يعاني مراجعو الدوائر الرسمية من صعوبات عديدة يتعلق بعضها بعدم توفر أبنية هذه الدوائر على صالات انتظار للمراجعين الذين عادة ما يستغرقون وقتا طويلا في هذه الدوائر،مايعني بقاءهم تحت اشعة الشمس صيفا وتحت رحمة البرد شتاء، هذا بالإضافة إلى أن مراجعي الدوائر الحكومية المختلفة لايجدون من الكثير من الموظفين تفهما وتهاونا من أجل تذليل المصاعب امامهم وتمشية معاملاتهم، ويقول المواطن رزاق عويز إن\" العمل في دوائر الدولة ظل روتينيا وقديما ويسبب إزعاجا ومتاعب للمراجعين\" ويطالب رزاق\" بإدخال موظفي الدولة في دورات ولو في خارج العراق لتطوير أدائهم\".
كثر الحديث عن وجود ترهل وفساد في دوائر الدولة من قبل مسؤولين في الحكومة، ويطالع من يراجع الدوائر الرسمية إعلانات تدعوه للإخبار عن أية حالة فساد أو رشوة من خلال الاتصال بأرقام وضعت في ذيل تلك الإعلانات، ويكمن الفساد الإداري في تعمد بعض الموظفين تأخير معاملات المراجعين وإعطاء مواعيد بعيدة لإجبار المراجع على البحث عن طرق مختصرة ينجز فيها معاملته بعد دفع مبلغ من المالي، ويقول أحد المواطنين إن\" لجوء الموظفين إلى الرشوة يأتي بسبب تدني مرتباتهم ويدعو لرفع هذه المرتبات لتسد كافة متطلبات الموظفين المعيشية\".
الموظفون في دوائر الدولة يدافعون عن عمل دوائرهم بالقول إن في الحديث عن الفساد المالي والإداري في دوائرهم مبالغة كبيرة، وقال أحد الموظفين بعيدا عن المايكرفون لأنه غير مخول بالتصريح على حد قوله إن \"المراجعين يريدون إنجاز معاملاتهم بمجرد دخولهم الى الدائرة الرسمية\"، مضيفا أن اغلب المراجعين لا يراعون ضغوطات العمل وكثرة المراجعين التي يعاني منها موظفو الدولة طوال ايام الأسبوع\".
ومع ذلك فإن للمواطنين نظرة أخرى حيث يقول المواطن صاحب صالح إن\" الموظفين يتعبون المراجعين إلا أولئك الذين تربطهم بهم معرفة، أما المواطن الفقير فتهمل معاملته ويتعرض لتعب كبير\".
على الرغم من إنفاق الكثير من الأموال خلال الأعوام الستة الماضية إلا أن البنايات الحكومية الخاصة بالدوائر التي تستقبل المواطنين لمختلف الاسباب لم تحظ باهتمام يغير من واقعها كثيرا، وظلت بنايات المحكمة والنفوس او الاحوال الشخصية وكاتب العدل وغيرها على حالها رغم تزايد أعداد مراجعيها الذين يعانون الامرين عند مراجعتهم لهذه الدوائر.
ويقول المواطن ابو يسار إنه\" لاحظ ان جدران بناية الجنسية بدت مشوهة بطبعات الاصابع، لأن المراجعين ممن يبصمون على معاملاتهم يضطرون لتنظيف اصابعهم بهذه الجدران\".
وكانت رئاسة الوزراء العراقية قد دعت مؤخرا الى اعتماد اسلوب النافذة الواحد لتمشية معاملات المواطنين وتوفير الجهد والوقت عليهم، وتكشف هذه الدعوة عن مدى ما يلاقيه مراجعو الدوائر الرسمية من صعوبات ومتاعب لأن نظام العمل فيها ظل قديما ومعقدا وروتينيا، ولكن اللافت ان دعوات كهذه تظل حبرا على ورق طالما لا توجد رقابة فاعلة لتطبيقها.
تقرير /مصطفی عبد الواحد
أقرأ ايضاً
- اطباء اجانب في كربلاء: اكتشاف "حالة عراقية" باعتلال العضلات والاعصاب غير موجودة في العالم
- كربلاء:العتبة الحسينية تطبع وتؤلف (160) كتابا عن حياة وتراث الامام الحسن
- الشاعر السوري حسن بعيتي من كربلاء: هيبة حرم الحسين تتصاغر امامه كل الكلمات والقصائد