دأبت الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على إقامة مشاريع تنموية وعمرانية مختلفة نالت الاهتمام البالغ من لدن الإدارة الحالية وكان من ضمنها مشروع إقامة مدينة زراعية متكاملة بشقيها (النباتي والحيواني) ومن المؤمل إن يلقي المشروع بضلاله الإيجابية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى البلاد خاصة بعد تراجع هذا القطاع الحيوي خلال السنوات الأخيرة نتيجة ظروف مختلفة منها شحة المياه ...
ولتسليط الضوء على هذا المشروع الحيوي وهو من المشاريع التي تقيمها شعبة التنمية الزراعية في العتبة الحسينية المطهرة اجرى موقع نون اللقاءات التالية والتي كانت أولا بمعاون رئيس الشعبة الأستاذ توفيق إدريس علاوي وتطرقنا الى كيفية اختيار موقع المشروع فقال: قمنا بمناقشة الحاج فاضل عوز من أجل تخصيص 2000 دونم للعتبة الحسينية في الرزازة، وقمنا بحفر بئر ارتوازي فوجدناه بئر مواد هيدروكاربونية ونفط، وحاولنا نستغل مكان آخر وهو في حقول الدواجن وبعد العناء والمتابعة ومراجعة دائرة الزراعة وقيام المساحين بمسح المنطقة وجدنا أن هناك 2000 دونم زائدة وبعدها توجهنا إلى وزارة الزراعة والآن هذه الأرض خصصت للعتبة الحسينية ونحن الآن مستمرون بإجراءات عملية الشراء.
انتقلنا بعدها للقاء بالمسؤول الفني للمشروع المهندس علي محمد عيسى الهاشم، ليحدثنا عن المشروع قائلا:تعد مدينة الحسين الزراعية التي تقع على الطريق المؤدي الى مدينة النجف الاشرف، وهو الأول من نوعه ليس على مستوى مدينة كربلاء المقدسة فحسب بل على مستوى البلاد لكونه يضم مشاريع متنوعة، معتبرا إياه: فاتحة خير للمحافظة كونه سيشغل قرابة ألف يد عاملة.
[img]pictures/2009/07_09/more1247904213_1.jpg[/img][br]
وأوضح: أن المشروع عبارة عن بيوتات زجاجية مساحة كل منها 2500 م، تقسم إلى خمسة بيوت متداخلة مع بعضها، لتزرع كافة أنواع المحاصيل وفي غير مواسمها، من خلال التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، وقد باشرنا في البداية بزراعة محصول الطماطم والخيار وبحول الله ستعطي إنتاجها في نهاية الشهر التاسع، مشيرا إلى: وجود نية لفتح مركز تسويقي حددت له مساحة(4 دونم) على الشارع العام، إضافة إلى نيتنا التعامل مع شركات وافتتاح معارض،لافتا إلى: إن إنتاج السنة الأولى سيكون للاستهلاك المحلي ومن المؤمل تصديره مستقبلا إلى خارج البلاد.
من جهته قال المهندس في المشروع عبد الجبار محمد حسين: باشرنا بإعداد شبكة ري بالتنقيط بمواصفات عالية حيث تقدمت إحدى الشركات بعرض قيمته 45 مليون دينار عراقي وتم تنفيذه بمتانة تفوق ثلاثة أضعاف متانة الشركة العارضة وبسعر 15 مليون.
وأضاف: نظرا لطبيعة هذه المنطقة التي كانت تعد قبل استصلاحها من المناطق الصحراوية كان لابد من إقامة مصدات للرياح لحماية المنشآت فيها خصوصا تلك التي تستخدم فيها الزراعة فتم إعداد شبكة لضخ المياه وهي الآن جاهزة لزراعة هذه المصدات، وان عرض المصد يبلغ 50 مترا وطوله 2000 متر ويتكون من 4 خطوط من الكالبتوز إضافة الى 5 خطوط من النخيل تتخللها خطوط من أشجار الزيتون، أما عدد الأشجار التي سنضعها في المصد فستكون حوالي (12-13) ألف شجرة وكمية الماء يتم السيطرة عليها بواسطة أقطاب محكمة جدا حيث تم أخذ طبيعة الأرض بنظر الاعتبار.
وعودا الى المهندس علي محمد عيسى حول مسألة الأراضي الزراعية الموقوفة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) في منطقة اليوسفية حيث قال: تم تشكيل لجنة استلام وتقدير بساتين اليوسفية حيث تم التعرف على 80 بستانا في تلك المنطقة القريبة من منطقة الحافظ بعدما علم أن ثلثي تلك الأراضي الزراعية تعود موقوفاتها الى الإمام الحسين عليه السلام، وبأمر من الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي شكلت لجنة لجرد وإحصاء عدد النخيل والأشجار، حيث قامت وعلى مدى أربعة الى خمسة أشهر بجردها بصورة عامة وان واردات هذه البساتين تودع عند قسم الشؤون المالية في العتبة.
بعد أن تعرفنا على هذا المشروع الزراعي المهم وما سيؤوله من منافع اقتصادية تتعدى حدود المدينة ،قام مراسل موقع نون بالتعرف على عمل وحدة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها ألا وهي وحدة الإنتاج الحيواني في شعبة التنمية الزراعية، ولتوضيح عملها قال لنا مسؤولها المهندس عامر كاظم محمد: تم بداية إعداد دراسات لمشاريع الإنتاج الحيواني، كما تم وضع تصميم خاص لمدينة الحسين الزراعية تتوزع فيه مشاريع الإنتاج الحيواني وتم إعداد تصميمين لمشروع بحيرات الأسماك ومشروع مزرعة الأغنام بشكل هندسي نموذجي يطابق المواصفات المطلوبة.
وأضاف ينقسم المشروع إلى مراحل، الأولى تنفيذ مشروع مزرعة أغنام والذي يتكون من 3000 رأس غنم، والثاني مشروع بحيرة اسماك والذي يتكون من 60 دونما مقسمة على شكل بحيرات، وان الأسماك التي ننوي تربيتها هي من الأنواع المنتشرة في العراق وهي اسماك الكارب العادي والعشبي والسلفر والتي تعد من الأسماك الاقتصادية حيث تم وضع كافة النقاط لإنجاح هذا المشروع..
وتابع القول: سنباشر بمشروع الدواجن بنوعيه (إنتاج اللحوم والدجاج البياض) ومن ثم مزرعة كاملة لإنتاج اللحم ولإنتاج الحليب، وان دراسات وتصاميم هذه المشاريع كاملة وستبقى مرحلة التنفيذ إن شاء الله وبوجود الدعم المادي سيتم إنشاء هذه المشاريع.
وأوضح المهندس محمد: تقدر الميزانية الإجمالية بعشرة مليارات ونصف،حيث تقسّم مشاريع مدينة الحسين الزراعية إلى قسمين، قسم مشروع الإنتاج الحيواني ويقدر بسبعة مليارات، أما قسم مشروع الإنتاج النباتي فيقدر بثلاثة مليارات ونصف.
وقد تم توزيع مبلغ السبعة مليارات على خمسة مشاريع رئيسية وقد تم تخصيص الأموال ضمن الدراسة على النحو التالي:
1/ مشروع تربية عجول اللحم يقدر 600 مليون.
2/ مشروع تربية الدجاج البياض يقدر 2 مليار.
3/ مشروع تربية الأسماك 519 مليون.
4/ مشروع تربية الأبقار 800 مليون.
5/ مشروع تربية دجاج اللحم 3 مليار.
إن الإعمال والمشاريع المقيمة والمؤمل قيامها من قبل إدارة العتبة الحسينية المقدسة وبشهادة الجميع تؤكد سعيها الذي أعلنت عنه عند تسنمها الإدارة الشرعية بجعلها في مصاف العتبات المقدسة الموجودة في دول العالم التي سبقت العراق بالكثير في مراحل العمران.
علاء السلامي / حسين الخفاجي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)