- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الطائفية ؟! حرب شقاوة ؟! في كتاب علي الوردي ؟!
حجم النص
بقلم:المهندس سرمد عقراوي بداية النص من كتاب الدكتور علي الوردي ظاهرة الشقاوة ان من اهم الظواهر الاجتماعيه التي تدل على مبلغ سيطرة المد البدوي على العراق في العهد العثماني هي ظاهرة ((الشقاوة)) ولا بد لنا في هذه المناسبه من دراسة هذه الظاهرة على شيئ من التفصيل اذ هي تعطينا صورة واضحه لما كان عليه المجتمع العراقي آنذاك من تركيب وقيم. إن ((الشقي)) من الناحية القانونية يعتبر مجرما , غير انه من الناحيه الاجتماعية يعد من الابطال الذين تفتخر بهم المحله ويشار اليهم بالبنان. إنه في الغالب كان يمتهن اللصوصيه والسطو على البيوت وفرض ((الخاوه)) - اي الاتاوة - على الاغنياء, ولكنه في الوقت نفسه لا يخالف القيم المحليه السائدة فهو في محلته شهم مغوار يحمي جاره ويحافظ على الحق ((الزاد و الملح)) ويراعي تقاليد العصبية والدخالة والنجدة وما أشبه. أما سلوكه الاجرامي فهو موجه ضد الحكومة من ناحية, وضد الافراد الذين لا ينتمون الى عصبيته من الناحية الأخرى. كثيرا ما كانت تجري المعارك بين الشقي و ((الجندرمة)) ليلا , وترتفع منزلة الشقي في نظر الناس بمقدار ما تكثر معاركه الجريئة ويزداد عدد ضحاياه. واذا القي القبض عليه ودخل السجن كان ذلك بمثابة وسام له استنادا على المبدأ القائل ((السجن للرجال)). أما اذا قتل خرج أهل محلته لتشييع جنازته وهم يتأسفون على موت مثل هذا الرجل ((العظيم)). نهاية النص من كتاب الدكتور علي الوردي يتطرق الدكتور علي الوردي في كتابه لمحات اجتماعيه من تأريخ العراق الحديث ومنذ العهد العثماني وحتى القرن التاسع عشر الى موضوع الشقاوة في المجتمع العراقي في ظل الحكم العثماني(ج1 ص23). وانني وان كنت قد قرأت الكتاب عدة مرات الا انني اجد نفسي منشدا الى مراجعته كلما عصفت مرحلة جديده على العراق يقودها جهلة العراق لارى ما كتبه الدكتور في هذا المجال. وكنت قد التقيت بالدكتور علي الوردي اثناء دراستي في بريطانيا وترددي على متحف الوثائق البريطاني؟! شافني ذو ملامح عراقيه فابتدأني هو بالسلام عليكم؟! ابني انت عراقي؟! فاجبت وعليكم السلام , نعم عمو اني عراقي , وانت هم (كذلك) ؟! فقال لي اي (نعم) اني هم عراقي وابحث في الوثائق البريطانيه, وقتها كان عمري 19 سنه؟! ولم اساله عن اسمه ولم يسالني عن اسمي لاننا كنا في الخارج ايام حكم ابن العوجه نتجنب الاسماء, الا انني وعند عودتي الى مدينتي في غرب بريطانيا ؟! التقيت بابنه وهو طبيب كان مقيما في بريطانيا وعندما حدثته عن زيارتي للمتحف البريطاني للوثائق فورا سالني هل رايت والدي؟! فقلت له ومن والدك ؟! قال لي رجال جبير(متقدم) بالعمر يلبس سداره ؟! فقلت له اي والله اتعرفت على هكذا رجل فقال لي هذا والدي دكتور علي الوردي. المهم. يذكر دكتور علي الوردي الله يرحمه بان الدولة العثمانيه ومنذ القرن السادس عشر الميلادي كانت تلفظ انفاسها الاخيره الا ان الدول الاستعماريه كانت تعطيها دفعات انعاش لتبقيها على قيد الحياة الى ان يأتي وقت التقسيم وتقاسم الحصص بين الدول الاستعماريه ومنه فان الوالي العثماني على بغداد مثلا لم يكن يهتم الا بجبايه الضرائب وجمع اكبر قدر ممكن من الاموال للدولة ليرسل قسم منها للسلطان العثماني وهذا هو ضمان لبقاءه في منصبه كـ والي , وايضا يستمتع ببقيه الاموال في البذخ على نفسه والعيش عيشه مرفهه ؟! ولم يكن يهتم بتقديم الخدمات لسكان الولايه ولا بناء اية مرافق حكوميه ما عدا المساجد والتي كان يعتقد بانها ستشفع له يوم القيامه ؟! هل يذكركم هذا بحالنا اليوم من الحكومات العراقيه ومنذ سنه 2003م الحكومه والبرلمان يسرقون اكبر كميه من الاموال ليعيشوا حياة الترف بل انهم حتى لم يبنوا المساجد كما فعل العثمانييون ؟! وكما قلت لكم فانا اعيد قراءت كتب الدكتور علي الوردي وغيرها لان التأريخ يعيد نفسه. امام هذا الحال من عدم مبالات الحكومه بالشعب اصبحت الاحياء البغداديه على كولة المثل السوري (السوريين هم (ايضا) كانوا تحت حكم العثمانيين) بدل (حارة كل من ايدو الو) حارات كل من ايدو الو ؟! وكما شاهدنا ايضا في مسلسل باب الحاره , اي بمعنى آخر انقسمت احياء بغداد الى احياء سنيه وشيعيه وكان لكل حي له شقاوة يحمونه من الحراميه والقتله وهم انفسهم اي الشقاوة اغلبهم (اكرر اغلبهم وليس الكل) كانوا قطاع طرق وحراميه وقتله ؟! الا انه كان لهم مركز اجتماعي مرموق ؟! مرة اخرى التاريخ يعيد نفسه في بغداد وكما كان ايام الحكم العثماني, حكومه ضعيفة ملتهيه بالفساد الاداري والرشوة والسرقه تضطر كل قبيله وكل حي وكل منطقه بل وكل طائفه في الاعتماد على الشقاوة في الدفاع عن نفسها امام المخاطر المحدقه بها. فلم يكن ابو درع ليظهر على الساحه ويحصل على هذه الشهرة ان لم تكن الحكومة ضعيفه وغير قادره على القيام بواجبها وهذا هو مربط الفرس والنتيجه التي توصل لها الدكتور علي الوردي والنتيجه التي قراتها في اعادة التأريخ لنفسه في ولاية بغداد العثمانيه اليوم وها هي قد رجعت الى ما كانت عليه في الماضي وبالتحديد ايام الحكم العثماني. ومنه ايضا فان عدد من هذه الشقاوات لعدة احياء سكنيه في بغداد بل لعدة احياء سكنيه من محافظات العراق المختلفه اجتمعت لتكون اغلب افراد (اكرر اغلب وليس الكل) ما يسمى بـ (جيش المهدي) من الشقاوات والتي استغلتها ايران لزعزعت الوضع الامني في العراق ومحاربه الامريكان. ومن الجدير بالذكر بان شقاوات الشيعه من (جيش المهدي) لم تظهر (سبب حتمي ومهم) الا عندما اذاقت شقاوات السنه العرب من غير العراقيين امثال الشقاوة والحرامي ابو مصعب الزرقاوي الشيعة الوان من التفجير والقتل والتنكيل باسم (القاعدة) مع توفير الغطاء الديني السني لهم عبر المذهب الوهابي , وايضا فاننا نرى اليوم بان اغلب هم من كان مع شقاوات (القاعدة) من العراقيين قد تحول الى شقاوات (الصحوة) وهلم جره من الشقاوات الاخرى امثال ابو عمر الاعظمي وكما هو واضح في منطقة الاعظميه من بغداد. يتبين مما تقدم بان ما يسمى بالصراع الطائفي في العراق هو صراع شقاوات (حفنه من المجرمين واصحاب السوابق والحراميه) من العرب السنة من غير العراقيين جاءوا الى العراق بحجة محاربه الامريكان وانضم اليهم شقاوات العرب السنه من العراقيين وكرد فعل عليهم وبسبب ضعف الحكومه العراقيه وعدم مقدرة القوات الامريكيه من ردعهم تصدى لهم شقاوة الشيعه من ابو درع وامثاله مع توفير الغطاء الديني الشيعي لهم تحت غطاء ومسمى (جيش المهدي). (انا هنا احلل من تحليل سياسي ولا انتقد بل انني اعتقد وهذا رأي بانه لا يحارب الشقاوة الا الشقاوة طبعا في حال غياب الحكومة او ضعفها وعدم قدرتها على المجابهة). وقبل ان أختم اقول: بأن شقاوات داعش اليوم قد انضم اليها شقاوات اوربا وامريكا سواءا اكانوا من اصول عربيه مهاجرة او معتنقي الاسلام من سكان هذه البلاد الاصليين. ومسك الختام: بان اغلب الرأي العام الشيعي العراقي اكتشف واقتنع بان شقاوات الشيعة اغلبهم في (جيش المهدي) ؟! ولذلك فلقد جمد السيد مقتدى عمل (جيش المهدي). الا ان الرأي العام السني العراقي لم يكشف ولم يقتنع بعد (الى حد الآن) بان (القاعدة) او ذيلها (دولة العراق الاسلامية) هي من الشقاوات. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت 24 - 9 -2011م