفتش العام بوزارة الشباب والرياضة الجهة المستفيدة من المشروع؟؟؟ وأين هي النزاهة التي صدعت رؤوسنا بشعارات الإخلاص والنزاهة والوطنية وغير ذلك؟؟؟ أكثر من نصف مليار دولار هي ميزانية المشروع , واليوم السيد عبطان يتحدث عن مليار دولار (والحبل على الجرار) ولم يكتمل المشروع!!! ولا نعرف أين ذهبت هذه الملايين من قوت العراقيين الفقراء ؟؟؟ وأين ذهبت أحلامنا نحن شباب العراق؟؟؟ أما آن الأوان أن نفتح هذا الملف من جديد؟؟؟ لكي نعرف وبكل شفافية كما يقول السياسيون , مَنْ هو المُقَصر ؟؟؟وأين تكمن المشكلة؟؟؟هل هي في الشركة المنفذة والتي تبرعمت وانشطرت وانقسمت بقدرة قادر إلى (28) شركة منفذة ؟؟؟أم إن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة المحلية في البصرة والتي انشغلت بالصراعات السياسية واكتفت بتحميل وزارة الشباب والرياضة المسؤولية الكاملة ؟؟؟ أم أن تخلي بقية الوزارات الساندة للمشروع عن إكمال الأعمال المناطة بها وعدم التعاون مع وزارة الشباب والرياضة هو السبب في كل ذلك ؟؟؟ أم إن لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب العراقي ولثمان سنوات والتي كانت تغط بنوم عميق , مستمتعة بالسفرات الترويحية مع الوفود الرياضية إضافة إلى انشغالها بأمور جانبية مثل موضوعة الانتخابات الرياضية للأندية والاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية إضافة إلى استمتاعها بالحضور في المهرجانات والبطولات ؟؟؟ أم إن المسؤولية الكبرى تتحملها وزارة الشباب والرياضة بكل مفاصلها لاعتبارها هي الجهة القطاعية الحكومية المستفيدة من المشروع ؟؟؟ فوزارة الشباب والرياضة والتي كان على رأس الهرم فيها وزير مهندس ولثمان سنوات متتالية جعلها تحت أنظار المسائلة من اجل تبيان الحقيقة ,فقد آن الأوان أن نعرف من السيد الحاج جاسم محمد جعفر حقيقة الأمر!!! وأين يكمن الخلل؟؟؟ فليس من المعقول أن نتقبل الأمر بهذه السهولة بعد أن اخبرنا السيد عبطان قائلاً (استضافة خليجي 23 أو24 أو إقامة أي بطولة أخرى باتت غير ضرورية لأنها تحتاج إلى استحضارات مناسبة لإقامتها)!!!! كم هي كبيرة خيبتنا حينما نسمع السيد وزير الشباب والرياضة يتحدث بهذا الوضوح وبهذه الحقيقة الصادمة ؟؟؟؟ ترى لماذا كان السيد الحاج جاسم محمد جعفر يصدع رؤوسنا باستمرار وهو يحاول أن يوهمنا إن المدينة الرياضية في البصرة جاهزة لاستقبال خليجي ,لكن الأشقاء الخليجيين لا يريدون إقامة البطولة في العراق لغاية في نفس يعقوب ؟؟؟ وكم كان المسؤولون في وزارة الشباب والرياضة قادرون على قلب الحقائق من اجل أيهام الرأي العام بان مدينة البصرة الرياضية جاهزة ؟؟؟ مَنْ جعلهم يقيمون احتفالاً بائساً فاشلاً لافتتاح ملعب جذع النخلة ؟؟؟ فوزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر كان للأسف يتعامل مع الموضوع تعامل سياسي بحت (وفي السياسة كل شيء ممكن وجائز ومباح) فالرجل على ما يبدو كان يبحث عن مكاسب سياسية بحتة!!! وهذه مشكلة قياداتنا اليوم في عراقنا الجديد ,فهم ينسون مواقعهم التنفيذية ومسؤولياتهم ومهنيتهم ويفكرون بعقل سياسي بحت!!! مما يقودنا باستمرار إلى الفشل الذريع ,فنحن اليوم نحتاج إلى مهنية وحرفية وصدق ونزاهة وإخلاص وحب وطن وعمل من اجل وطن ومتى ما كان لدينا هكذا قيادات تعمل وفق هذه المواصفات نستطيع أن نقول إن أحلامنا أصبحت قابلة للتحقيق!!! اليوم أصبحت المسؤولية مضاعفة أمام لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب الموقر بعد أن وضع السيد عبطان النقاط على الحروف , ترى ما لذي سيقوله السيد النائب الحاج جاسم محمد جعفر رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب ؟؟؟ ترى هل سيتم فتح ملف مدينة البصرة الرياضية أم إن لجنة الشباب والرياضة ستحاول غض الطرف على اعتبار إن اللجنة باتت هي الخصم وهي الحكم ؟؟؟........ وكان الله والعراق من وراء القصد مسلم ألركابي [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر