حجم النص
عبدالزهرة الطالقاني يبدو ان العراق أصبح حارة لكل من يرغب بانشاء دولة... فالبعض لا يطيق ان يرى العراق موحداً.. وهو لا يعيش الا في اجواء التجزئة.. فصار يحرض ويعد ويهيأ لبناء دولته المقصودة، على حساب وحدة العراق ارضاً وشعباً، فالدواعش يحلمون بتأسيس دولة العراق والشام الاسلامية على اراضي عراقية وسورية اقتطعوها في مخيلتهم، ورسموا لها خارطة بعيدة عن دولتين قائمتين وعضوين في مجلس الامن الدولي، وهيئة الامم المتحدة، ومؤسسين لجامعة الدول العربية. الجامعة العربية التي بقيت صامتة على كل المآسي التي حلت بالعراق.. الا في بعض التصريحات التي لا تغني عن فقر او تسمن عن جوع، وكأن هذه الارض التي يبغى اختصابها هؤلاء الانجاس لبناء دولتهم الجاهلية لم تكن ارضا عربية... دولة داعش... ودولة دعدوش، وربما دولة النجيفي السنية، ودول اخرى يسعى اليها العملاء المجزؤون في الشمال والغرب لاقتطاع اجزاء من جسد العراق الطاهر.. لقد بلغ السيل الزبى حسب المثل العربي، واصبح هذا القومي العنصري المتعجرف يصرح ليل نهار بضرورة انفصال الاقليم، وبناء الدولة الكردية المستقلة.. وكأن الاكراد موجودون فقط في العراق.. او لان العراق بلد ديمقراطي، واهله مسالمون فان احلام البرزاني الانفصالية عمدت وعلناً الى شطب اجزاء من خارطة العراق لبناء دولة عليها.. وكأن الامر يخص الاكراد وحسب، ولا يخص العراقيين اينما كانوا.. البرزاني الذي استغل اجواء الديمقراطية وظروف العراق منذ 2003 وحتى هذه اللحظة ليعلن ان دولته قاب قوسين او ادنى، واستغل الاحداث ابشع استغلال، وتعاون مع اعداء العراق من ازلام البعث المهزوم، والدواعش، والاسرائيلين، والاتراك العثمانيين الذين اذاقوا الاكراد مر العذاب طوال السنين الماضية، ومنعوهم حتى من التحدث بلغتهم الام. لقد تحرك هذا الانفصالي منذ زمن ليس بالقصير عندما رسم خارطته ووضع حدودها بالخط الاحمر والاسود، وهو رمز الحدود الدولية ليفصل بين المحافظات العراقية... وليمضي وبخطوات سريعة باقناع الاكراد ان لا بقاء لهم في عراق موحد، ورفع للاقليم علماً بقامة علم العراق الذي يعيش من خيراته، وأصبح علمه بديلاً عن علم الدولة الاتحادية. إن بوادر انفصال دولة دعدودش لم تكن وليدة اليوم.. الا لان الاحداث المتسارعة في العراق، والهجمات المستمرة على ارضه وشعبه، جعل حلمه حقيقة، وسعى الى تحقيقة باسرع وقت قبل فوات الاوان.. لقد كان البرزاني وما زال غصة في العملية السياسية لنزعته القومية منذ سقوط النظام، كما كان علاوي غصة لميوله البعثية.. وأصبح معادياً لها متطاولاً عليها مستفزا لها، مطالباً بمزيد من المكاسب على حساب العراقيين في وسط موجة من المجاملات، والسكوت على الخطأ وصل اشده، أن لا احد يرد على تصريحات رئيس الاقليم الانفصالية، وكأنه لا يسعى الى تشتيت العراق وتجزئته.. بل كأنه صاحب حق مشروع فيما يسعى اليه.. فاذا كان العراق فدرالياً مكوناً من اقاليم ومحافظات تدار محليا فما حاجتنا الى الدول الجديدة..؟؟ ان الصامتين على ما يجري الان هم مجموعة خونه ومصلحيين، يفضلون علاقاتهم الحزبية والكتلوية على مصلحة العراق، فلا يهبون هبة رجل واحد بوجه الانفصاليين، ويقولون لهم كفاكم تآمراً على العراق ووحدة شعبه وارضه وسمائه.. وكفاكم تطاولاً على دولة كانت وستبقى قائمة الى ان يشاء الله..اما دولة الدواعش الجاهلية.. ودولة دعدوش الكردية، ودولة النجيفي السنية، فهي ذاهبة الى زوال وسيلحق العار بكل من خطط وسعى ونفذ وعمل وهيأ لتجزئة العراق، وسيكون لهذا المسعى خزي ولعنة على مدى التاريخ.. لذلك على العراقيين ان ينتفضوا بوجه من يريد ان يجزأ بلدهم، وليتركوا الساسة والسياسيين، فهؤلاء خبرناهم في البرلمان البائس.. وعلينا ان نسعى بانفسنا لاحباط مشروع تجزئة العراق على يد مسعود والنجيفي والبغدادي.. القاهرة
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر