حجم النص
الكاتب: كريم الانصاري نؤمن بمفهوم " العصمة " كما هو المشهور عنّا نحن أتباع المذهب الجعفري. نؤمن بكون مراجعنا العظام هم نوّاب الإمام الغائب (عج) العامّين في إدارة شؤون العباد، إطلاقاً أو تقييداً، تبعاً لاختلاف المباني الفقهية. المرجع والمرجعية تعني عندنا باختصار: الفقاهة، صون النفس، حفظ الدين، مخالفة الهوى، اتّباع أمر المولى. لا نؤلّه مراجعنا العظام ولانضفي عليهم طابع العصمة ولاننفي عنهم الغفلة والخطأ والنسيان.. إلّا أنّهم أول رموزنا وأفضل قادتنا بعد وليّ الأمر (عج)، نتّبعهم ونعمل بفتاواهم ؛ امتثالاً للتكليف الشرعي والواجب الديني. المؤسّسة الدينية عندنا واضحة المعالم تحفظ للمرجع والمحتاط والمقلِّد الحقوق والواجبات. رغم كوننا لسنا صنميين ؛بهذا الدليل وذاك وبانفتاح باب الاجتهاد حتى يوم الميعاد، إلّا أنّنا نحترم فتوى المرجعية ونعمل بهاونتفاعل معها بواقع القبول والطاعة.. وأقرب المصاديق على ذلك: مدى التلّقي المذهل الذي صنعه موقف المرجعية العليا الأخير -سواءٌ كان هذا الموقف فتوى بالجهاد أو كما يحلو للبعض عنونته ب " ضبط الوضع القانوني "، أو سمّه بماشئت - ومدى الاستجابة السريعة من شتّى طبقات الاُمّة وألوان انتماءاتها، فهتف الجميع: نعمّا صنعت أبا محمدرضا، فلقد جئت بها غايةً من الاتقان والحكمة والتدبير، ولا أروع.. لا غرو أنّك - مدّ ظلّك - قد حسبتها حساب الكيّس الخبير، الفطن النحرير، سياقات الماضي والحال والغد حاضرةٌ بكلّ وضوحٍ لديك، ولاأجدر منك في تشخيص المخاطر والعواقب وما ينبغي فعله من عدمه.. بعدئذٍ لاتعتني ولانعتني بأيّ تغريدٍ خارج السرب أو صوتٍ لايركن إلى المنطق والدليل. سيّدي أبا محمدرضا! الموتورون كُثْرٌ، فلقد أخطأتْ بك حساباتهم وتبعثرت معادلاتهم، فانقضّت مضاجعهم وتبدّلت أمانيّهم وهماً وسرابا.. لله درّك يارجل فلكم نصحتَ وداريت، لله أناتك وأنت إزاء جماعات أعمى الله بصرها وبصيرتها وصكّ أسماعها عن لغة الحبّ والخير والسلام فاختارت البغض والشرّ والعنف سبيلاً لتحقيق مآربها. انتهى المطلب، إلّا أنّي كأيّ إنسانٍ عاديٍّ حظى برؤية المرجع الأعلى عن قرب.. أقول: أيّها الحسيني السيستاني! حالي حال الاُلوف التي نالت شرف لقياك حضوراً، خمسون دقيقة - مجموع الحضورين - مرّت عليّ مرّ الثواني، لكنّي كنت أسعى بالفرصة كي اُطالعك كثيراً، فوجدتك كما عهدتك في حسّي وخاطري، كما قرأتك منك وعنك وفيك وإليك، نعم والله، إنّها سيماء الصالحين وصفات المتّقين وهيبة الأولياء المخلَصين وتواضع المقتدرين، قد تجلّت بك خير جلاء. فكيف لا تحفرك الجنان على صفحاتها حبّاً وهياماً، ولا تشرئبّ الأعناق لك تعظيماً وإجلالاً،ولاتنالك العقول والأقلام بحثاً واستقراءً، كيف لا ؟! وأنت الذي أخلصت بالقول والفعل فزادك الله عزّاً وشرفا وحباك من لدنه خُلُقاً وحكمةً وعلماً وتدبيرا.
أقرأ ايضاً
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة