- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وقع الفأس في الرأس ، ووقع المحظور وما كنا نخشاه
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي طالعتنا الأخبار بما حدث في نينوى وما حدث من انهيار أمني مخيف بحيث لاحظنا سيطرة داعش والإرهابيين على هذه المدينة العزيزة والتي تعتبر ثالث كبريات مدن العراق والتي يقطن فيها أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من العراقيين. وهذا الانهيار والخرق الأمني يمثل حالة خطيرة ومأساوية في نفس الوقت لما آلت إليه أمور العراق وشعبه وهو يصبح كل يوم على جرح نزف جديد والذي يمثل احتلال الموصل من قبل الإرهابيين جرح كبير جداً وغائر في جسد العراق وشعبه والذي لا يمكن علاجه وإسعافه مهما بلغت عظم الإسعافات والعمليات التي تجرى له. وقد ألينا على أنفسنا ومنذ فترة على أن لا نكتب في أمور تخص السياسة لما لاحظناه من وضع ساحتنا السياسية البائس والمزري والذي لا يبشر بخير ولا تفاؤل والذي حذرنا منذ مدة بعيدة وكنا نصرخ ونقول ومن قبل الكثير من المثقفين العراقيين والغيورين أن سفينة العراق تسير إلى طريق مجهول وسط أمواج متلاطمة لا تؤدي به إلى وصوله إلى بر الأمان وضرورة الحفاظ على وحدة العراق وجعل علم وشعب العراق في وجدان وضمير كل الساسة وجعله الولاء الأول لهم والضمانة الكبرى لعراقيتهم ووطنيتهم وعدم تقديم الولاءات الحزبية والطائفية والعرقية على ذلك ولكن كان كلامنا وتحذيراتنا تذهب أدراج الرياح ليصح عليهم قول الشاعر الذي يقول: قد أسمعت لو ناديت حيا***ولكن لا حياة لمن تنادي ولو نار نفخت بها أضاءت***ولكن أنت تنفخ في رماد وكانت كل نداءاتنا وخوفنا على العراق وشعبه لا تلقي أي بال لدى هؤلاء الساسة وكأننا ننفخ في قربة مزروفة وكما يقال المثل وبدافع هذا الخطر المحدق بوطننا وشعبنا تركنا ما عاهدنا عليه أنفسنا في عدم الخوض بالسياسة والكتابة لنكتب ما يمليه عليه ضميرنا وعراقيتنا لأن العراق هو في سلم أولوياتنا لنعتبر أن هناك خطوط حمراء لانسمح بها تجاوزها عند تعرض بلدنا الحبيب وشعبنا الصابر الجريح لهذا الخطر المحدق به. وأن هذه النتائج الخطيرة التي تحصل لا يمكن أن نعزوها إلا للسياسات الرعناء لكل ساستنا وأحزابنا وبغض النظر عن المسميات ومن قبل الجميع وأرجو أن لا يخرج لنا متحذلق أو متفقيه ليلقى بالتهم على هذا الطرف أو ذاك وكذلك على جهة حزبية أو تلك لأن يجب إن يعرف الجميع أن مسؤولية أدارة العراق وشعبه هي مسؤولية جماعية وليست تلقى على أي طرق وهي وكما قلنا سابقاً في مثالنا أنها حالها حال لعبة كرة القدم ففوز الفريق يعني لفريق جميعاً وخسارته ينطبق عليهم نفس الشيء وقد أوردنا هذا المثال منذ ذلك الوقت عندما كنا نحذر ما سوف تؤول عليه الأوضاع الخطيرة في عراقنا الحبيب والذي يبدو أن ساستنا مصرين على هذا النهج حيث خرج لنا النجيفي ومن لف لفه بإلقاء اللوم على الحكومة في هذا الخرق الأمني يشاركه في ذلك من هم في شمال عراقنا ليعكس لنا أن ساستنا أنهم مصرين على ممارسات نفس الخطاب السياسي وهو الدخول في المناكفات السياسية والمهاترات فيما بينهم رافضين بأنهم السبب في كل ما يحصل للعراق من محن وويلات لتعاد نفس الأسطوانة المشروخة والتي يبدو انهم قد وجدوا باب للدخول في أتون المزايدات السياسية والمناكفات فيما بينهم وهي فرصة لهم لتسليط الأضواء عليهم والحصول على كسب شعبي لهم غير أبهين بما يحدق للعراق من مخاطر. ولهذا أدعو من مقالي هذا إلى: 1 ـ عمل كافة المثقفين والإعلاميين وبجد من أجل رص صفوف العراقيين وتوحيدهم من أجل درء الخطر المحدق بوطننا وشعبنا ونبذ كل الخلافات وقيادة الشعب على هذا الأساس باعتبارهم النخب المثقفة والتي من المفروض قيادة الشعب والخروج من زاوية الانزواء وممارسة سياسية الرفض لما تقوم به الحكومة والدولة وترك السياسة السلبية التي تمارسها بعض النخب المثقفة والمبادرة بالتعاطي بايجابية مع ما يدور من إحداث وأخطار تحيق بالبلد. 2 ـ ترك سياسيينا السياسة السابقة والتي أشرنا إليها أنفاً من مناكفات سياسة ومهاترات وجعل ولاءهم أولاً وأخراً للعراق وشعبه وترك نهجهم في جعل ولاءهم لقادتهم وأحزابهم ودعم جيشنا العراقي والحكومة في كل ما تقوم به وممارسة سياسة حمل الأخطار وهموم العراق محمل الجد والحرص وتعبئة الشعب على هذا الأساس وممارسة الخطاب السياسي الهاديء والمتزن والذي تفوح منه كل الحب والغيرة على الوطن والشعب ورص الصفوف كل الجهود على أساس ذلك. 3 ـ النظر في كل تشكيلات قيادتنا الأمنية والجيش وفرز وإبعاد كل من هو فاسد ومندس يريد الشر والغدر بالعراق وخصوصاً العناصر الفاسدة والعمل بجد من قبل الحكومة وكل سلطاتنا التنفيذية والتشريعية على تسليح جيشنا وقواتنا الأمنية ومن مناشيء متعددة وعدم الاقتصار على الجانب الأمريكي لن هذا الطرف اثبت أنه يعمل على المماطلة والتسويف في عقود التسليح والسوق مفتوح والكثير من البلدان تتوسل من اجل تمشية عقود التسليح من اجل تحسين اقتصاديتها. كما على الحكومة تفعيل والضغط على أمريكا من أجل تفعيل الاتفاقية الأمنية والاستفادة من هذا الجانب وعدم جعلها حبر على ورق. 4 ـ وعطفاً على النقطة السابقة يجب من يقوم بهذه المهمة الجسيمة من هم لهم خبرة ومهنية في هذا المجال ولهم نزاهة وشرف في ما يبرمونه من عقود وأن تكون عقود لاتشوبها إي شائبة وأن تكون تلك العقود بما يتناسب مع قدرات جيشنا وإمكانياته. 5 ـ زج جيشنا في دورات ومهمات تدريبية ليشمل كل الرتب من ضباط ومنتسبين سواء في خارج القطر او داخله وحتى في الداخل إلا يوجد في جيشنا من السابقين من هم كوادر عالية في التدريب وتأهيل الجيش والقوات الأمنية والتاريخ يحدثنا أن الكثير من ضباط الدول الأخرى كانوا يدخلون عندنا في دورات الجيش العراقي وفي كلية الأركان لأنها كانت صرح علمي وعسكري عظيم وان مثلاً معمر القذافي كان خريج الكلية العسكرية العراقية والكثير من الضباط العرب والقادة هم خريجين كلياتنا ومدارسنا العسكرية. أما الاعتماد على الجانب الأميركي أو الأردني أو دول لغير وصرف المبالغ الطائلة من اجل ذلك فقد أثبت عدم جدواه وإذا كان لابد من ذلك فجلب الخبراء العسكريين الأجانب للعراق وتقديم خبراتهم بذلك في عمل دورات داخل العراق. 6 ـ ضرب أوكار الإرهاب وبقوة وتجفيف منابعه وهذا يحصل من خلال جهد استخباري مكثف وتفعيل الضربات الأستباقية في هذا المجال وخلق كوادر نزيهة وكفؤة في المجال ألاستخباري من خلال إدخالهم في دورت استخبارية عالية التخصص في داخل وخارج العراق وطرد كل العناصر المندسة والتي ولاءها ليس للعراق وشعبه. ونشير في هذا المجال أن تكون المبادرة بيد جيشنا وليس بيد الجماعات الإرهابيين وانتظارهم فيما يقومون به من عمليات لمهاجمتهم مما يتطلب الكثير من الجهد والعناء من اجل ذلك. كما ننوه بعد التحجج بأن عدم ضرب الجماعات الإرهابية بحجة الحفاظ على أرواح المواطنين ضرب تلك الأوكار وحواضنهم لأن ماحدث في نينوى هو نتيجة لسياسة التهاون والتسويف في محاربة الإرهاب وداعش في الأنبار والخروج كل يوم بمبادرة وقتل الوقت وكل هذا كان يحصل أدى إلى تمدد الإرهاب وأتساع خطره ليصبح بهذا الحجم الخطير. 7 ـ أخراج وطرد كل العناصر الفاسدة والتي تمثل خطرها أكثر من خطر الإرهابيين والذين أخرجوا لنا ظاهرة الجنود الفضائيين وغيرها والتي أسهمت في تضعيف الجيش وترهله وزج أعداد كبيرة في الجيش والقوات الأمنية بدون إي فائدة. وفي ختام مقالنا يجب عمل الجميع ومن قبل كافة شرائح مجتمعنا العراقي وكما يقال بحزام واحد وأن تكون الهمة في تصاعد مستمر كمي ونوعي لدرء هذا الخطر المحدق بعراقنا الحبيب وشعبنا الطيب الكريم وإلا سوف تترتب على هذه التداعيات الخطيرة تداعيات خطيرة أكبر وأعظم وليصبح العراق طالبان ثانية بل أسوأ وأتعس ولنقرأ على بلدنا والشعب السلام لأنه قد ركب الخطر وتأبط به وهذا ما لا نرجوه ولا نتمناه من قبلنا ومن قبل كل عراقي وغيور وشريف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- العراق، بين غزة وبيروت وحكمة السيستاني
- دوري نجوم العراق.. ما له وما عليه