حجم النص
بقلم:محمد الحسن ليست المشكلة أن الجماهير حديثة عهد على الوضع الديمقراطي, سيما مفردة الإنتخابات؛ إنما في الوسائل المستخدمة من قبل القوى السياسية, فالكثير منها يعتمد السفسطة وإثارة المخاوف لدى الفئة المستهدف؛ بغية الإستقواء بحاضنة مكوناتية ليس لإستخلاص رؤية ومشروع ناهض, بل الهدف من العملية شرّعنة المطالبة بكرسي الرئاسة كغاية سامية..! الغايات المعلنة كثيرة, غير إن الواقع يسقط كل الفرضيات والأقاويل التي تدور حول تلك الغايات..رغم فقر التجربة العراقية؛ بيد إنها مكثفة لدرجة نستطيع من خلالها إستخلاص العبرة والوصول إلى وضع عام مريح يتأتى بواسطة الفرز والعزل ومصارحة الفاشل عبر ورقة الإقتراع, سيما إن الجميع يتطلّع نحو الأفضل..! طالما أتفق الشعب على هول المصائب الجارية في العراق, وغياب الجودة في الإداء الحكومي والبرلماني؛ فالطريق نحو التقدم سالكة, وممكنة..لا تحتاج سوى الإتفاق على وسيلة الوصول, وهنا جوهر المشكلة..! الشعوب التي تنعم بالديمقراطية, تقدّس وسائلها؛ فهي الضامن لديمومة الإستقرار والحياة الكريمة التي تحياها بفضل خيارها؛ فصار الشعب حاكماً لنفسه, عارفاً لمتطلباته ساعياً للمزيد عبر التغيير. فالتغيير يعد حجر الزاوية من الديمقراطية كنظام, يصطلح عليه بـ(التداول السلمي للسلطة) وهو بمثابة المعيار الذي يعكس مدى تقبل تلك الشعوب لروح النظام؛ فإن عرفت ما تريد وعملت وفقه عُدت شعوباً متطورة تستحق اللحاق بركب العالم المعاصر وتعيشه روائعه؛ إما إذا تعاطت مع كوابح عجلة التقدم, ستتحول إلى قوة ضاغطة على الفرامل التي لا تعمل دون ضغط..! أنا مطالب بالجلوس مع نفسي وأحصاء خسائري وحصر أولوياتي التي أطالب بها, أعمل وفقها, أبحث وأضيّق دائرة المتنافسين..سنشترك بمطلبين أساسيين, الأمن وتسوية الخلافات السياسية؛ أبعاد هذه الأزمات يجعل الأجواء أكثر صفاءً وستكون مدى رؤية الفرد العراقي أقوى من العين البرلمانية, الأمر الذي يحوّل الجميع إلى جنود ساعية لإرضاء الشعب.. لن يكون عندها رأياً لعاطفتي ولا مجاملة لصديق أو قريب على حساب مستقبلي وإستقراري, وأمنيتي؛ فالمعادلة واضحة, سيخرج من دائرة التنافس كل من لم يوفق في تحقيق ما أطلبه, وسأبد لحظة الصفر للبحث عن رجال دولة لا طلاب سلطة.