- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سبايكر: قصة عار بين قسمات الخيانة
حجم النص
بقلم:واثق الجابري فايروس خطير أصاب عالم اصبح كالقرية الصغيرة، والعراق بلد مثل بقية الشعوب، أراد العيش بسلام، ترك وحيداً في مواجهة ارهاب اخطر من الامراض الوبائية 5 سنوات، كالسرطان يأكل اجسامنا وعلى مشاهد ومسامع العالم يطاف بأجسادنا كل يوم، لا تخلو نشرة أخبارية من أنفجار وذبح وهتك عرض، وكأن العالم أصم أبكم لا يعرف ان الإرهاب سيعود عليهم حينما لا يجد ما يأكل، تركوا العراق وحيداً في مواجهة الارهاب وسيعود عليهم حينما لا يجد ما يأكل. ألالاف الشباب يجولون العالم كالقنابل الموقوتة، منحرفين لا يؤمنون بما توفر لهم الأمم من حريات وحقوق، غير عابئين يتصورون جنتهم على اشلاء الأبرياء، ونصرهم بقطع الرؤوس وترويع المجتمع. كل يوم ترتكب جريمة بشعة، تتطاير الرؤوس وتسيل الدماء، وللحقيقة نقول لدينا وقفة طويلة بقلوب دامية، وما حدث في سبايكر وصمة عار وفضيحة تلاحق كل من تورط بها، أرواح الالاف الشباب ازهقت تطوف في سماء الوطن، تلعن الإرهاب، ومن تواطيء وتخاذل وكان أشد وطاً من الإرهاب نفسه، ونشم بين قسمات تفاصيلها الخيانة؟! شباب جردوا من اسلحتهم وهوياتهم وهواتفهم، تركوا في العراء يواجهون مصير محتوم بحفلة دموية للإعدام الجماعي، كيف نعقل خروج هذا العدد دون تواطيء وتدبير وتخطيط؟! وأين المنظومة الحكومية والأستخبارية وبعض الاخبار تتحدت عن اعطاء امر انسحاب قبل يومين؟! كيف يتركون بلا سكاكين ولا حجارة؟! ولو انهم قاتلوا بها لقاوموا لأيام في قاعدة محصنة؟! ثم لماذا يساقون الى الموت عزلاً بيد أخس الخلق. سبايكر قصة عار اراد الفاسدون والإرهابيون تلطيخ ايادي المجتمع العراقي بها، ولم تنتهي بقتل هؤولاء الشباب في ريعان الشباب، استمر مسلسل الدماء الى الضغوط على الناجين وإتهامهم بالتسرب والتخاذل وتهديدهم، خوفا من افتضاح أمر المتسببين، فطالبوا سحب الشهادات او تقديمها الى نفس القيادات العسكرية، التي حاولت اخفاء المصيبة، او إحالتها الى لجان تحقيقة ليس إلاّ مدافن للحقائق؟! لكارثة سبايكر والموصل وما خفي كان اعظم؟! ومجرد السكوت عن هذه الجريمة والفضيحة هو تواطئ بحد ذاته. فضيحة تلوث بها من تلحف برداء الفساد والرذيلة، وعار على جبين من تحمل مسؤولية الشباب الشهداء، فكم أم احترق قلبها وكم أب تلوع فؤاده، سنصرخ معهم حتى نكشف اركان الجريمة. جريمة ضد الإنسانية لا تخفى ملا محها بتغيير الأسم رغم تحفظنا عليه، ولا نلوم العالم، إذا قصرت الجهات الحكومية في تدويل جرائم الإرهاب ضد العراقيين لسنوات، فقد حان الوقت لرفع ملفاتنا الى الأمم المتحدة، وتشكل لجان مختصة مستقلة، تسقط رؤوس كبيرة فاسدة، وتبقى جريمة إقترفها ارهاب اسود مهما تعددت ادواره وإختلفت مسؤولياته؟! وقد استقيظ العالم متأخراً على بشاعة الجرائم، ومن يأتي متأخراً افضل من أن لا يأتي أبداً، ولتكن الحرب على الإرهاب أممية بمعايير متساوية.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- انخفاض اسعار النفط وهدهد سليمان القادم من الصين
- الغرق في الشعارات