- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ / الجزءالثاني
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي ونستكمل مقالنا لما يجري في عراقنا الحبيب من أحداث ووقائع يشيب لها الطفل ولا أدري هل هي تجري بصورة مخططة ومدروسة من قبل كل الساسة الذين في ساحتنا السياسية؟ أم هي فوضى كارثية استغلتها القوى الخارجية والداخلية بشكل متقن ومدروس لما يحقق مصالحها وأجنداتها وهي تفرز على ثلاثة أصعدة: الصعيد الأول: الداخلي الصعيد الثاني: الخارجي الصعيد الثالث: الأمريكي والغربي ولنأتي إلى الصعيد الأول والذي كان فيه قد غص فيه عراقنا الحبيب وشعبنا الصابر الجريح الذي من الغصص والمحن والويلات والذين كانوا وكما وصفتهم سابقاً عبارة عن سياسي غفلة ومراهقين سياسيين صعدوا بضربة حظ ونتيجة لولائهم الخارجي من قبل دول الجوار وحتى أمريكا تم صعودهم وحتى فرضهم على الشعب وهم أشد الأدوات التي قامت بهدم العراق والوصول به إلى ما هو عليه من وضع كارثي وفوضوي بحيث كانت المناكفات والمهاترات السياسية هي السائد لينتج عن ذلك خلق أفشل برلمان في العالم قائم على انسحاب كل كتلة عند أقرار أي قانون أو قرار لايتماشى مع مصالحها وكانت الصفة السائدة على البرلمان هي عدم انعقاده لعدم اكتمال النصاب وعدم أقرار القوانين المهمة وفي مقدمتها أخيراً في قانون الموازنة في ظاهرة فريدة في كل العالم ليؤشر على أنه برلمان فاشل 100% وبامتياز ومن كل النواحي واشتغال أعضائه بكنز الأموال وتحقيق الامتيازات والمكاسب وعلى حساب الموطن العراقي والبلد وأغلبهم يتعممون بالدين ويتخذون الدين قدوة لهم مع العلم أنهم ابعد ما يكونون عن ذلك وهم صعدوا إلى كرسي البرلمان ليس بفضل كفاءتهم السياسية أو المهنية بل بفضل ولاءهم الحزبي لأحزابهم وقادتهم ليس أكثر ولا أقل وهو مستعد إن يبيع الوطن والشعب مقابل أرضاء قائد حزبه أو تياره أو قسم كبير منهم أرضاء أسيادهم من الأجندات الخارجية وهي تمثل قمة الخيانة والوضاعة لمن يقوم بذلك وهي من أخس الأعمال وأحطها والتي أورد لكم هذه الحادثة لأبين ماذا تعني الوطنية للفرد حيث في زمن الاحتلال النازي كان ضباط الألمان والجستابو عندما يذهبون إلى دور البغاء لممارسة الجنس الرخيص مع المومسات قد طلبوا من إحدى البغايا الفرنسيات تزويدهم بمعلومات عن أفراد المقاومة الفرنسية عن طريق علاقات هذه المومس بهم فأجابتهم تلك البغي ((أني قد بعتك جسدي لتمارس الجنس ولكني لا أبيعك وطنيتي ووطني لك وأنت لا تستطيع ذلك))فلاحظوا هذه هي الوطنية الحق والتي مارستها من قبل مومس تبيع شرفها ولا تبيع وطنيتها فأي سقوط أخلاقي وانحدار لها لما يقوم به ساستنا وهو أحط سقوط أخلاقي. هذا من جانب السلطة التشريعية والتي يطول الحديث عن كل سلبياتها وإخفاقاتها والتي تقف عند الكثير منهم أجندات خارجية يأتمر بها برلمانيينا المحترمين وولاءات بعيدة عن العراق وشعبه. أما من جانب السلطة التنفيذية فالحال أسوا وأتعس وقد ذكرني عند كتابة المقال قول بريمر الحاكم الأمريكي(السيئ الصيت)عندما قال وقبل أن يركب طائرته بالحرف الواحد ((استطاعت أمريكا استطاعت أن تنشأ حكومة عرجاء))ومن هنا كانت كل حكوماتنا التي تشكلت على أساس المحاصصة الطائفية والتي تم تغليفها من قبل قادتنا وساستنا بمصطلح الشراكة الوطنية ولتتسيد مصطلح التوافق والديمقراطية التوافقية كل حياتنا والتي تمرر من تحتها كل الصفقات السياسية بين أحزابنا وعل حساب معاناة شعبنا الصابر الجريح ولتجلب تلك المفاهيم كل المصائب والمحن والويلات لشعبنا المهضوم وليجلس في كرسي الوزارة أو كل المناصب في الدولة من هو ليس في اختصاصه بل فقط إن الحزب أو التيار قد رشحه لهذا المنصب ولو كان لايحمل أي تخصص فهل يعقل أن يكون وزير المالية طبيب بشري ووزير العلوم والتكنولوجيا خريج علوم إسلامية؟ والتي الكثير من وزارت الدولة ممن لا يحملون أي تخصص أو مؤهل ونفس الشيء ينطبق على باقي أسفل المناصب مما جعل الدولة وكل مرافقها تعيش في كارثة فوضوية لاتوجد في أغلب دول العالم ولتصبح كل وزارة هي مخصصة فقط لأقرباء الوزير وحاشيته وكذلك الحزب الذي ينتمي إليه وكأننا قد رجعنا إلى عهد المقبور صدام بضرورة الانتماء للحزب لكي يتم التعيين أو تمشية كل الأمور والتي نتجت عنها أن يتم التعيين لكل فرد بمقدار ما يدفعه من رشوة والذي يمارسه ضعاف وهم موجودين بكثرة في زمننا الحالي وللأسف الشديد وليتسيد الفساد المالي والإداري وبأبشع صوره وقباحته ولينسحب بالتالي على نشوء الفساد السياسي نتيجة لذلك. أما في حالة جيشنا وقواتنا الأمنية فالحال والكل يعلم أنه حال لايسر عدو ولا صديق فبعد حل الجيش بعد السقوط والذي كان هذا هو أكبر خطأ يرتكبه سياسيينا والذي جاءوا الكثير منهم من الخارج وعلى ظهر الدبابة ولايعرف ماهية العراق ووضعيته ليصور إلى الأمريكان وخصوصاً بريمر بأن الجيش كله صدمي ولا يصلح للعهد الجديد ليتم حل الجيش في حالة فريدة لم تحدث في كل جيوش وليتم بعدها بناء جيش جديد أساسه كله قائم على الطائفية والعرقية وجلب عناصر وكوادر غير متخصصة بل حتى رفع وخلق ضباط وإعطائهم رتب وهم بالأصل ليسوا بعسكريين والذي يسمى عندنا بالعراق(بالدمج) وكذلك دخول العناصر الفاسدة والأخطر المندسة إلى داخل قواتنا الأمنية وفي أهم حلقاتها بدعوى المصالحة والمشاركة وكان كل ذلك يتم من قبل الأحزاب التي في الطرف المقابل ليؤدي بالتالي وجود الكثير من العناصر المندسة ومن أذناب البعث في أهم مفاصل قواتنا الأمنية وأخطرها ولتمارس دورها بكل حقد وغدر وليصطبح كل يوم عراقنا بيوم دامي ليحصد الكثير من دماء العراقيين البريئة والغالية على كل عراقي غيور ولتكبر كرة الثلج وتتعاظم ولتتجسد المؤمراة في اخطر حلقاتها بما حدث في الموصل وحتى في الأنبار ولتبين مقدار المؤامرة التي حدثت والتي عرف كل تفاصيلها أبسط مواطن عراقي والتي تمثل خطر عراقي كبير لو تنجح هذه المؤامرة وعلى كل الطوائف والأديان بخلق قاعدة إرهابية في العراق تكون أتعس واشد خطراً من أفغانستان طالبان وما تردنا من أخبار عن ممارسات المجرمين من داعش ومن لف لفهم هي خير دليل على ذلك. ولنأتي إلى علاقة الحكومة بأمريكا الشريك الإستراتيجي للعراق وذلك بموجب الاتفاقية الأمنية التي عقدت بين البلدان والتي بموجبها تم خروج القوات الأمريكية من العراق وحسب ما يقولون والتي من المفروض أن تكون أمريكا حامية للعراق من كل ما يهدد أمنها واستقرارها ولكن من خلال استقراء الوضع توضح أن الحقيقة هي غير ذلك وقبل الولوج في الموضوع اجلب لكم ما كان يحصل من أمور في ساحتنا السياسية وفي زمن العهد الملكي وبالذات في زمن نوري السعيد الذي أنشا حلف بغداد على غرار حلف السنتو في ذلك الوقت ومع بريطانيا والذين خرجت مظاهرات تندد بذلك وتم وصفه وفي الهوسة المشهورة(نوري السعيد قندرة وصالح جبر قيطانه) والتي عندما سأل عن سبب أقامته لهذا الحلف والذي اتهم بأنه عميل وامبريالي قال بالحرف الواحد(أن العراق بلد ضعيف وفي طور النشوء فلا بد من عمل هذا الحلف لضمان امن العراق واستقراره بوجه الطامعين ومن خلال عمل هذا التحالف الأمني مع بريطانيا) والذي بفضل هذا الحلف تم عدم اقتطاع الموصل وكركوك من العراق والتي كانت تركيا لها مطامع بذلك وجعلها عراقية 100% عكس سوريا التي تم اقتطاع لواء الأسكندرونة منها وضمه لتركيا. ونسأل بدورنا هل كن تفكير السياسي المخضرم نوري السعيد هو نفس مايحمله ساستنا ومن في الحكومة من تفكير؟ الجواب باعتقادي المتواضع هو بالتأكيد كلا لأن رجال دولتنا وكل من الحكومة لديهم اهتمامات غير الاهتمامات الخاصة بمصلحة العراق وشعبه والحفاظ على أمنه وشعبه واستقراره وهم حتى لا يملكون الخبرة والمهنية في العمل السياسي وكيف مع دولة كبرى وعظمى مثل أمريكا على أن يتم إعطاء إليهم مانريده نحن في المقابل نحصل ما يحقق على مصالح العراق وشعبه. ومن هنا كانت الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا هي ليست أكثر من حبر على ورق والمستفيد الكبير من هذه الاتفاقية هي أمريكا حيث ضمنت لها قدم لها في العراق للدخول إليه في أي وقت وكذلك أنشاء اكبر سفارة لأمريكا في العالم في العراق وتكون أهم موقع استخباراتي ومعلوماتي في هذه المنطقة الحيوية لها والتي تمثل من أهم المصالح لديها والتي تبني عليها كل سياستها وإستراتيجيتها في العالم. في حين لم يتم تنفيذ اغلب عقود التسليح الخاصة بالعراق ومنها طائرات (أف 16)لم يتم تسلمها إلا واحدة فقط وبعد جهد جهيد ومضي فترة طويلة على ذلك أما البقية فهي لم تنفذ وما كان يعطي فهو عبارة عن أسلحة خفيفة وعتاد مع العلم أن العراق وجيشه كان يخوض حرب ضروس مع داعش والإرهابيين في الأنبار والتي كانت تخرج التصريحات الواحدة تلو الأخر بمساندة العراق في حربه ولكنها كانت كلها كلام للاستهلاك ليس أقل ولا أكثر وكان من يزيد الطين بلة في عدم تسليح جيشنا وبقاؤه ضعيفاً هو ما يقوم ساستنا فالأكراد يذهبون إلى أمريكا ويقولون لا تسلحوا الجيش لأن هذه الأسلحة سوف تستخدم في ضربنا وتصفيتنا وكذلك الساسة من المذهب المقابل وهم الذين أسمييهم الآن إخوة داعش يقولون نفس في أن الأسلحة سوف تستخدم في ضرب المكون السني وهذا كان أحسن حجة لأمريكا وكذلك الساسة الأمريكان من الذين في اللوبي الصهيوني لعدم تسليح الجيش العراقي وإبقاؤه ضعيفاً لغايات ومطامح صهيونية تلتقي مع أجندات دول إقليمية وبالأخص السعودية وقطر وعربان الخليج. وهذا التصرف المقصود تارة والغبي في نفس الوقت هو يمثل قمة الخيانة والمؤمراة على العراق وشعبنا الصابر الجريح من اجل أبقاء حمامات الدم التي تنزف يومياً في الوطن وجعل العراق يدور في حلقة العنف الدموي وأن لا يخرج منها في تنسيق داخلي وخارجي وحتى أمريكي وصهيوني من اجل ذلك، لتنتهي خاتم هذا المسلسل التآمري بدخول عصابات داعش ومن شذاذ الأفاق ومن لف لفهم إلى نينوى واحتلالها والتقدم بصفحات متقدمة وإلى مناطق قريبة من بغداد يشاركهم في ذلك أذناب البعث المجرم الكافر. والذي سوف نشرح ماهية علاقة داعش والبعث المجرم ونقاط اللقاء بينهما وما دور أمريكا في ذلك في جزئنا القادم إن شاء الله إن كان لنا في العمر بقية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- ماذا بعد لبنان / 2
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2