حجم النص
بقلم:غسان الكاتب قبل اقل من عشرة سنوات عملت في جريدة الفرات، وكلفني رئيس التحرير شاكر الجبوري في حينها برفع عبارة دولة وفخامة وسيادة من اسماء كبار المسؤولين والسياسيين آنذاك من الذين يرد ذكرهم في الصحيفة، ورغم غرابة الموضوع والتكليف الا اني استمريت لفترة بالقيام بالعمل على اكمل وجه.. حتى علمت ان ازالة هذه المسميات هو جزء رئيسي من عملية التغيير التي حدثت في العراق بعد 2003 وان المهمة هو ازالة كل مسميات التمجيد الرسمية والشخصية عن المسؤولين لانهم بالاصل جاؤوا لخدمة الناس وبعد ذلك باصوات الناس. ذلك العمل والتفكير لم يغير من الامر والواقع شيئا، فسرعان ما كثرت المسميات والفخامات والسيادات وكبار الشخصيات.. واصبحت جزءا من الحياة السياسية بل والعملية السياسية، الى ان جاء الدكتور حيدر العبادي ليعلن قبل شهر من الآن رفع هذه المسميات عن منصب رئيس مجلس الوزراء الذي يشغله، وتلاه قبل ايام رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم بالدعوة الى ذات الاتجاه ورفع الالقاب والمسميات عن اسمه ومنصبه. ومع كل التقدير والاحترام والاجلال للخطوات الجبارة من قبل رئيسي مجلس مجلس الوزراء والجمهورية، الا ان الشعب لا يحتاج الى هذه الخطوات الشكلية بقدر حاجته الى الاجراءات العملية. ان رفعكم الكلفة في المخاطبات الرسمية يستلزم رفعها مع الشعب.. افتحوا ابوابكم اليهم وابعدوا حجج الارهاب والامن التي تحيطكم ببطانة تمنع اي شكوى او صوت مظلوم من الوصول اليكم، وان كنتم صادقين في دعواكم برفع الالقاب وانا لا اشك مطلقا في صدقيتكم واخلاصكم للبلاد وجمهور الناس، افتحوا مكاتب لتلقي الشكاوى وسماع صوت الجمهور وهمومه في الاحياء الفقيرة والمعدمة.. فقد وصلت الهموم الى درجة لا تكتمها النفوس.