- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جناحا الشيعة الحسين والمهدي عليهما السلام
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الحديث المجهول السند لا يكون حجة، ولكن التواتر يجعله حجة، وهنالك امر اخر، قد يشفع قوة المتن الى السند، وهذه مصطلحات يعمل بها رجال الدراية والحديث، وحديث الفيلسوف الياباني الذي يصف الشيعة من هذا القبيل، حيث ان الفيلسوف الياباني اسم اجمالي نكرة يمكن تنسيب أي حديث له وبلا حذر ممن ننسب له الحديث لانه مجهول. وبعيدا عن هوية الفيلسوف فان الحديث الذي تتناقله المواقع والمنتديات يستحق وقفة، هذا الفيلسوف الياباني المجهول يقول:" الشيعة يطيرون بجناحين جناح الماضي وهو كربلاء وجناح المستقبل وهو الأمل بثورة المهدي فكيف يهزمون؟" لو لم يكن قائل الحديث الفيلسوف الياباني، فقائله يفتخر لو ذكر اسمه، وان صح التنسيب الى الياباني فهذه مقولة رائعة لها اثار رائعة، ولربما هنالك من يريد ان يفتخر على غير الامامية بمقولة الفيلسوف الياباني، كل شيء جائز، وبعيدا عن كل هذه التاويلات فاننا لو تمعنا جيدا بهذه المقولة سنجدها رائعة ودقيقة جدا وبليغة حتما في وصف الشيعة. فالقائل مهما يكن لديه اطلاع واسع بتفاصيل واقعة الطف في كربلاء، فاحياء ذكراها سواء باحياء الشعائر الحسينية او اقامة المجالس او تاليف الكتب بخصوصها يظهر للملا الى أي مدى عمق التجذر الفكري والعقيدي للشيعة اتجاه الحسين عليه السلام، والى أي مدى يحمل هذا الشيعي من روح ثورية اذا قال لبيك ياحسين او هيهات منا الذلة او سمع الا من ناصر ينصرنا. والجناح الاخر وهو الامل بظهور المهدي، هذا الامل هو المكمل لقوة الشيعي عندما يمتلئ من اعلى راسه الى اخمص قدمه بيقين صادقة بان المهدي سيظهر وينصره على القوم الظالمين شريطة ان تفعل الجناح الاول فالجناحان متلازمان لانتصار الشيعة على الظلم، والامر الاخر ان قائل المقولة له اطلاع دقيق على ما يتعرض له الشيعة وكيفية مواجهتهم لعدوهم، فمن المقولة يتضح لنا ان الشيعي انتصر او انه حتما سينتصر بفضل الجناحين اللذين يعلو بهما في عنان السماء، نعم الشيعي طير لا يعرف الهبوط بل لا يفكر ان يهبط فانه دائما يرتقي السماء. فالذي يعتقد بالحسين عليه السلام ولا يؤمن بالمهدي فان ايمانه هباء منثورا، والذي يعتقد بالمهدي ويتمنى ان يظهر حتى يستشهد بين يديه ولا يؤمن بواقعة الطف او يجهلها فلا ينفع ايمانه هذا، فلولا المهدي لما قتل الحسين ولولا الحسين لما ولد المهدي وسيظهر ليحقق كيان دولة استشهد الحسين عليه السلام من اجلها