حجم النص
يواصل العراقيون حياتهم برغم الصعوبات، ومحاولات تعزيز العنف كظاهرة يومية، فلم يستسلم الكثير منهم لذلك، ما جعلهم يبتكرون الفرح والغناء والعمل والنضال. وأحد الامثلة على هذا الكفاح اليومي، الإخوان حسن وجاسم المشهداني الساكنان في شمالي بغداد، اللذان يصنعان من "مخلفات" السيارات المفخخة التي تُفجر في الأسواق والأماكن العامة، شاحنات وعربات زراعية تجرّها الخيول والحمير، وبأسعار مناسبة للفلاحين والعمال، في حرص على جعل هذه المنتجات قريبة في اشكالها والوانها الى الحقيقية منها، ما جعل من تجربتهما يشار لها بالبنان، من قبل أهالي قرية "المشاهدة" و"التاجي"، في شمالي بغداد. ويقول حسن المشهداني حول مشروعه هذا لـ(IMN) إنّ "الامل والحيوية والعمل كفيلة باسقاط الارهاب"، مشيرا الى أن "الفكرة بدأت منذ عدة سنوات، حين طرحتها على أخي الكبير جاسم، لتحويل مخلفات المركبات والسيارات المفخخة والمتضررة من التفجيرات، في معمل الحدادة الذي نمتلكه، الى الآت يمكن الاستفادة منها". ويتابع القول "المواد الاولية غالية الثمن، لذلك فإن المركبات والعربات التي نصنعها من هذه البقايا رخيصة الثمن، بالنسبة للعمال والفلاحين، الذين استحسنوا منتجاتنا وأقبلوا عليها". فيما أشار جاسم لـ(IMN)- أن "البعض يظن أن العمل سهل، لكنه في الحقيقة ليس كذلك،لأن بقايا السيارات المفخخة المركونة تحتاج الى (التحوير) وإعادة تركيبها وقص زوائدها، لكي تتحول الى الشكل المفيد والمطلوب". ويستخدم فلاحو العراق، العربات في نقل المحاصيل الزراعية والمنتجات والسلع الاخرى، فيما يحتاج العمال الى هذه العربات في أعمال نقل البضائع، الى المخازن والدكاكين التجارية. وينبّه جاسم الى أن "الأسعار مناسبة مقارنة بأصحاب دكاكين الحدادة في العاصمة والمحافظات الأخرى". ويعبّر جاسم عن سعادته بهذا الانجاز، فيقول "المشروع يتعدى كسب المال الى المساهمة في صنع الحياة وازالة اثار التفجيرات والمفخخات من الحياة اليومية للناس".
أقرأ ايضاً
- رويترز: السيد حسن نصر الله على قيد الحياة
- بابا الفاتيكان: ترمب وهاريس ضد الحياة
- يتم منحه لحامله ولأسرته "مدى الحياة".. تحذير برلماني من تعديل على الجواز الدبلوماسي