- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يرطنونَ بحب الحسين عليه السلام
حجم النص
Today at 2:19 PM بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ وليس تشبيها او تشبها بالمحفل الدولي العالمي المتحقق في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك او في المقر الصيفي لهذه المنظمة في فيينا حيث يرطن أعضاء الأسرة الدولية بألسنتهم المختلفة وبألوان لغاتهم المتعددة التي تنتشر في بقاع العالم... يرطنون بقضاياهم التي تخصهم او تخص دولهم فهم ألوان وقلوب شتى لايجمعهم شيء سوى مصالحهم ومكاسبهم (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22) فهذا الاختلاف هو آية إلهية لمن يبحث على آية تدل على الخالق لمن يبحث عن آيات في العالمين (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)!! ورطاناتهم بمختلف اللغات واللهجات معجزة ربانية تدل على ان الله سبحانه كما هو قادر في الإعجاز والتحدي على تنويع صور وأشكال البشر واختلاف الألوان والهيئات فهو قادر ومقتدر على تنويع ألسنتهم بآلاف اللغات واللهجات فهم يرطنون بها في كل محفل سواء أكان سياسيا مثل المحافل الأممية كالأمم المتحدة ام دينيا مثل يوم عرفة حيث يلتقي الناس من كل حدب وصوب لأداء فريضة الحج ام غيرها كالمسابقات الرياضية والمنتديات الاقتصادية الدولية ام عقائديا على صعيد كربلاء كون الإمامة هي صلب العقيدة فضلا عن كونها أصلا من أصول الدين فالحسين بشخصه المقدس هو الإسلام نفسه. فان المعجزة الإلهية الكامنة في منطوق الآية آنفة الذكر ذاتها تتحقق مصاديقها (اختلاف الأشكال والألوان والألسنة) في رحاب الإمام الحسين وعلى صعيد كربلاء الطاهر في المحفل الحسيني الدولي الكوني فان كربلاء وهي مهوى أفئدة قلوب الناس وهي تهوي على قبر الحسين وتلثم أعتابه وتتنفس عبيره وتتبرك بأنفاسه متوشجة وجودها ومصيرها بلحاظ وجوده الأقدس فالمعصوم عليه السلام ـ أي معصوم كان ـ حاضر بشخصه الشريف وذاته المقدسة وروحه الراضية المرضية حتى وان كان متنعما في عالم البرزخ ومقيما في مقعد صدق عند مليك مقتدر برفقة جده رسول الله الذي هو محمد الاول(صلى الله عليه وآله)(اولنا محمد وأوسطنا محمد وهو الإمام محمد الباقر وآخرنا محمد وهو الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف) فحياتهم حياة محمد ومماتهم مماته (صلى الله عليه وآله) ووجودهم وجوده. الزائرون الذين يرطنون بحب الحسين ترى أشكالهم مختلفة وألوانهم شتى ولغاتهم ولهجاتهم متباينة ولكن قلوبهم واحدة متفقة على حب الحسين الذي يجمعهم كنسق واحد شعارهم كلهم ياحسين وهدفهم شفاعة الحسين يوم يقف الحسين تحت ساق العرش ويشفع لمذنبي شيعته ويدخلهم الجنة بوجاهته عند الله وهل هناك من أوجه من الحسين وارفع شانا عند الله؟؟ من يمشي في شوارع وأزقة كربلاء لاسيما القريبة منها من المراقد المشرفة والمزارات الشريفة يرى جميع ألوان البشر ويسمع مالم تسمعه أذناه من قبل من لغات ولهجات يرطن بها أناس قدموا من مشارق الأرض ومغاربها رنت أبصارهم صوب الحسين وولوا وجوههم شطره وبذلوا الأموال وتكبدوا مشقات السفر ووعثاء الطريق ومخاطره شوقا الى الحسين فالحسين عند المؤمنين العارفين بقدره ليس شاخصا معماريا ومعلما يتغير بتغير الأيدي القائمة على ادارة مرقده المقدس بل هو مثابة للناس كما جعل الكعبة مثابة للناس وأمانا لهم (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) ومستقرا للرحمة والهداية والاتصال بالله والاعتراف باجر الرسالة (قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى) فزيارة الحسين هي المودة المكافئة لأجر الرسالة فهؤلاء يرطنون بحسب أبجدياتهم المتباينة بهذه المودة ويعبرون عنها بمختلف ألسنتهم عنها اعترافا بها...وعرفانا للأجر المناط بأعناقهم ورد الجميل للنبي صلى الله عليه وآله بزيارتهم للحسين الذي يرطنون بحبه الى ان يأذن الله بظهور الآخذ بثأر الحسين يوم ينادي يالثارات الحسين.
أقرأ ايضاً
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة
- البكاء على الحسين / الجزء الأخير