حذر القيادي البارز بحزب العمال الكردستاني جميل بيك من عواقب انقسام العراق التي وصفها بالخطيرة، مؤكدا أنه إذا لم يحدث تعاون بين المجتمعات الشيعية والسنية والكردية في العراق معاً لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي، فإن ذلك سوف يصب في مصلحة هذا التنظيم الفاشي. وأكد جميل بيك الذي شارك في تأسيس حزب العمال الكردستاني ويعد القائد الميداني له في حوار خاص مع صحيفة الجارديان البريطانية نُشرته اليوم الأربعاء، ضرورة أن تظل العراق دولة موحدة لهزيمة داعش، معرباً عن أمله في أن يؤدي التعاون مع قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش إلى إدراج الأخير على قائمة المنظمات الإرهابية. وأضاف بيك خلال المقابلة في منطقة جبل قنديل والتي تعد معقلا لحزب العمال الكردستاني أنه إذا تم تجزئة العراق، سوف تشتد حدة القتال وتزيد حدة التهديدات التي يشكلها داعش على المجتمعات الصغيرة، ولكن إذا ظلوا متحدين ضد داعش، يمكنهم حل خلافاتهم في مرحلة لاحقة من خلال إجراء حوار. وأوضح بيك أن حزب العمال الكردستاني يأمل أن يؤدي تعاونه مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة داعش إلى اعتبار التنظيم منظمة إرهابية من جانب الدول الغربية. وكشف بيك أن تعاملات التحالف الدولي مع حزب العمال الكردستاني تتم عبر وسطاء وتظل سرية مضيفا أنه ينبغي تحسين العلاقات الدبلوماسية والعسكرية بين التحالف والأكراد في سوريا والعراق لتحقيق نتائج أفضل ضد داعش. واعتبر بيك أن وصف حزب العمال الكردستاني بأنه إرهابي أمر ينطوي على ظلم فادح موضحاً أن نضال الحزب ضد وحشية داعش أثبت أنه لا يستحق هذا اللقب، قائلا إنهم يعتبروننا منظمة إرهابية، ولكن إجراءاتنا ضد داعش أثبتت العكس. وكشف بيك أن مقاتليه أسروا مقاتلين أجانب تابعين لتنظيم داعش في ساحة المعركة وقاموا بتسليم بعضهم إلى بلادهم مشيرا إلى أن أحد الأسرى كان مواطنا ألمانيا تم اعتقاله في إقليم كردستان العراق. وحول العلاقات المعادية مع الحكومة التركية بسبب الاتهام الذي وجهه بيك للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم داعش في سوريا لتدمير إدارة الأكراد الوليدة، قال بيك إن تركيا تريد تدمير المناطق الكردية أو إبقاءها في قتال دائم لإضعافها لأنه إذا امتلك الأكراد إدارة قادرة على الاستمرار في العراق وسوريا، حينها سيسعى الأكراد في تركيا أيضا ليكون لها إدارة خاصة بهم. وأوضح بيك أنه مثلما يحلم زعيم داعش أبو بكر البغدادي بأن يصبح خليفة لجميع المسلمين، يكتم أردوغان تخيلاته في أن يكون رئيسا للإمبراطورية العثمانية التي تحكم السنة في الشرق الأوسط. واختتم بيك تصريحاته بالقول ما يمكن حله من خلال الحوار تم حله بالفعل، وآن الآوان للمفاوضات، لذلك يجب تغيير ظروف سجن عبد الله أوجلان، وإلى أن يتم هذا التغيير، لا يمكن إجراء أي تفاوض.