حجم النص
غسان الكاتب اسئلة كثيرة تتعلق بمعركة الاعلام الوطني في مواجهة الاعلام المعادي والمأجور، تحتاج الى اجابات دقيقة، منها: هل من المصداقية والمهنية اعتماد كل المصادر الموثوقة وغير الموثوقة في نقل الخبر الى المستمع والقاريء والمشاهد؟ وهل يجوز تحريف الخبر او تضخيمه في سبيل رفع المعنويات مثلا؛ او اية مبررات ؟ وهل نقل اخبار المعركة مسؤولية الجميع ام جهات مهنية وطنية معروفة ومحددة ؟ وهل قتل عشرات الآف الدواعش في فترة قياسية هو طريقة ترفع المعنويات بينما كل الدلائل والمؤشرات والتقارير الاستخبارية والدراسات تقول صراحة ان اعدادهم بين ال 17 - 30 الف ارهابي فقط فمن اين تأتي هذه الاعداد ؟!!!، وهل نصدق اخبار هروب الدواعش خائفين مذعورين من الموصل الى سوريا وبملابس النساء احيانا بينما هم يهاجمون ابناءنا على اكثر من محور في سامراء والانبار ويستعيدون اجزاء من بيجي ؟ وهل نقل قصص مجهولة المصدر عن سرقات وفساد بين قيادات داعش او اعدامه لقيادات ومقاتلين اجانب يريدون الهروب والعودة الى بلدانهم هو قضية تخدم المعركة!!!... لنتوقف قليلا مع معركة الاعلام وما اعتمده داعش من وسائل فبركة وصلت الى درجة نسج من خلالها خيال معركة غير حقيقية حول بغداد اثار من خلالها الرعب بين سكانها ولمرتين. لكن هل نرد على هذا الاعلام المفبرك والمدعوم بتعاون من الاعلام المأجور من خلف الحدود والاعلام غير الوطني وغير المهني، ونجاريه في الفبركة والكذب والاخبار غير الدقيقة ؟؟ وهل من المعقول ان لا نستفيد من تجارب الاخرين الذين سبقونا او نقع في محظور الاعلام المصري مثلا ايام نكسة حزيران وحرب الايام الستة، حينما اسقطت اذاعة القاهرة كذبا كل طائرات اسرائيل والعالم في سبيل رفع معنويات المقاتلين على الجبهة بينما كانت الحقيقة عكس ذلك تماما: طيران مصري مدمر واسرائيلي يصول ويجول كما يريد حتى فوق القاهرة ذاتها، او نقلد اكاذيب اعلام نظام البعث في ايامه الاخيرة حينما كان الصحاف يتحدث عن الانتصارات والقوات الامريكية تبعد عنه خطوات.. وان كانت قضيتنا غير تلك الاحداث تماما واعلامنا ما زال بعيد عن المحظور، فان موقفنا في نقل حقيقة ما يجري على ارض المعركة يجب ان يتغير ولا يستند الا الى الحقيقة والحقيقة فقط، وان لا نوكل اعلامنا الى غير المهنيين او الى من يزيفون الوقائع، لان الاول جاهل يقودنا الى التهلكة ويخدم العدو اكثر مما يخدمنا والثاني يبدد انجازات قواتنا المسلحة ويحولها من نصر حقيقي الى كذبة عابرة وارقام سئم منها المواطن وبدأت تؤثر سلبا على معنوياته وحماسه في مقارعة الارهاب. انها دعوة الى وسائل الاعلام الوطني لاعادة النظر في: اولا: مصادر الاخبار وقياس مدى دقتها ومصداقيتها. ثانيا: الترفع عن مجاراة القنوات المأجورة وتجار الاعلام وقنوات الفتنة. ثالثا: معالجة الخطاب الموجه للمواطن والذي لم يتغير مع كل المتغيرات التي حدثت على الارض بعد العاشر من حزيران. ان ما تقدم؛ هو الطريق لبناء الثقة مع جمهور الرأي العام و لرفع المعنويات والانتصار في معركة الاعلام الوطني.
أقرأ ايضاً
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- دور الاعلام القضائي في تحقيق الأمن القانوني
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية