حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم دخل رجل على الملك ليعرض عليه موهبته فقال للملك: لدي موهبة لم تراه من قبل قال الملك: هات لكي نرى فاخرج من يده مئة ابرة ورمى ابرة على الجدار فاحدثت ثقبا ورمى الثانية فاصاب نفس الثقب والثالثة والرابعة حتى رماها كلها في نفس الثقب فامر الملك بمنحه مئة دينار وجلده مئة جلدة فقال الرجل لماذا يا جلالة الملك؟ فقال الملك:لقد اهدرت موهبتك في شيء لا ينفع هذه هي المقدمة وانا اتابع من على اليوتيوب بعض لقطات برنامج المواهب العربية والاجنبية، فالديكور والاجهزة التي نصبت والمبالغ التي صرفت والكادر الفني الذي يشرف على هذا البرنامج فكلها جهود واموال طائلة من اجل اخرج هذا البرنامج بهذا الشكل ولكل حلقة مصاريفها،والمواهب التي تقدم منها مثلا فالغناء والرقص لا علاقة لنا به لان حكمه معروف بالرغم من ان لمن يقوم بذلك فانها موهبة ولكن حرمتها امر مفروغ منه، والبعض الاخر يقوم بحركات سحرية هي الاخرى حكمها معروف. لكن هنالك البعض يقدم على حركات واعمال هي قمة في الذكاء وموهبة خارقة تتطلب جهود جبارة وممارسة مستمرة ودقيقة ولربما يعيد ما يعرضه في البرنامج عشرات المرات كي يضبط موهبته حتى ينال الفوز من اللجنة التحكيمية التي تختبر هذه المواهب. هذه المواهب الخارقة عندما نصنفها في فائدة المجتمع من عدمه فاننا لانلمس أي فائدة منها مجرد رغبة الموهوب في اثبات موهبته للغير وبانه يملك طاقات فكرية او جسمانية او الاثنين معا اهلته لان يعرض موهبة ينظر اليها الجميع باعجاب وانا منهم، ولكن ماهي النتيجة المرجوة من هذه الموهبة للمجتمع ؟ لاشيء مجرد امتاع المشاهد بشيء فارغ لا طائل منه وهو ان لم يدخل في باب الحرمة فهو مثل اؤلئك الذين يتذاكرون في الانساب والشعر فلما راهم رسول الله وعلم بما يتحدثون قال هذا علم لا ينفع من تعلمه ولا يضر من جهله. هذه المواهب اغلبها ليس فيها فائدة ترتجى لا للموهوب ولا للمجتمع بل لربما تستفاد منها اجندة من اصحاب الفضائيات لكسب اكبر عدد ممكن من المشاهدين او جعل هذه البرامج حقنة تخديرية لغرض ضخ معلومات مقصودة من قبل اجندة ادارة هذه الفضائيات التي تعرض هذه البرامج بعض الاشخاص لاسيما في الغرب اقدم على عرض مواهب مقززة وفاسدة ان دلت على شيء فانما تدل على مستوى الانحطاط الاخلاقي لهذا المجتمع عندما يرى بعض المواهب تعرض موهبتها اللااخلاقية وبالرغم من ان اللجنة التحكيمية تضغط على الـ X الاحمر، ولكن تفكير هكذا اشخاص بهكذا موهبة دليل على عدم الاحراج والخجل.
أقرأ ايضاً
- امتيازات البرلمان العراقي خلال فترة الحكم الملكي و امتيازات ما بعد عام 2003 زمن الديمقراطية
- 14 تموز وجدلية الأفضلية بين قاسم والملكية
- قراءة تأريخية لمقتل الملك غازي