- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
نريدْ واحد ... يفتهمْ موضوُعنهَ !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يُشاع دائماً عن الوسط الرياضي ,انه وسط حالمً , فالرياضيون بطبيعة شخصياتهم المتطلعة إلى المستقبل يحلمون دائماً بالتغيير , والانتقال إلى الأفضل ,ونعتقد أن ذلك ليس بمثلبة تنسب للوسط الرياضي , واليوم وبعد أن انتهت العملية الانتخابية الديمقراطية في عراقنا الحبيب وظهرت النتائج وأصبحت في متناول الجميع ,يتطلع الرياضيون اليوم كباقي العراقيين إلى الحكومة المقبلة بقلوب يغمرها الأمل والتفاؤل بتحقيق ما يتمنوه وما يحلمون به ,تعويضاً عن الحرمان والبؤس والمعاناة والتي تراكمت منذ سنين طوال , وبعد سقوط الديكتاتورية في عام 2003 وعودة العمل لوزارة الشباب والرياضة كمؤسسة حكومية راعية للشباب والرياضة , وبعد أن تضمن الدستور العراقي فقرة تقر بان الرياضة حق للجميع وعلى الدولة رعايتها ودعمها ,كانت آمال الرياضيين والشباب العراقيين كبيرة بعودة تلك المؤسسة للعمل ,ومضت الأعوام وتعاقبت الحكومات على مدى أكثر من عشرة أعوام ,لم تستطع تلك المؤسسة الحكومية القطاعية الراعية للشباب والرياضة أن تلامس بشكل واقعي وعملي أحلام وتطلعات الشباب والرياضيين العراقيين , يعرف الجميع إن الاستحقاق الوزاري في عراقنا الجديد هو نتاج للمحاصصة السياسية (السيئة الصيت والسمعة) والتي كانت بدورها نتاج لعملية التوافق السياسي بين الكتل السياسية في البلد , لذلك فنحن حينما نتعامل مع مؤسسة حكومية راعية وقطاعية للرياضة والشباب علينا أن نوقن بأنه ليس بالضرورة بمكان أن يكون المسؤول الأول في الوزارة أي الوزير هو شخص رياضي أو انه شخص لديه اهتمام ولو بشكل بسيط بالرياضة والشباب وهذا الأمر ليس بخاف على احد وربما إن هذا الأمر تعاني منه اغلب الوزارات العراقية والتي فشلت في تقديم خدماتها للشعب العراقي بسبب هذه المحاصصة التي لا يستطيع السياسيون اليوم الخروج منها أو التمرد عليها , مشكلتنا نحن الرياضيون تكاد تكون اكبر من بقية القطاعات والشرائح الاجتماعية في العراق ,فقطاع الشباب والرياضة فيه الجانب الفني اكبر من الجانب الإداري وهذه حقيقة يدركها الجميع فالسادة الوزراء الذين تعاقبوا على تسنم المسؤولية في الوزارة جلهم بعيدون عن الرياضة والشباب لأنهم رجال سياسة قبل أن يكونوا رجال رياضة أو رجال دولة لهم اختصاص وكفاءة رياضية تشفع لهم بتسنم الموقع الأول في الوزارة ,فالوزراء قذفت بهم المحاصصة السياسية (السيئة الصيت والسمعة) وتلك هي المشكلة الكبرى التي تعاني منها اغلب الوزارات العراقية اليوم ,ونحن هنا لا نريد أن يدخل ميدان التحليل السياسي وغير ذلك وإنما نقول إن العمل في وزارة الشباب والرياضة يكاد يختلف جذريا عن العمل في أي وزارة أخرى حيث إن الجانب الفني والمهني يلعب دورا رئيسياً في نجاح أو الفشل الوزير وبالتالي نجاح أو فشل الوزارة , وبالمناسبة نحن هنا لا نريد أن نبخس حق الآخرين ولا ننتقص مما تحقق خاصة إن هناك انجازات تحققت لوزارة الشباب والرياضة وهذه الانجازات لا يمكن لأي منصف أن يغفلها , وتأتي موضوعة البنى التحتية الرياضية في مقدمة تلك الانجازات حيث أصبحنا نشاهد على الأرض الملاعب والقاعات والمسابح وكان العنوان الأبرز في هذا الانجاز هو المدينة الرياضة في البصرة إضافة إلى بقية الملاعب والمدن الرياضية والتي سنشهد افتتاحها في القريب العاجل بإذن الله تعالى ,ومن انجازات الوزارة أيضا إنها استطاعت أن تشرع قانون الوزارة إضافة قانون منح الرياضيين الرواد , وهنا نود أن نقول لو إن وزارة الشباب والرياضة كرست جهودها لمشاريع البنى التحتية وقضية إعداد القوانين الرياضية لكان وضع الرياضة والشباب في عراقنا قد اختلف بنسبة كبيرة جدا ,ولو استعرضنا مسيرة العمل في وزارة الشباب والرياضة وبالأخص خلال الثمان سنوات الأخيرة فإننا سنشاهد أن هناك وهناً وضعفاً أداريا واضحا في العمل والأداء وهذا الضعف والوهن انعكس بشكل سلبي على الواقع الرياضي بشكل عام ,فقد كانت الكوادر القيادية في الوزارة من وزير إلى مدراء عامين إلى مستشارين تعمل بمنهج بعيد كل البعد عن مهماتها الأساسية حيث شاهدنا المنهج التسلطي وانفرادية القرار حاضرة في عمل الوزارة , فإحكام القبضة على مفصل مهم من مفاصل العمل الرياضي وهي الأندية الرياضية من خلال التدخل بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة في العمل بالأندية الرياضية بعد إحكام السيطرة على مصادر التمويل المالي للأندية المتمثل بالمنح المالية للأندية والتي جعلتها الوزارة بمثابة السوط الذي تجلد به ظهور إدارات الأندية في حال عدم تنفيذ أي أمر تطلبه الوزارة من إدارة النادي وهذا ما لاحظه الجميع خلال العملية الانتخابية سواء كانت انتخابات الأندية وانتخابات الاتحادات الرياضية ,ثم أصبحت قضية تقييم الأندية من خلال لجان التقييم والتي تعمل وفق منهج التنقيط وقد عانت اغلب الأندية العراقية من أسلوب التنقيط هذا الذي شابه الكثير من اللغط والفساد والمحسوبية ,وانتقل الأمر إلى اللوائح الانتخابية والتي أعدتها الوزارة وفق ما تشتهي نفوس البعض من خلال لوائح انتخابية انتقائية جعلت من كان مطرباً فاشلاً بنادي ليلي رئيس نادي أو من كان مجرد مشجع كروي يفترش دشداشته في مدرجات الملعب رئيس نادي وغير ذلك من وجوه وأسماء ما انزل الله بها من سلطان ,حتى الاتحادات الرياضية التابعة للجنة الاولمبية الوطنية العراقية لم تسلم هي الأخرى من تدخل الوزارة في شؤونها بعد أن أفسدت انتخابات الاتحادات بالإيعاز إلى الأندية بترشيح فلان أو استبعاد علان وكانت المنح المالية هي السوط الذي تلوح به الوزارة بوجه الأندية ووصل الأمر إلى المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية من خلال زج الوزارة بما يسمى (الشخصيات اللامعة) من أمثال (شعيط ومعيط وجرار الخيط) والتي استطاعت أن تتسلق قمة الهرم في البيت الاولمبي العراقي والذي يعيش اليوم على جرف هار سينهدم بأي لحظة ,وبقيت فصول حرب داحس والغبراء بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية والتي لا يريد البعض أن يعترف بوجودها كي لا يخسر موقعه ,فقد كانت عملية السيطرة المطلقة على الملاعب والقاعات الرياضية إضافة إلى المنشاءات التابعة للجنة الاولمبية إضافة إلى عملية التدخل المباشر أو الغير مباشر بعمل اللجنة الاولمبية هذه المشاكل وغيرها الكثير كانت حاضرة في مسيرة عمل الوزارة ولم يشفع وجود المستشارين بمختلف مسمياتهم وألوانهم وأشكالهم وأحجامهم عن تصحيح مسار العمل ,ولاحظنا بعض المستشارين يعمل بتفاني وإخلاص من اجل انجاز ما وقد نجح البعض منهم وكان مستشار الوزير لشؤون الرياضة في مقدمة الناجحين وقد حقق الرجل انجاز كبير يتمثل بالمدارس التخصصية للألعاب الرياضية هذا المشروع العملاق الذي لم يكن يرى النور لولا جهود مستشار الرياضة أما باقي المستشارين فقد كانوا مجرد أسماء بعد تمترسوا في أبراجهم العاجية مترفعين على الآخرين بعد أن استفحلت النرجسية منهم فلم يكلفوا أنفسهم بالاستعانة بالآخرين وإنما مضوا بعملهم العشوائي وخير دليل ما شاهدناه في احتفالية الوزارة بافتتاح المدينة الرياضية في البصرة والذي كان فاشلا بامتياز تنظيميا فلو استعانت الوزارة بأهل الخبرة والاختصاص في هذا المجال لما وقعنا بهكذا مطب كبير حيث أصبح افتتاح ملعب جذع النخلة وبالا علينا وجعلنا ندفع غرامات إلى الاتحاد الدولي الفيفا ونحن صاغرين وهذا سببه سوء الإدارة والتنظيم إضافة إلى روح التعالي والنرجسية المفرطة والتي تمتاز بها كوادر الوزارة القيادية والتي تعتبر نفسها بأنها تفهم وتعرف كل شيء ,ونحن اليوم لا نعرف مصير ملعب جذع النخلة والذي يبدو انه بقي مجرد (ملعب بس بالاسم) ,ولم تستطع وزارة الشباب والرياضة وللأسف من استثمار بروتوكولات التعاون الرياضي والشبابي والتي وقعتها الوزارة مع الدول وبعض المنظمات العالمية والأندية الرياضية من خلال زيارات وجولات الوزير الخارجية ,فقد شاهد الجميع وزير الشباب والرياضة وهو يرتدي قميص فريق برشلونة الاسباني وهو يوقع اتفاقية التعاون بين الوزارة ونادي برشلونة واستبشرنا خيرا بذلك وقلنا سنشاهد مسي ورفاقه بملعب جذع النخلة لكن الأمر كما يبدو كان مجرد زوبعة إعلامية (فلا جاء برشلونة ولاميسي حضر) , إن هذا الفشل الذريع باستثمار الاتفاقيات الدولية سببه الفشل الإداري إضافة إلى قلة أو انعدام الخبرة في التعامل مع هكذا ملفات مهمة ولذلك لم نشاهد أي تحرك حكومي اتجاه قضية رفع الحظر عن الملاعب العراقية والتي أصبحت مثل قميص عثمان خاضعة للمزايدات الرخيصة والتصريحات الرنانة والتي لا تغني ولا تسمن من جوع بعد أن ترك الأمر لاتحاد الكرة الذي لم يستطع أن يتحرك بدون دعم حكومي ولذلك بقي الأمر يدور بحلقة مفرغة وبقي الحصار على الملاعب العراقية ينتظر رحمة بلاتر ,وعدوة على ذي بدء نقول إننا بطرحنا هذا لا نريد أن نبخس حق العاملين في الوزارة لكننا كما قلنا نطمح بالمزيد فقد استنفذنا الكثير من الوقت وهدرنا الكثير من الجهد والمال بروتين إداري مقيت وبأساليب بيروقراطية بائسة لذلك نقول نحن بحاجة إلى مؤسسة حكومية راعية للشباب والرياضة تعمل بشكل حقيقي وواقعي مؤسسة ميدانية بعملها حريصة على استقطاب جميع الكفاءات بعيداً عن سياسة المحاصصة (السيئة الصيت والسمعة) مؤسسة تستثمر المليارات في مكانها الصحيح ,مؤسسة حكومية تستثمر ملاعبها وقاعاتها ومسابحها في خدمة الشباب العراقي لا مؤسسة تصرف وتهدر المليارات على منظمات ومشاريع بائسة وفاشلة كمشروع برلمان الشباب الذي استنفذ ثلاثة مليارات دينار وكذلك مشروع المرصد الشباب وغير ذلك من المشاريع التي صرفت عليها المليارات من الدنانير (دون وجع كلب) ومشاريع لم نرى لها اثر على الأرض سوى إننا شاهدنا حفلاتها على قاعة المنصور ميليا وغيرها من الفنادق الفاخرة في بغداد ,من حقنا أن نحلم بالتغيير ومن حقنا أن ننظر بعين الأمل للغد فإننا عراقيون جُبلنا على حب التحدي والإصرار والعناد من اجل تحقيق الأفضل ,من حقنا أن نبحث من يترجم أحلامنا إلى واقع ويفهم ما نريد وكذلك فلا عجب حينما نقول بالفم المليان (نريد واحد يفتهم موضوعنه) , انه مجرد حلم أن نشاهد مؤسسة رياضية حكومية راعية للرياضة والشباب في عراقنا الحبيب ترتقي إلى مستوى تطلعات الشباب العراقي , وكان الله والعراق من وراء القصد. [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!