حجم النص
أنطلق في محافظة كربلاء المقدسة فعاليات مهرجان ربيع الرسالة الثقافي التاسع الذي تقيمه الامانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وسط حضور رسمي وجماهيري وقال مسؤول اعلام العتبة الحسينية علي كاظم سلطان لوكالة نون الخبرية إن "مهرجان ربيع الرسالة الثقافي الدولي التاسع الذي تقيمه العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين بمناسبة ولادة خاتم الأنبياء الرسول الاكرم (ص) قد أنطلق بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي والامينين العامين للعتبتين الحسينية والعباسية ومحافظ كربلاء المقدسة عقيل الطريحي ورئيس المجلس نصيف الخطابي وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية". والقى امين عام العتبة الحسينية المقدسة (الشيخ عبد المهدي الكربلائي) الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة في كلمته التي تابعتها وكالة نون الخبرية: الحمد لله الذي اختار له من البشر صفوةً سبقت لهم كلمته وتمّت في اصطفائهم حكمته وانبسطت على الخلق بهم رحمته والحمد لله الذي مَنَّ علينا بمحمد نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) دون الأمم الماضية والقرون السالفة وأتمّ نعمته بانتجاب واصطفاء آل بيته هادين للأمة من الضلالة والفرقة والصلاة والسلام على مَن ختم باسمه ديوان النبيين سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى عترته المنتجبين الطيبين الطاهرين، "مبيناً" أن هذه الأيام تبتهج وتفتخر فيها أمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بميلاد نور الكون والثقلين خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى وميلاد حفيده الصادق المصدق في القول والعمل جعفر الصادق (عليه السلام) نهنئ أنفسنا والأمة الإسلامية ومراجع الدين العظام وجميع المؤمنين بهذه المناسبة الميمونة حيث مَنَّ الله تعالى علينا دون الأمم الماضية بالنبي وآله الأطهار وتتقدم الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بأسمى آيات الامتنان والعرفان والمحبة لجميع الضيوف الذين حضروا مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي التاسع ونخص بالشكر رئاسة وأساتذة جامعة واسط الذين كان لهم الدور الفاعل في المؤتمر الأكاديمي لهذا المهرجان للعام الحالي. أيها الأخوة والأخوات في الوقت الذي تعيش الأمة الإسلامية ابتهاجها بهذه الولادة ما يزال يعكر صفو عزتها وفخرها بذلك استمرار التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية والتي اشتدت في السنين الأخيرة على أثر نمو وتصاعد المنهج التكفيري الدموي والذي أقحم بعض بلدان الأمة الإسلامية في صراع دموي اضطرت إليه اضطراراً بعد أن صار هذا الخط التكفيري الإقصائي أداة طيعة تحركها قوىً خارجية معادية للإسلام والأمة الإسلامية وبعد أن وجد الدعم المالي والإعلامي والسياسي من جهات ومؤسسات تحسب على الإسلام ولم يعد يهمها أمر مصالح الإسلام وأمته بقدر ما يهمها أن تحقق أجندتها الفكرية المنحرفة عن الخط الإسلامي المحمدي الأصيل وفي نفس الوقت تصفية حساباتها السياسية والفكرية على حساب دماء المسلمين وعزتهم ومستقبلهم أيها الإخوة والأخوات إن قوى الكفر العالمية ومن صار أداة بيدها بعد أن يئست من إضعاف الأمة الإسلامية بأساليبها الماكرة والخبيثة السابقة تمكنت من خلال هؤلاء الجهال والمتوحشين الذين يحسبون أنفسهم على الإسلام وهو منهم براء أن تستغل جذوراً فكرية منحرفة عن النهج المحمدي الأصيل والتي امتلأت بها بطون بعض المؤلفات المحسوبة على نهج الإسلام وما تبع ذلك من نهج فتوائي تصدى له الجهال من أصحاب هذا الفكر وما صحبه من منحى إقصائي للآخر يعتمد جذوراً تاريخية من منهج العنف والتصفية للآخر ثم ساعد على ذلك صراع سياسي تشهده المنطقة ليتولد في ظل هذه الأجواء تناحر داخل الأمة اضطر معه أهل الحق للتصدي له بكل الوسائل حتى وصل إلى القتال وبذل الدماء دفاعاً عن بيضة الإسلام وروحة وجوهره. أيها الإخوة والأخوات إن ما فرضه هذا التيار التكفيري المنحرف لا يكفي لصدّه بذل الدماء والتضحية بالروح بل يتطلب إصلاحاً على مستوى أنظمة الدولة ومؤسساتها وقادتها ومسؤولييها وعلى مستوى إصلاح الفكر والثقافة والقيم والعادات ومحاربة الجهل في المجتمع بكل أشكاله وانتشاله من الآفات المساعدة لانتشار مثل هذه المناهج المنحرفة كالبطالة والأمية والتخلف الاقتصادي والاجتماعي والأسري إن المسؤولية تقع على عاتق الجميع ولكن تتأكد على صنفين من الناس أهل العلم وقادة الدولة فقد ورد في الحديث صنفان من الناس إذا صلحا صلح العالم وإذا فسدا فسد العالم (العلماء والأمراء) ولا شك إن صلاح القادة إنما بصلاح فكرهم ومنهجهم وذلك باتباع من جعلهم الله تعالى حجة على عباده ومن ينوب عن الحجج والعلماء في وقتنا الحاضر حيث نعيش تحدي الجهل في كل أبوابه بأبواب علوم فقهه وعقائده وأبواب علوم عصره فالعلماء عندنا علماء الدين وعلماء الجامعات والمؤسسات العلمية ومن هنا أصبح لزاماً علينا جميعاً ومن ذلك علماء وأساتذة الجامعات أن يتصدوا للنهوض العلمي التخصصي ممتزجاً بالنهوض التربوي والأخلاقي ولعل من إشكاليات فهمنا لأزمة مجتمعنا هو أن ينفك لدى البعض وينفصل العلم التخصصي عن النهج الديني والتربوي وهما ملتصقان ومندكان كالتصاق واندكاك الروح بالبدن كما إن قوة الأمة بصلاح فكرها واعتدال منهجها وسلامة ثقافتها وهذا ركن لا يكتمل ولا يقوى إلا بقوة دولتها وصلاح قادتها ومن هنا فإن وعينا لمناشئ المخاطر والتحديات وسلامة القناة الموصلة للوقاية والعلاج كفيلان بأن نخرج من هذه التحديات بما يضمن تحقيق الانتصار والسلامة في الدين والدنيا وما اختيارنا لأن يكون ضمن احتفالية مهرجان ربيع الرسالة الثقافي إشراكاً للجامعات وأساتذتها كمحور أساسي ثقافي وفكري من خلال بحوث علماء هذه الجامعات ممتزجاً هذا الاحتفال بطابعة الديني الروحي كأساس للمناسبة إلا لتعزيز وترسيخ هذا الاندماج وتوعية لأهميته في المجتمع ودوره الحيوي في الوصول إلى حل لهذه التحديات والمصاعب. وفي الختام توجه الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية شكرها وتقديرها وتثمينها لجميع الذين حضروا هذا الاحتفال وكل من ساهم ويساهم في إنجاحه والوصول به إلى أهدافه وتحقيق أغراضه العلمية والثقافية والتربوية. فيما القى السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي كلمة بالمناسبة تابعتها وكالة نون قال فيها: أحييكم تحية الفرد والود والإيمان تحية الصفاء والنقاء أحييكم في ذكرى ولادة الحبيب سيدنا وشفيعنا الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أحييكم تحية الخير والدعاء لكم جميعاً دعاء الرجاء ما ينفعنا في دنيانا وفي أخرتنا ونحن في أجواء الخشوع والخضوع لله تبارك وتعالى نلتمس في أجواء العشق الإلهي الذي يدعونا إلى التمسك بوصايا الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) لما يسعدنا ويسعد الإنسانية في منهجه منهمج القرآن الكريم منهج الاستقامة والغفران ومنهج أهل بيت النبوة (عليهم السلام) ومن خلال هذه المعاني السامية التي جمعت صفوف المسلمين حول أهداف نبينا العظيم ورسالته التي تفيض رحمة للعالمين نحن يا سيدي يا رسول الله نشكو إليك أصحاب العقول المنحرفة التي لا يرتاح لها بال إلا بالقتل والتعذيب وسفك الدماء وقطع الرقاب وتدمير كل ما ينفع الناس. إنهم يا سيدي يا رسول الله يتحدثون باسم الدين ويذبحون الأطفال والنساء والشيوخ حقداً لكل من لا يؤمن بمنهجهم اللا إسلامي إنهم يا سدي يا رسول الله ينفذون مخططات صهيونية بالمال والسلاح والمواد المتفجرة القاتلة وقانا الله شرهم وانتفض أهل العراق خصوصاً بعد نداء آية الله العظمى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (أعزه الله) في دعوة العراقيين للوقوف بوجه (داعش) الذي احتل جزء من العراق ويهدف (داعش) إلى احتلال مدن العتبات المقدسة وكان الحشد الشعبي المناضل الصامد والزاحف لتحرير مدن العراق بالتعاون الوثيق مع القطعات العسكرية والأمنية وجاءت الانتصارات تلو الانتصارات بإيمان كبير ووحدة لا مثيل لها وانضم أبناء العشائر للمدن والمناطق المحتلة مع المجاهدين والقوات العسكرية ، وحصل العكس وظهر إن العراق بشعبه يملك الأصالة والوضوح الفكري ويواجه أساليب الشر والعدوان وتحركت مكامن الفطرة الإيمانية في هذا الشعب المجاهد التي تمد بالفرد والمجتمع إلى أعلى مراتب السلوك الأخلاقي الأصيل الذي لا يتبدل ولا يتزعزع ومن أصل الحفاظ على المستوى العام للأمة نطالب العلماء والباحثين والمخلصين أن يقدموا الثقافة الإسلامية الجامعة على أن تكون واضحة في أفكارها سهلة في عباراتها خالية من التعقيد والغموض لتكون في تناول الأكثرية بين أفراد الأمة الكريم وبذلك نستطيع أن نعيد الأمل للأمة التي تنتظر منكم جميعاً نداء التآخي ونداء الحب والسلام. ديوان الوقف الشيعي يسعى باستمرار إلى ترسيخ روح التواصل بعد أن عبر الشعب العراقي عن هويته الإسلامية الحقة وخصوصاً تلك التي تقاوم كل ألوان الظلم والطغيان كما انتهز الفرصة لأعبر عن اعتزازي بجهود الأمانتين العامتين الحسينية والعباسية في شتى مجالات الخدمة ومجالات نشر المعرفة ومجالات بث الثقافة التي تستمد من القرآن الكريم الأهداف العليا الصادقة والمستمرة إن لسماحة العلامة الحجة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ولسماحة العلامة الحجة السيد أحمد الصافي والعاملين معهم كل إكبار وإجلال ومودة وتقدير داعياً الباري عزوجل أن ينفع بكما وصالح سعيكما وأنتم تقدمون للأمة بطبق من ذهب توجيهات ووصايا السيد المرجع الأعلى للطائفة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (اعزه الله) هذا وشهد حفل الافتتاح مؤتمراً بحثيّاً أكاديميّاً ومعرضاً للصور الفوتوغرافية وأمسيةً قرآنية وشعرية وامسية قرانية احياها نخبة من القراء الدوليين، وحفلاً للختام الفقرات واعلان منهاج يوم الخميس 16/ ربيع الاول 1436 هـ الموافق 8 /1/ 2015م لبدْ فعاليات مؤتمر الاكاديميين في الساعة التاسعة صباحا على قاعة خاتم الانبياء داخل الصحن الحسيني الشريف واخرى على قاعة الامام الحسن عليه السلام في العتبة العباسية المقدسة في تمام الساعة الثالثة مساء اضافة الى امسية الشعر العربي في الساعة السابعة والنصف مساء على قاعة خاتم الانبياء. يُذكر أن مهرجان ربيع الرسالة الدولي التاسع يُعدّ من المهرجانات الكبيرة التي تحتضنها وترعاها الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، كجزءٍ من نشاطاتهما في تثقيف المجتمع وزيادة وعيه الديني والفكريّ، وإن فعالياته تكون حافلةً بالفكر والمعرفة والتنوّع من خلال البحوث الأكاديمية الرصينة والدراسات الحوزوية ومعرض الفنون التشكيلية، هذا وقد شهد مهرجان العام الماضي حضوراً أكاديمياً لشخصيات علمية وأكاديمية وإسلامية من كافة ألوان الطيف العراقي إضافةً إلى جلسات مفتوحة ونقاشات مع الحاضرين.
أقرأ ايضاً
- السفير جعفر الصدر يحتفي بوقف إطلاق النار في لبنان: تحقق النصر كما وعد نصر الله
- مجلس محافظة كربلاء:نخمن عدد نفوس المحافظة مليونين و(154) الف نسمة
- السفيرة الامريكية: للحكومة العراقية الدور بالضغط الدبلوماسي والذي تمخض عنه وقف اطلاق النار بلبنان