إن التجربة السابقة التي عاشتها مجالس المحافظات وعدم تحمل المسؤولية الإدارية من قبل بعض أعضاءها السابقين قد أثرت على أداء تلك المجالس وجعل الكثير مما تقوم به لا يرقى إلى العمل المؤسساتي المنظم ليتعطل قسم من المشاريع وتهدر الكثير من الأموال التي صرفت للأعمار وعدم وجود انجازات يشار لها إلا بعدد أصابع اليد رغم الفترة الزمنية التي استمرت بإدارتهم وهي أربعة سنوات لذا فان هذه المجالس الجديدة اليوم مطالبة بمراجعة سلبيات الماضي وتجاوزها لتقع على عاتقها مهمة صعبة تتطلب منها النظر في عدة أمور ، بأبتعادهها عن المحاصصة السياسية والحزبية في اختيار العناصر الإدارية وعدم تهميش العناصر المستقلة ، والاعتماد على العناصر النزيهة والكفوة وذلك من اجل إن تكون هناك سرعة في الانجاز .والعمل وفق المصلحة الوطنية والنظر لواقع المحافظة الذي يحتاج للكثير ومن ثم التعامل مع هذا الواقع على أساس الواجب الوطني والالتزام الذي يتطلب من الجميع المساهمة في تصحيحه بعد أن أصبحت لمجالس المحافظات الصلاحيات الواسعة. والعمل بجدية وإخلاص لتجاوز سلبيات المرحلة السابقة وذلك من اجل أن تثبت إنها أهلا لتلك المسؤولية .
ولنتوقف عند أبرز ما أفرزته تجربة مجالس المحافظات السابقة من معطيات وأعمال ونحن ومن خلال تجوالنا في معظم مناطق المدينة كان لنا استطلاعا عن اداء وعمل مجالس المحافظات السابقة ليتنبه عنها الحاليون ويقدمون ما تاخر عنه السابقون ويكملون ما لم ينجزونه \"
آراء المنافقين والمتزلفين والمستفيدين جعلت المسؤول لايتنبه لمؤشرات واتجاهات الرأى العام
حيث ابتدأنا بالاستاذ (عباس الصباغ) كاتب يعمل في مجال الصحافة فقال من العيوب (وليس من الهفوات) التي تسجل على اية حكومة ، مركزية كانت ام محلية انها لاتنتبه لمؤشرات اتجاهات الرأى العام في وسائل الاعلام او على مستوى رجل الشارع إما جهلا منها بقواعد وآليات ادارة السلطة او عمدا وذلك بغض النظر عن النتائج التي يتمخض عنها الرأي العام باعتباره ليس مطلوبا بقدر اهمية توفر المصالح و\"المنافع\" وآراء المنافقين والمتزلفين والمستفيدين وبشكل خاص في العراق وخصوصا في كربلاء فان الاهم من هذا كله هو \"استثمار\" السنين الاربع التي يقضيها اعضاء مجلس المحافظة وعدم تضييع ثانية واحدة لخدمة المصالح الشخصية مع تطبيق نظرية الاقرباء اولى بالفوائد والمناصب ..
كثيرة هي التقارير والاخبار والمقالات التي تناولت واقع كربلاء وتعاطت مع هموم اهاليها وانا شخصيا لي تجربة نالت قسطها الوافر من اللامبالاة المعهود والمتعمد من قبل اعضاء مجلس محافظة كربلاء المقدسة السابق والذين حرص بعض اعضائه على تقديم نفسه للانتخابات الجديدة بالصيغ البراغماتية ذاتها مع اضافة القليل من البهارات الدعائية ورسم صورة ذات مواصفات طرزانية مع وضع سلسلة طويلة من الاسماء والالقاب التي شجبها الاسلام ورفضها القرآن وتحتقرها المجتمعات المتحضرة والدول التي سارت في طريق الليبرالية والديمقراطية...وباعتباري احد المشتغلين في الصحافة واحد المشغولين بها فاني بعد ان كتبت في الشأن الكربلائي من باب الحرص على سمعة كربلاء ومكانتها التي لا تقل عن مستوى مكة المكرمة والمدينة المنورة وحتى حاضرة الفاتيكان ، كنت اتوقع ان اجد قليلا صدى او اي رد او حتى شتيمة ولم المس اي تبرير من قبل الحكومة المحلية لمجموعة الاخفاقات التي رافقت اداء مجلس المحافظة وان كان تبريرا واهيا..
مجالس المحافظات السابقة أصابت في بناء دوائر الدولة وتأخرت عن الإعمال الخدمية للمواطن
وانتقلنا الى عضو مجلس البلدي أحمد جواد ماضي فقال إن مجالس المحافظات السابقة لا باس بها ، وانهم أصابوا في بناء دوائر الدولة وتأخروا عن الإعمال الخدمية للمواطن العراقي ، ولأنهم ليسوا بمستوى الطموح أكثر أعمالهم ديكورية وليست خدمية وهي لم تعمل على خدمة المواطن والدليل تفشي البطالة لعدم اهتمامهم بالاقتصاد ودعم الصناعة والزراعة لاستقطاب عدد كبير من الأيدي العاملة العراق حاليا ( دولة مستهلكة).
أما وسائل الأعلام لم تقصر في أجهزتها المسموعة والمكتوبة والمرئية ؛ لكن (لا توجد أذان صاغية) أكثرهم تعرضوا للتهديد والاعتداء والقتل والاختطاف لكشفهم التقصير.
اما المواطن عباس ضايع من كربلاء فقال أن مجالس المحافظات السابقة قدمت بعض الشيء و لكن ليس على مستوى ما هو مطلوب ، لما فيها من هدر لأموال الدولة ولأنها اعتمدت على المحاصصة في المبالغ المرصودة من قبل اللجان المشرفة على المشاريع
مجالس المحافظات السابقة لم تقدم ما هو مطلوب منها وذلك لتقديم مصالحهم الشخصية والمحسوبية
.
اما جميلة جواد الصفار موظفة على ملاك وزارة التجارة فقالت مجالس المحافظات السابقة لم تقدم ما هو مطلوب منها وذلك لتقديم مصالحهم الشخصية والمحسوبية وعدم تقديرهم للمسؤولية المناطة بهم رغم الأمان الذي حضيت به بعض المحافظات والتي يجب أن تكون نموذجا يحتذي به.
ولأنهم ليسوا بمستوى الطموح ولم يطلقوا القوانين التي تحاسب المقصرين ممن سرقوا الأموال وعاثوا في البلد الفساد كذلك رعايتهم لأحزابهم من مراكزهم الإدارية بتعين وتوظيف شركائهم في الدوائر الحكومية وهذا ما نشاهده نصب أعيننا أما الأعلام فأن أكثره مسيس وينقل ما يحلو للجهة المنتمي إليها وان شاهدنا تناقل أخبار سلبية عن جهة ما ، فهذا ما أسميه تنازع إعلامي سياسي لوجستي .
مجالس المحافظات قدمت لكن ليس بمستوى الطموح
وانتقلنا الى شيخ عشيرة خفاجة في كربلاء عباس علوان الهر فقال مجالس المحافظات قدمت لكن ليس ما هو مطلوب، والدليل ما نشاهده اليوم من اختناقات الشوارع التي تعاني من الإهمال وعدم الاكساء والتي لا زالت ترابية، وان كانت هناك شوارع تم اكساءها رأيناها بعد فترة رجعت فيها الحفريات ومد أنابيب في حقيقة الأمر غير موافقة للمقاييس والشروط الخدمية الصحيحة وهذا دليل على عدم الانتضام، كما إن البطالة موجود ومتفشية وكثير من المعوقات والمشاكل واننا حينما نخرج إلى باقي المحافظات ونسمع المديح لأهالي كربلاء فقط لأنهم خدام الحسين ( عليه السلام) وهذا المديح لم يأتي عبطا إنما للخير الذي يبديه أهالي المدينة وهو موجود ومتصل بعطاء الحسين ( عليه السلام).
وفي نفس الوقت نلاحظ الذم الذي يبديه أهالي المحافظات وزوار الحسين ( عليه السلام) على قادة المحافظة بسبب الاختناق وتردي الخدمات وغيرها. مبينا ان عدم تعاون مجلس محافظة كربلاء السابق مع المحافظ السابق د.عقيل الخزعلي كان وراء بعض المشاكل والمعوقات
نظام المحاصصة بين الأحزاب الفائزة في الانتخابات جعلت من المحافظ لا خيار له في انتقاء مساعديه
اما الحاج صادق العطار صاحب محل لبيع الكاميرات وأدواتها في مركز المدينة فقال ان \"كل من يهمه أمر الشعب العراقي ومصالحه يتساءل هل إن مجالس المحافظات السابقة عملت على خدمة المواطن العراقي؟ والجواب على هذا التساؤل لا يسعد من كان في هذه المجالس العراقية بصورة عامة وان كان هناك استثناءات بسيطة في بعض المحافظات ويمكن أن أوجز الأسباب في نقاط :
اولا \"إن أعضاء مجالس المحافظات أتو من فراغ أي أنهم ليس لهم أي خلفية في إدارة الأمور الاجتماعية فضلا على تحمل مسؤولية المحافظة من كل النواحي الاقتصادية العلمية، التربوية، الصحية، التطويرية، البلدية، الرياضية، الخدمية(كهرباء،ماء،مجاري) الأمنية إضافة إلى قصر النظر في أفق المحافظة المستقبلي\".
ثانيا \"إن نظام المحاصصة بين الأحزاب الفائزة في الانتخابات جعلت من المحافظ لا خيار له في انتقاء مساعديه ونائبه وباقي المسؤولين في المجلس مما أدى إلى تبوّء غير الكفوئين هذه المناصب\".
ثالثا \"إن عدم التوافق بين الأحزاب الفائزة أدى إلى إحباط أي مبادرة من أي عضو في المجلس ترمي إلى خدمة المواطن كي لا تكون لأي حزب غلبة إعلامية على غيره\"
رابعا \"معظم أعضاء المجالس هم من الوافدين إلى العراق بعد سقوط النظام أي لا علم لهم تفصيليا بمجموعات المجتمع العراقي ولا التوسع الجغرافي والخدمي للمحافظة كونهم تركوا البلاد قرابة الربع قرن وهذه مدة طويلة في الحسابات الاجتماعية والإدارية\".
خامسا \"إن مصالح الدول التي كانوا مقيمين فيها هذه المدة الطويلة لعبت دورا بارزا في سياسة أعضاء مجلس المحافظة حتى وان حسبناها من باب رد الجميل هذه وغيرها من الأسباب أدى إلى تفشي مرض عضال فتاك اسمه الفساد الإداري والأدهى والأمَر إن هذه الأوضاع كلها يضعون أوزارها على علماءنا الأعلام (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) وهم براء عما يصفون وفي الحديث شجون\"
ونحن ومن خلال هذا الاستطلاع نوصل اراء بعض من الشارع الكربلائي الى السادة المسؤولين الجدد على ادارة المدينة من اجل الاستماع الى الراي الاخر الذي يهدف الى تصحيح مايراه الاخرون فاسدا او غير ملبي للطموحاتهم الآنية والمستقبلية .
اجراه /حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- انطلق برجل واحد يمثل دور السجاد: موكب سبايا يسير من البصرة الى كربلاء الشهادة لمدة (18) يوما
- انفق عليها ملايين الدنانير: مهندس بغدادي يحول واجهة داره الى حدائق تسر الناظرين(فيديو)
- في الشركة العامة للصناعات الهيدروليكية معدات ثقيلة ومنظومات متطورة ومنتجات مختلفة تصنع ببصمة عراقية